حكاية ولي الله الكطدومة (الحلقة الخامسة عشرة)

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 26 مشاهده       تفاصيل الخبر
حكاية ولي الله الكطدومة (الحلقة الخامسة عشرة)

كان قاسم الاهبل يعود من النادي وهو طفشان ومزاجه سيئ من أثر القات ووجهه مُعْتِم و عندما كانت المرأة البيضاء تسأله عن السبب في تعكر مزاجه يقول لها بأنه القات. وكانت هي قد سمعت بالقات وتسمع بأنه عشب سحري يتناوله اليمنيون وتظنه مثل الحشيش يجلب الفرح وليس الهم لكنها حين رأت الحالة التي يعود بها قاسم من المقيل شعرت بأن من واجبها كزوجة أن تنصحه  بالإقلاع عن تناول القات.

كانت بعد ظهر كل يوم تجلس وحدها تنتظر عودة الرجل الذي قلب حياتها رأسا على عقب، وجعل منها زوجة سعيدة لكنها  كانت تتألم حين تراه يعود من مقيل النادي وهو مهموم وكانت  قد لاحظت أنه في الأيام التي يتناول فيها القات يشرب ضعف كمية الخمر التي يشربها في الايام التي لايذهب فيها للمقيل.

ولأنه زوجها ويهمه أمرها وهمّـه همّها طلبت منه ذات يوم أن يقلع عن القات وينقطع عن الذهاب إلى مقيل النادي لكن قاسم الأهبل انفجر في وجهها وطلب منها أن تتوقف عن التدخل في شئونه وعن اصدار الأوامر إليه وفُزِعت المرأة البيضاء من رد فعله واعتذرت له وتأسفت وشعرت بأنها أخطأت.

ومن حينها كانت عند عودته من مقيل النادي تستقبله بالقوارير لتخرجه من جحيم القات إلى جنة الخمر وذات يوم عاد من مقيل النادي وهو في همٍ عظيم   ووجهه مغلق مثل حجر حتى انها عندما فشلت الخمرة الموجودة  في أن تخرجه من جحيم القات.  نزلت للدور الأسفل وأحضرت زجاجة من تلك الزجاجات التي تحتفظ بها للمناسبات العظيمة وراحت تصب له كأسا كأسين اثنين وبعد ان كرع ثالث كأس في بطنه انفتح وجهه المغلق وابتسم لها وأخبرها بأن الفقهاء يريدون قتله لأنه تنصر ودخل في دينها وعندئذٍ شعرت المراة البيضاء بان رجلها يتعرض لضغوطٍ بسببها واقتربت منه لتشعره بحبها وتعاطفها، وتسللت يدها إلى مابين فخذيه ومسكت ب “النصراني الصغير” فقام كما لو أنه المسيح يقوم من قبره. وحتى تزيل مخاوفه قالت له بأنه لا أحد يستطيع أن يلحق به الأذى طالما هي بجانبه وراحت تقبِّله وتداعبه لكن قاسم وقد تبخرت مخاوفه بفضل شمس الخمرة القوية التي أحضرتها له فاجأها بأن اقترح عليها أن يذهبا لزيارة صديقتها  الصغيرة والجميلة.

قالت له المرأة البيضاء وقد صدمها باقتراحه وعكر مزاجها:

– مش ممكن ياقاسم.

قال لها: ممكن..

قالت له وهي مستفزة بأن الوقت منتصف الليل وأن الزيارة تكون بدعوة أو لأمر هام. واسترجعت تلك الليلة التي دعت فيها صديقاتها لزيارتها وتذكرت بأن قاسم وهو يضاجع صديقتها الصغيرة والجميلة كان يضاجعها بحب وبشغف لكأنها حبيبته اوعشيقته تذكرت كل ذلك وكادت من شدة غيرتها تثب فوقه وتنشب فيه مخالبها  وأسنانها . كانت قدمرت ثلاثة اشهر على تلك الحادثة الصعبة والقاسية وكانت كلمااسترجعتها  دفعتها من حافة الذاكرة الى هاوية النسيان. حتى انها من حينها لم تفتح اي حديث معه بشأنها وكانت قد نستها لكنها  في تلك الليلة وقد ذكَّرها بها  شعرت بانقباض وهوت معنوياتها للحضيض و رفضت أن تأخذه إلى بيت صديقتها وكان هو يصر ويلح وهي ترفض وتواصل الرفض وزعل قاسم منها وقال لها بأنه ليس ملكها حتى تحبسه جنبها وتستأثر به لوحدها وزاد فقال لها بأن الرجل في الديانة النصرانية لايجامع زوجته وحدها وإنما يجامعها ويجامع غيرها وانه طالما تنصر فإن من حقه أن يجامع من يشاء حين يشاء.

قالت له المرأة البيضاء وهي تغتلي من الداخل:

– -من قال لك هذا الكلام؟.

قال لها قاسم: “أنا داري موتحسبينا اهبل”.

ولحظتها نهضت المرأة البيضاء واحضرت الكتاب المقدس وفتحت “إنجيل مُتىَّ “وقرأت عليه الآية:

– “قد سمعتم أنه قيل للقدماء لاتزنِ* وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امراةٍ ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه”.

لكن قاسم الأهبل أنكر أن الكلام الذي قراته كلام المسيح وقال لها:

– هذا الكلام مش هو كلام المسيح.

قالت له: كيف دريت أمه مش هو كلام المسيح!!.

قال لها: “المرة حرام تزني  لأنها مرة لكن  الرجل يحق له وانا رجَّال”.

وعندها جن جنونها وكانت على وشك أن تكسر الزجاجة التي أحضرتها فوق رأسه لكنها  -قالت لنفسها_: “أهبل وليس على الأهبل حرج” وواصلت الرفض.

وزعل قاسم منها ودخل غرفته واغلق الباب من الداخل. وفي صباح اليوم التالي خرج من البيت وذهب الى العمارة في حارة الزعفران وراحت نساء العمارة يزغردن حين أبصرنه قادما ورحن ينادينه من البلكونات والشرفات ويسألنه عن الغيبة:

– “ياقاسم. .اين كنت ياقاسم؟  ادخل ياقاسم  اتقرَّع”.

وكان قاسم يومها قد خرج من بيت زوجته النصرانية من دون أن يفطر رغم أنها كانت قد جهزت له الفطور والشاي.

ودخل قاسم العمارة واستقبلنه بحفاوة وبالأحضان وكان أزواجهن قد ذهبوا للعمل ماعدا زوج أصيلة ضابط البوليس. وبعد أن فطر معهن وأكل وشرب راح  يحكي لهن بالتفصيل حكايته بعد أن ضبطه البدوي مع زوجته البدوية في غرفة النوم وكان  يحكي لهن وهن يضحكن ويسألنه في بعض التفاصيل.

وحين حدثهن عن النصرانية التي ألتقطته من امام كلية البنات أزددن رغبة في معرفة حكايته معها وعندما قال لهن بأنه تزوجها شعرن بالغيرة وقلن له

– “تزوجت نصرانية ياقاسم ونسيت حبيباتك..  نسيت نسوان العمارة !!”.

قال لهن قاسم الأهبل بأنه لم ينسهن وطلب من أصيلة زوجة ضابط البوليس أن تقدم له خدمة وفرحت أصيلة وكان في ظنها أنه يريد منها أن يخلو بها في غرفة نومها وكانت على وشك أن تقول له بأن الوقت غير مناسب لكنها قالت له:

–  “أخدمك من عيوني ياقاسم بس قل لي ولايهمك”.

قال لها بأن الفقهاء يريدون قتله وأنه يريد منها أن تكلم زوجها الضابط أن يأمر بحبسهم وبعدم التعرض له

وراحت نساء العمارة يشتمن الفقهاء الملاعين الذين لم يجدوا شخصا ليقتلونه غير حبيبهن قاسم الذي متعهن أكثر مما متعهن أزواجهن وسألنه عن السبب في أن الفقهاء يريدون قتله؟!.

وأخبرهن قاسم بأنه تنصَّر ودخل في دين زوجته النصرانية.

عندئذ أستولى عليهن الفزع وصرخن بصوت واحد وقلن له يسألنه:

– “من صدق  ياقاسم تنصرت والا تكذب !!.

وكان في اعتقادهن أنه يمزح معهن لكنهن وبعد أن أكد لهن بأنه تنصر واعتنق الدين المسيحي نفرن منه ونظرن إليه نظرات مليئة بالإشمئزاز وقالت له أصيلة زوجة ضابط البوليس وأول امرأة تدخله في خدمتها وتستقبله في غرفة نومها:

– خرجت من ديننا ياقاسم وكفرت وتشاني أكلم زوجي يحبس الفقهاء والله انك أهبل من صدق.

وسرعان ما انقلبت مشاعرهن من الضد إلى الضد ومن الحب إلى الكراهية

ولأنه خرج من دينهن طلبن منه أن يخرج من العمارة وقلن له:

– “مادام ياقاسم خرجت من ديننا اخرج من العمارة واقلع من جنبنا أنت نصراني ونحنا مسلمات وحرام مايجوز لنا نجلس معك ونظهر قدامك ونكلمك”.

وتفاجأ قاسم بموقف نساء العمارة وخرج من عندهن منكسرا ذليلا

وعند هبوطه الدرج تذكر زوجته سعود وامتلأ قلبه بالحنين وأجهش بالبكاء.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : مصادر محلية : قصف إسرائيلي يدمر برج مطار صنعاء الدولي وطائرات في المطار المدني

الشاهد برس | 1258 قراءة 

الخلافات تدفع أحد أعضاء الرئاسي لإعلان انسحابه ومغادرة الرياض

نافذة اليمن | 973 قراءة 

الكشف عن أسباب انسحاب ‘‘عيدروس الزبيدي’’ من اجتماعات مجلس القيادة الرئاسي في الرياض

المشهد اليمني | 787 قراءة 

الكشف عن موعد الهجوم الإسرائيلي الكبير على اليمن.. وصحيفة عبرية تكشف عن أهداف حساسة

المشهد اليمني | 733 قراءة 

عاجل : أسماء المواقع التي إستهدفها الطيران الإسرائيلي في صنعاء والحديدة ( صورة برج المطار)

اليوم برس | 711 قراءة 

تحذيرٌ رسميٌّ مهمٌ جداً من العاصمة صنعاء لكافة اليمنيين يخُصُّ ما يحدُثُ الليلةَ

نيوز لاين | 671 قراءة 

عاجل:الكشف عن عدد الغارات على صنعاء وانباء عن سقوط قتلى وجرحى

كريتر سكاي | 661 قراءة 

كان يبحث عن قيمة ‘‘الطحين’’ .. القبض على ‘‘سارق قات’’ وضربه وكسر يده ودخوله في غيبوبة (فيديو)

المشهد اليمني | 491 قراءة 

البيضاء وتعز وإب خارج السيطرة.. جماعة الحوثي تواجه تصعيدا شعبيا غير مسبوق في مناطق سيطرتها !

العين الثالثة | 487 قراءة 

توتر في ذمار ينذر بطرد الحوثيين من المحافظة.. ماذا يجري في الحدأ

نافذة اليمن | 476 قراءة