شهدت الجامعات الأميركية في 2024 موجة واسعة من الاحتجاجات الطلابية المطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة، تحول بعضها إلى معسكرات اعتصام، وترتب عنها استقالة رؤساء عدد من الجامعات وتدخل قوات الشرطة لفض مظاهرات واعتقال محتجين.
وكانت شرارة اندلاع الاحتجاجات ضد الهجوم الإسرائيلي على غزة، قد بدأت بجامعة كولومبيا في نيويورك في 17 من أبريل، وتم على إثرها استدعاء رئيسة الجامعة نعمت شفيق، للاستجواب أمام الكونغرس.
وواجهت شفيق انتقادات حادة من، متهمين إياها بالتقصير في التصدي لما وصفوه بمعاداة السامية في الحرم الجامعي. وفي اليوم التالي، تدخلت شرطة نيويورك بطلب من إدارة الجامعة لفض الاعتصام، مما أسفر عن اعتقال أكثر من 100 متظاهر.
وسرعان ما انتشرت الاحتجاجات في جامعات أخرى في أنحاء البلاد، فأقيمت معسكرات مؤيدة للفلسطينيين في جامعات ميشيغان ونورث كارولاينا وكاليفورنيا وغيرها.
وانتهت هذه الاحتجاجات بتدخل قوات إنفاذ القانون، حيث تم اعتقال ما يزيد على 2500 من الطلاب والأكاديميين.
الخبير في الشؤون الأميركية والصحفي في مجلة بوليتيكو، دانيال ليبن، يقول في تحليله لنتائج المظاهرات الطلابية، إن المحتجين حققوا نجاحاً ملموساً في لفت الأنظار إلى القضية الفلسطينية، مما أجبر كبار المسؤولين في البيت الأبيض، وعلى رأسهم الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، على مناقشة الموضوع علناً.
غير أن المحتجين لم يحققوا أهدافهم الرئيسية المتمثلة في التوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط أو وقف إطلاق النار، وفقا للمتحدث ذاته.
وأوضح الصحفي الأميركي، في حديثه خلال برنامج "الحرة اللليلة"، أن إسرائيل لا تزال تتمتع بقوة عسكرية كبيرة، حيث تمكنت من توجيه ضربات قوية لحزب الله وحماس، لافتال إلى أن "اهتمام المحتجين بدأ يتراجع مع ظهور قضايا أخرى على الأجندة".
وتابع ليبن، أن الاحتجاجات أثارت نقاشا واسعا في المجتمع الأميركي، خاصة في الأوساط التعليمية، حول كيفية التعامل مع حق الطلاب في التعبير عن آرائهم.
وأشار إلى أن هذه الاحتجاجات ذكّرت الكثيرين بمظاهرات الستينيات المناهضة لحرب فيتنام، مؤكدا على ضرورة إيجاد توازن دقيق بين السماح بحرية التعبير وحماية الطلاب اليهود من خطاب الكراهية في الحرم الجامعي.
وأضاف أن المشاركة في الاحتجاجات اقتصرت على مجموعة صغيرة من الطلاب، في حين أن الغالبية لم تبدِ اهتماما بالقضية الفلسطينية. وأكد أن شعار "من النهر إلى البحر" أثار استياء واسعا، حيث اعتبره كثير من الطلاب، يهودا وغير يهود، دعوة صريحة لمحو إسرائيل.
وأشار ليبن إلى أن وجود متطرفين من الجانبين أضر بمصداقية الحركة الاحتجاجية، متسائلا عن سبب عدم اكتفاء المنظمين بالمطالبة بتحسين معاملة الفلسطينيين من قبل إسرائيل.
واعتبر المتحدث ذاته، أن مشاركة العديد من الشباب اليهود الأميركيين في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، يمثل "تحولاً مهماً في المواقف"، مشيرا إلى أن على إسرائيل أن تبذل جهوداً أكبر لكسب تأييد الشباب الأميركي الذين سيشكلون قيادة المستقبل في الولايات المتحدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news