كشفت تقارير إعلامية حديثة أن التصعيد العسكري الذي تشهده محافظة تعز خلال الشهرين الأخيرين يعكس حالة القلق والتخبط التي تعيشها مليشيا الحوثي، وسط التوترات الإقليمية وسقوط أنظمة حليفة في المنطقة.
ووفقاً لتقرير نشره موقع "يمن مونيتور"، فإن مليشيا الحوثي كثّفت من عملياتها العسكرية في جبهات تعز خلال نوفمبر وديسمبر، في محاولة واضحة لتسجيل انتصارات وهمية، وإيصال رسائل طمأنة لأنصارها في الداخل بعد تصاعد المخاوف من انتفاضة شعبية ضدها.
وأعلن الجيش الوطني في تعز إحباط 16 محاولة تسلل نفذتها مليشيا الحوثي في مختلف جبهات المحافظة خلال نوفمبر الماضي، تزامناً مع قصف عشوائي للأحياء السكنية باستخدام الطيران المسير والأسلحة الثقيلة.
وأسفرت إحدى هذه الهجمات، التي استهدفت سوقًا شعبيًا في مديرية مقبنة، عن مقتل ستة مدنيين وإصابة ثمانية آخرين.
وفي بيان صادر عن محور تعز، أكد الجيش الوطني استمرار الخروقات الحوثية للهدنة عبر شن هجمات على مواقع الجيش واستهداف مناطق آهلة بالسكان، مما تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وفي 17 ديسمبر، قصفت مليشيات الحوثي الطريق الرابط بين مدينة تعز والمنفذ الشرقي، ما أدى إلى توقف حركة السير وحالة من الذعر في أوساط المدنيين. وفي الأيام التي تلت، أحبطت قوات الجيش الوطني عدة محاولات تسلل في جبهة الدفاع الجوي شمال غرب تعز، ما أسفر عن مقتل 8 حوثيين وإصابة 15 آخرين.
ويرى محللون أن التصعيد الحوثي يأتي في إطار محاولات الجماعة تقديم صورة بأنها ما زالت قوة عسكرية لا يستهان بها، خصوصًا بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، الذي كان يعتبر حليفاً استراتيجياً لها.
والصحفي والمحلل السياسي عبد الواسع الفاتكي أشار إلى أن مليشيا الحوثي تسعى من خلال هذه الهجمات إلى اختبار جاهزية الجيش الوطني ومحاولة رفع معنويات عناصرها في الداخل، في ظل تنامي السخط الشعبي ضد سياسات الجماعة.
من جهته، أكد الناشط الإعلامي فؤاد العسكري أن الحوثيين يخشون تكرار السيناريو السوري في اليمن، حيث يمكن أن تكون تعز نقطة الانطلاق لإسقاط المليشيات، ما دفعهم إلى تكثيف الهجمات الاستباقية في المحافظة.
ويتفق العديد من المحللين على أن استمرار هذه العمليات العسكرية من قبل الحوثيين يعكس حالة من الارتباك والتخوف من انتفاضة مفاجئة قد تنهي سيطرتهم على المشهد اليمني.
ويشير الصحفي وليد الجبزي إلى أن سقوط أذرع إيران في المنطقة يزيد من عزلة الحوثيين ويجعل مصيرهم محتوماً، معتبراً أن تعز ستكون بمثابة "إدلب اليمن"، حيث يمكن أن تنطلق شرارة التحرير.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news