عدن توداي
أسعد اليوسفي
النقاش هو ميزان العقول وميدان الأخلاق، حيث تنكشف المعادن الحقيقية للأشخاص. في لحظات الحوار والجدل، تظهر القيم التي غُرست في النفوس، فمن تحلى بالصبر والأدب والاحترام، ترك أثرًا جميلًا في قلوب من حوله.
الكلمات ليست مجرد أحرف تُقال، بل هي انعكاس للتربية التي نشأنا عليها. من تربى على القيم السامية، سيُظهرها في كل نقاش، حتى في الاختلاف. فإن كان النقاش يُدار بأخلاق عالية واحترام، فإنه يصبح وسيلة للبناء والتطوير.
النقاش ليس مجرد وسيلة لإثبات وجهة نظر، بل هو اختبار لشخصياتنا. الكلمة الطيبة، والحجة الهادئة، والتعبير المهذب، تكشف عن النضج الفكري والأخلاقي. أما الإساءة والتجريح، فلا تدل إلا على ضعف صاحبها.
مقالات ذات صلة
إن المناضلين السبتمبريين قادمون لتطهير الوطن من فلول الظلم والظلام وأشباح الموت والدمار
رجل عاش بأدب وجعله سلوكه
الكتابة والتعبير الراقي هو السلاح الأقوى لمن يريد أن يسمو بفكره وأخلاقه. عندما نتعلم أن نجعل الكلمة أداة بناء لا هدم، نصبح جزءًا من النهضة الأخلاقية التي تحتاجها مجتمعاتنا.
الأمم تُبنى بالأخلاق:
كما قال الشاعر:
*“إنما الأمم الأخلاق ما بقيت **
*فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”
الأخلاق ليست مجرد فضيلة شخصية، بل هي أساس بناء المجتمعات والحضارات. كل أمة تتمسك بأخلاقها، تحافظ على وحدتها وقوتها، بينما تلك التي تتخلى عنها، تسقط في هاوية الضعف والانقسام.
اجعل قلمك مرآة لنفسك، واختر كلماتك بعناية. ليكن النقاش ساحة لإظهار الاحترام والتعلم، وليس مكانًا لتفريغ الغضب أو التنازع.
تذكر دائمًا أن الكلمة الطيبة صدقة، وأن الأخلاق تسبق المعرفة في تأثيرها.
ليكن النقاش فرصة للسمو، والتعبير الراقي عنوانًا لكل حوار. فالأخلاق هي البصمة التي نتركها في قلوب الآخرين، وهي ما يذكرنا به الناس حتى بعد رحيلنا.
شارك هذا الموضوع:
Tweet
المزيد
Telegram
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news