عن المتعة السياسية والثورية وفنادق القرار السياسي
وكالة المخا الإخبارية
د. عبدالستار سيف الشميري
((المستريحون)) سياسيًا تمكنوا من تحقيق نوعٍ من الاستقرار في حياتهم المعيشية، ولأبنائهم فرصًا مسروقة من حقوق الشباب الذين لا جسر عبور لهم إلى فنادق القرار السياسي.
((المستمتعون)) سياسيًا أصبحوا أثرياء من كسب السياسة، يتكاثرون كالطفيليات والبكتيريا، ولكل منهم ((شلة)) وأتباع، وطريقة ومريدون. لسان حالهم: "كن بين يدي شيخك كالميت يغسله ويقلبه كيفما يشاء"، بحسب التوصيف الصوفي.
((الشلل)) التي تتحلق حول القيادات ((المستريحة)) ينالهم بعضٌ من فتات مقابل جهد متفق عليه: "التطبيل" أو "التصفيق" أو "متاعب أخرى" أو ما شابه، بحسب مزاج القيادة.
((المستريحون)) يتمتعون بموارد من مصادر متعددة، ولهم مهارات التلاعب بالظروف لتحقيق ما يبتغون، وقدرة فائقة على التكيف مع كل جديد، ومع كل نظام، ومع كل "صميل"...
((المستريحون)) سياسيًا في هذه الأيام هم النسخة الجديدة الأكثر تشوهًا من النسخة القديمة في ما قبل الربيع العربي، الذين نجحوا حينها في تأمين وضعهم السياسي عبر الأنظمة القمعية أو التوافقات مع القوى الإقليمية، أو روابط مع دول أو شخصيات نافذة جعلت لهم استقرارًا وحضورًا وحظوة، حتى اهتز عرشهم أثناء الربيع العربي.
فتفرقوا إلى مذاهب شتى، وذهبوا إلى كل مذهب، وتوزعوا بين الشرعية والحوثية، وبعضهم فر بما وفر واكتسب إلى بلاد بعيدة، والماهرون منهم سارعوا بالانضواء في النسخة ((المستريحة)) المحدثة الجديدة، وأصبحوا ضمن اللفيف الجديد، فيما لا يزال البعض خلايا راقدة تحت الانتظار والانقضاض.
لا شك أن النسخة القديمة مصدر إلهام للنسخة التي أتحدث عنها اليوم، وهم ((المستريحون)) و((المستمتعون)) الثوريون، الأكثر حذلقة، والأكثر فتكا.
ومن غرائب الدنيا أو نكدها أن شخوصهم كانوا ثوارًا، أو هكذا يزعمون، أو من دعاة التغيير وصانعيه، أو هكذا يسوقون أنفسهم.
يشربون نخبهم من النبيذ الثوري المعتق من دمنا، ويراكمون الأرصدة والنفوذ من نضالات شباب تم استدراجه عبر كمين التغيير، وظن أنه سينجو من مطبات النظام السابق وفساد ((المستريحيين)) القدامى، لكنه وجد أنه أراد تجاوز مطبٍ فسقط في بالوعة...
((المستريحون)) الجدد أو ((المستمتعون)) الجدد ثوريون حتى النخاع، ولديهم تقوى، ونزاهة وكفاءة وعذرية أيضًا، فلم يمسسهم بشر، كلما فعلوه أنهم يهزون جذع "الشرعية" فتساقط عليهم رطبًا جنيا.
يدعون العذرية رغم أنهم يخالطون صباح مساء كل الراغبين في المتعة السياسية من كل أصقاع الأرض، من أساطين الفساد والنفوذ والطموحات والدول والمشاريع العابرة إلى جسد الرجل المريض المسمى "اليمن".
على سبيل الختم : قديمًا قال العربي: "تموت الحرة ولا تأكل بثدييها"...وإلى لقاء قريب
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news