في سوريا حكمتها طائفة أجرمت وقتلت وسجنت وتألهت واسأت في حق الجميع ستة عقود ، او على الاقل اختطفت تمثيل طائفتها برضاها او بدونه ، وكانت الطائفة السنية ، وهي الاغلب ، ضحية كل جرائم ال الاسد ثم استقوت بالمليشيات الشيعية من حشد وحزب الله وجيش مهدي وزينبيون…الخ وكلها ذات محتوى طائفي ، لذا لاغرابة ان يكون الصراع فيها طائفي بامتياز وان عملوا لها لافتات عروبية او وضعوا لمن يعارضهم مسميات داعش وقاعدة ..الخ – مع وجود هذين التنظيمين- وهي حالة استفزت الاسلام السني في سوريا بكل اتجاهاتهم فاستنفروا للقتال كلهم ووحدهم من استطاعوا الحفاظ على بقاء ثورتهم ثم تحقيق انتصارها بينما انهزم كل من راهن على غير السلاح وهذه حقيقة ثابته ، اتفقنا مع عناوين ومحتوى الثورة السورية ام اختلفنا ولن اناقش ماينبغي وما لا ينبغي على الثورة السورية في سياساتها.
الشاهد هنا ان في الجنوب ثورة لاستعادة دولة الجنوب بعد ان انقلبت صنعاء وشرعنت احتلالها للجنوب باسم الوحدة وحولتها الى “ضم والحاق” وإدارة بالاستعمار ، شعب ثار قبل ان يثور الإخوان في ساحة التغيير وقبل ان ينقلب الحوثي على الجميع وينطلق بحربه جنوبا “لمحاربة الدواعش” حسب توصيفه ، وهو نفس التوصيف الذي أطلقه النظام في سوريا ضد معارضيه ونفس التوصيف الذي تطلقه المليشيات العراقية والإيرانية ضد معارضيها.
في اليمن فان تيار كامل من الاسلاميين واقصد به جماعة الاخوان وبعض تيارات السلفية وقفت مع صنعاء في احتلال الجنوب وتوصف مشروعه اما انه كفر او انه مساس بقدسية وطن واحد ، بينما مداد الوحدة يؤكد انه تشكّل من دولتين طغت احداهما وكفّرت واحتلت او حد تعريف علي محسن ” ادارت الجنوب بالاستعمار ” وهي حالة تتطابق مع الحالة السورية بان شعب الجنوب العربي ينظر لمشروع صنعاء العفاشي والاخواني وجزء من السلفية نظرة اهل سوريا ثورتهم ضد طغاة العلوية من ال الاسد.
انعشت الثورة السورية الأحلام الحركية لاخوان اليمن وان ما انطبق على سوريا سينطبق عليهم مع انهم خلال فترة الحرب لم يقدموا قائدا في حجم الجولاني ولا فصيل في حجم النصرة على افتراض اخوانيتهم – بينما لاقدرة لاخوان اليمن الا اعادة تدوير “خردة اليدومي وزعتر وحميد…الخ” وصارت الشراكة مع رشاد العليمي “حامل اسفار الاخوانج” في الجنوب وضمان احتواء وتحويل مبدأ الشراكة لنقاش حول المناصب والمقاعد الإدارية وتفريغه من بقية المعاني حتى من الخدمات ومحاربة الفساد.
الخلاصة : يعرف الجنوبيين ان الشماليين وجهان لعمله واحده احدها يعمل في اطار حكومة الشرعية وينفذ مشروع الاحتلال للجنوب والاخر يحتل الشمال وهو مكمل للوجهه الاخر العامل ضمن الشرعية في الجنوب وكذلك حاضنة ونفوذ قبلي وعسكري وسياسي يرى ان نهاية الحوثي هي خسارة الدعم الخليجي فبقاء الحوثي مصلحه للطرف الشمالي في الشرعيه وفي الجغرافيا الشماليةالتي تسيطر عليها المليشيات من بقايا النظام السابق واحزابه ونافذيه.. ان مشاورات الرياض يجب ان يخرج الجنوبيون منها برؤية اكثر نضوجا لماهية الشراكة ووظيفتها ومستحقات الجنوب فيها.
*26ديسمبر 2024م*
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news