أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” إسحاق الحميري:
تحالف الازدهار بقيادة أمريكا وبريطانيا ومهمة إسبيدس التابعة للاتحاد الأوروبي بقيادة إيطاليا، عمليات عسكرية أطلقها المجتمع لمواجهة الحوثيين، لكن لا أحد من قيادات الحوثيين قتل ولا نتائج تذكر، الأمر الذي رأى فيه متخصصون عسكريون تحدثوا لـ”يمن ديلي نيوز” أنه عسكرة للبحر الأحمر وأنه الحدث الأبرز خلال 2024.
أحداث أخرى يستذكرها المتخصصون رأوا أنها تشكل فارقًا في الواقع العسكري على الساحة اليمنية بينها تفجير حي الحفرة في محافظة البيضاء من قبل الحوثيين، ومقتل الضابط السعودي وعسكريين في حضرموت، والمناوشات العسكرية هنا وهناك وقصف الأحياء وغيرها.
كما أشاروا إلى تطورات على الصعيد التدريبي والتنسيقي للقوات والتشكيلات الموالية للحكومة المعترف بها، من أبرزها تشكيل لجنة مشتركة مع الحكومة فيما يخص البصمة لكافة التشكيلات العسكرية الموالية للشرعية، فضلًا عن الدورات التخصصية الواسعة لوحدات الجيش.
وحول 2025، توقع المتخصصون استمرار محاولات المضي في السلام حتى تسلم دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، غير مستبعدين انطلاق عملية عسكرية في ضوء التطورات الإقليمية واستمرار الحوثيين في التعنت ورفض القبول بخيارات السلام.
استئناف للنزاع
يقول المحلل والخبير العسكري الدكتور “علي الذهب” الهجمات الإسرائيلية على موانئ الحديدة، والمصالح الاستراتيجية التي تحت سيطرة جماعة الحوثي مثل المعسكرات ومراكز إنتاج الطاقة، بالإضافة إلى هجوم يوليو وهجوم سبتمبر كان من ضمن أبرز أبرز الأحداث خلال 2024.
وأضاف لـ”يمن ديلي نيوز”: “الهجمات الأمريكية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على الحوثيين بشكل متواصل كانت من أهم الأحداث، وهي هجمات عسكرية 100%، تحمل طابعاً أمنياً ولكنها أيضاً ذات طابع عسكري”.
إضافة إلى ما سبق تحدث “الذهب” عن نشاط للجنة العسكرية بتشكيل لجنة مشتركة مع الحكومة فيما يخص البصمة، بتعميم البصمة داخل التشكيلات المسلحة التابعة للحكومة”.
وتابع: “النقطة الأخرى هي مقتل ضابط سعودي وبعض الأفراد في المنطقة العسكرية الأولى على يد أحد العسكريين الذي فر إلى منطقة مجهولة وتعذر القبض عليه”.
وأشار الذهب، إلى أن هذه أحداث وبعضها تعد إجراءات لكنها في نفس الوقت تمثل تطورات مهمة.
حتى صعود ترامب
وفي حديثه عن توقعاته لمستقبل عملية السلام في اليمن، قال الذهب إن “عملية السلام في اليمن ستستمر حتى صعود الرئيس الأمريكي المنتخب وتسلمه السلطة في 25 يناير المقبل، وهنا سيبدأ التحول”.
وأضاف: “إذا استمر الحوثيون في مهاجمة السفن أو التنسيق مع الأذرع الإيرانية في المنطقة، سيكون هناك قرارا قويا ضد الحوثيين من إدارة ترامب”.
وتوقع الذهب أنه إذا زاد العنف في سوريا ولبنان، فسيحدث استئناف للنزاع في الساحل الغربي إلى ما بعد الحديدة، ولكن هذا السيناريو هو أقل احتمالًا.
ولفت إلى أن “السيناريو الأوضح هو عملية سلام ومضاعفة العنف تجاه الحوثيين لفرض عملية السلام، وليس اجتياح شامل يصل إلى العاصمة صنعاء”.
وأضاف: “السعودية أبرمت اتفاقاً مع إيران برعاية صينية، وهي لا تريد أن تفرط في هذا الاتفاق، ولا تريد أن تدخل في حرب تتحمل كلفتها”.
واستدرك قائلاً: “أما إذا أرادت الولايات المتحدة التدخل، فأعتقد أن السعودية ستكون داعماً من بعيد، لأنها لا تريد أن تخسر ما حققته من إنجاز مع إيران، وفي نفس الوقت ما يترتب عليه من تداعيات تجاه مشروعها الاستراتيجي”.
حي الحفرة
العقيد والمحلل العسكري “عبدالباسط البحر” من جانبه يستذكر العديد من الأحداث العسكرية لكنه يتذكر ما وصفها بـ”الأحداث المؤلمة” التي تعرض لها المدنيون في محافظة تعز والبيضاء جراء عمليات الحوثيين وقصفهم للمدنيين.
وقال: كان هناك حوادث مؤلمة حدثت خلال 2024، منها الاعتداءات الحوثية على المدنيين بشكل خاص، ومحاولات تسلل وقصف وهجمات في عدد من الجبهات، وتحشيدات حوثية واستعدادات عسكرية، بالإضافة إلى تخرج عدد من الدورات.
وتحدث عن “مجازر وصفها بـ”المروعة” ارتكبتها جماعة الحوثي، مثل تفجير بيوت أصحاب رداع فوق رؤوس قاطنيها، والقصف في سوق مقبنة الذي أسفر عن شهداء وجرحى من المدنيين”.
وفي المقابل، قال البحر إن الحكومة الشرعية شهدت تخرج عددا من الدورات التخصصية النوعية المؤهلة في عدد من التخصصات الهامة في الجيش، مشيراً إلى أن تلك الأحداث مهمة.
استهداف الملاحة
وعن أبرز الأحداث العسكرية التي شهدتها اليمن خلال عام 2024، تحدث البحر عن “عملية تحالف الازدهار في البحر الأحمر ومضيق باب المندب في البحر العربي، وما قام به الحوثيون من مناوشات واستهداف الملاحة الدولية، لكن دون إحداث أي أضرار باستثناء سفينة جالاكسي، وهي السفينة الأولى التي تم احتجازها”.
وأضاف: “ما قامت به أمريكا من تحشيد دولي وأساطيل وفرقاطات وبوارج حربية وتواجدها في المياه الإقليمية وباب المندب مع عدد من دول العالم مثل بريطانيا وكندا وفرنسا، بالإضافة إلى التواجد العسكري الرهيب في البحر الأحمر، وكذلك قيام التحالف الدولي بقصف بعض المنشآت المدنية”.
وأشار إلى أن عسكرة البحر الأحمر وقصف التحالف الدولي في اليمن “لم يلحق أي ضرر بالحوثيين، لا قيادات ولا معسكرات ولا مراكز تدريب ولا تصنيع، بل كانت الأضرار على اليمنيين الأبرياء والمنشآت المدنية في الحديدة وغيرها”.
وتابع: “التحالف الدولي لم يستهدف أي قيادة حوثية عسكرية أو ميدانية أو مرجعية، كما لم يستهدف حتى معقلهم في صعدة، أو معسكراتهم أو مراكز تدريبهم أو أماكن تسليحهم أو منصات الطائرات المفخخة والصواريخ الحوثية”.
سيناريو متفق
أما بالنسبة للحوثيين، قال “البحر” إن الجماعة لم تتمكن من استهدافهم مباشرة إلا فيما يتعلق بالسفينة الأولى التي تم احتجازها، أو بعض الاستهدافات البعيدة التي تم إبطالها في الجو أو على مقربة من الأهداف.
وأردف: “معركة وحرب وأساطيل وقوات كبيرة، ولكن لم يُراق دم قيادي حوثي واحد، بينما أمريكا شنت هجمات على القاعدة وعلى غيرهم من القادة، واستطاعت تتبع كثير من القيادات في أمريكا وحتى في الصحراء، ليلاً ونهاراً، وحتى أثناء الحركة، واستطاعت تحييدهم”.
واستدل البحر على حديثه قائلاً: “أن أمريكا استهدفت الشبواني، واستهدفت بن لادن، واستهدفت البغدادي، وأخرجت صدام حسين من تحت الأرض، لكنها مع الحوثي تعاملت بشكل آخر”.
وأشار “البحر” إلى أن تلك الأحداث، إذا دلّت على شيء، فإنها تدل على أن هناك سيناريو متفق عليه يحدد قواعد الاشتباك المتفق عليها بين الطرفين (التحالف الدولي وجماعة الحوثي).
منفذ تعز
ولفت إلى أن الحدث البارز على المستوى اليمني خلال 2024 كان فتح المنفذ الشرقي في تعز جزئياً ولساعات محددة في النهار أمام العبور للدخول والخروج من قبل الميليشيات التي تحاصر تعز منذ سنوات، ولا زالت مستمرة في الحصار من بقية المنافذ.
وتابع: “لا يزال الحصار محكماً من المنفذ الغربي والشمالي والشمال الشرقي والشمال الغربي، وهناك عدد من المداخل والمنافذ المغلقة، لكن فتح المنفذ الشرقي يعتبر بادرة جيدة لأنه كسر نوعاً من الحصار، مع العلم بأنه تحت إجراءات مشددة”.
وأكد أن الاستفزازات الحوثية موجودة، بحيث تكون هناك ردود فعل تفضي إلى الإغلاق، حيث يتم استهداف المدنيين بشكل متقطع. فبالأمس القريب تم استهداف المنفذ الذي تم فتحه بطيران مسير رغم الخطورة والازدحام ووجود المواطنين والسيارات.
إقليميا
وعن أبرز الأحداث على المستوى الإقليمي وانعكاساتها على المستوى المحلي اليمني، قال البحر إن “الأحداث ضد نظام بشار الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان وضد إيران بلا شك جعلت الجماعة الحوثية في لحظاتها الأخيرة، وبدأت تتجه نحو السعودية وتطلب الود منها بعد كل العنتريات السابقة، وذلك لأنها الآن تشعر بنهايتها المحتمة”.
وأشار إلى أن هذه الأحداث الإقليمية كانت لها انعكاسات كبيرة على الداخل اليمني، لأن الحوثيين لديهم علاقة قوية مع المحاور الإيرانية الأخرى. فحزب الله بالنسبة للحوثيين يمثل كل شيء، فهو من بيده الإدارة الاقتصادية والإعلامية لهم، بل حتى أن زعيم الحوثيين حاول تقمص شخصية حسن نصر الله.
عملية عسكرية
وتوقع الناطق العسكري “عبد الباسط البحر” أن اليمن ستشهد عملية عسكرية بلا شك، لأن المليشيات تتعنت في السلام رغم كل التنازلات والجهود المبذولة للحلول السياسية والسلمية، لكنها تواصل تصعيد أعمالها العدائية باستهداف المدنيين وتحشيد قواتها العسكرية.
وشدد على أنه لا يمكن أن تخضع جماعة الحوثي للسلام المستدام، مشيراً إلى أنه “من المحتمل وفق المرجعيات الأقرب للصواب أن تتحرك الجبهات عسكرياً باتجاه الخلاص النهائي والتحرر، وهو المتوقع كثيراً”.
وتابع: “من الممكن أن تتحرك بعض الجبهات مثل جبهة الحديدة والساحل لتأمين الملاحة، وكذلك جبهة الحدود لتأمين الحدود مع الجوار العربي”.
كما توقع الناطق العسكري أن جبهات تعز ستتحرك للضغط على الحوثيين واستكمال التحرير، لأن تعز تمثل العمق لتأمين الساحل والمحافظات الجنوبية المحررة.
وأضاف: عملية عسكرية ضد جماعة الحوثي خلال عام 2025 قد تجبر هذه الجماعة على الاستسلام والرضوخ، أو الجلوس على طاولة السلام والقبول بالحلول السياسية وفق المرجعيات المتعارف عليها.
وأردف: “هذا هو السيناريو الأقرب، أن يكون هناك تحرك عسكري على مستوى الجبهات الجمهورية أو على الأقل على مستوى الجبهات الحيوية في الحدود والحديدة والساحل القريب من باب المندب لتأمين الملاحة”.
مرتبط
الوسوم
ابرز احداث العام 2024
توقعات احداث 2025
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news