أصبح الناس في مدينة عدن على خبرمريع انتشر انتشار النار في الهشيم وهو ان قاسم الاهبل تنصِّرودخل دين النصارى الكفار. وكان ان ضج الناس وراحوا يلعنونه ويلعنون المبشِّرين ويعلنون غضبهم على الإرساليات التبشيرية التي ماانفكت تمارس التبشير والتنصير.
ومن قبل ان يتنصر قاسم الأهبل كان المجتمع العدني قد بدأ يستشعر خطر الارساليات وخطرازديادنشاطها التبشيري فقدكان لهذه الإرساليات مدارس ومستشفيات تمارس من خلالها التبشيرب المسيحية.
وبعد ان تنصرالطالب “أحمد سعيد عَفَارَةْ” أزداد الشعور بخطر الارساليات وتنادى العلماء والمصلحون ووجهاء المدينة لدرء خطر التبشير وفي مواجهة الارساليات ظهرت النـوادي الثقافیـة والجمعیـات الخیریـة الإصـلاحیة التي راحت تحذر من التبشيربالدين المسيحي وظهر من ينادي بإنشاء وافتتاح مدارس اسلامية لمواجهة المدارس التبشيرية ومن هؤلاء الاستاذ احمد محمد سعيد الاصنج واحمد محمد العبادي والشيخ محمد سالم البيحاني
الذي اسس “المعهدالعلمي الاسلامي” وكان ان ارتفـع مسـتوى الحـذر والیقظـة فــي أوسـاط سكان المدينة عدن وراح الفقهاء وأئمة المساجد ينبهون إلى الخطر الذي تمثله الإرساليات ومدارسها التبشيرية ونشر “الأصنج” قصيدة يحذر فيها الآباء من إدخال اولادهم وبناتهم للمدارس التبشيرية، وتسليمهمم للقُسُسْ والرهبان. وكان المجتمع العدني ينظر للمتحولين للمسيحية من ابناء عدن بأنهم يمثلون خطراً دينياً واجتماعياً كبيراً وصار الناس يلعنونهم ويقاطعونهم ويخوفونهم ويهددونهم بالقتل. حتى ان الطالب “أحمد سعيد عَفَارَة” (التحق بالمدرسة التبشيرية في الشيخ عثمان التابعة للإرسالية الاسكتلندية)، بعد أن تلقى عدة تهديدات بالقتل اضطر للخروج إلى الهند ومن الهند ذهب الى اسكتلندا لكن قاسم الاهبل كان وضعه صعباًوربما كان الأصعب والسبب انه قبل أن يتنصر هاجم الفقهاء ورجال الدين في المقابلة التي اجراها معه الصحفي عبدالعليم في صحيفة” الفَضُول ” وكان هؤلاء قد تألموا منه خصوصا وأنه أهبل لذلك ماأن عرفوا د بأن الرجل الذي تنصر هو نفسه قاسم الأهبل الذي هاجمهم وسخر منهم حتى اشتعلت المنابر في عدن والمعلا والتواهي وفي المنصورة والشيخ عثمان وراح أئمة المساجد يلعنونه ويكفرونه في خطبة الجمعة وأجمعوا على انه مرتد وأباحوا دمه ويومها خرج الناس من صلاة الجمعة وهم يلعنون قاسم الاهبل و يتساءلون:
– من هو هذا قاسم الأهبل ؟ ومن اين هُوْ الملعون؟ وليش تنصر؟.
ولشدة غليان وهيجان الشارع العدني يومها راح الصحفي عبدالعليم يتحرك ويجري اتصالات بحقوقيين ومحامين وبصحفيين ومثقفين وبشخصيات بارزة في المجتمع العدني وكان ان تشكلت لجنة للدفاع عن قاسم الأهبل وقال المدافعون في ردهم على الفقهاء بأن قاسم الأهبل أهبل لايميز بين الحلال والحرام وبين النصرانية و الاسلام وان الحكم بقتله وإباحة دمه بتهمة الردة حكم جائر وباطل.
وغضب الفقهاء من كل هؤلاء الذين اصطفوا للدفاع عن قاسم الأهبل وقالوا بأن قاسم الأهبل يتهابل وليس بأهبل.
وقال المدافعون بأنه حتى لولم يكن أهبل فإن الاسلام مع حرية الإعتقاد ولايجوز قتل انسان لمجرد انه خرج من دينه واعتنق دينا آخر واستدلوا بالآيات:
– “لاإكراه في الدين “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”.
ورد الفقهاء ورجال الدين بأن “حد الردة ليس كبتا لحرية الاعتقاد وان المسألة ليست مسالة شخصية بل هي مصير أمة ومستقبل دين وفرقوا بين الكفر الاصلي والكفر في حالة الردة. وكان إصرارهم على قتله ليس فقط لأنه شتمهم وقال بأنهم يهربون من الجماع الى الجوامع ولالأنه اتهمهم بأنهم وراء جريمة قطع ازباب الأطفال “الختان ” وانما ارادوا من حكمهم عليه بالقتل ان يوصلوا رسالة للارساليات التبشيرية بان البريطانيين الحاكمين في عدن لن يقدروا ان يمنعونهم من تطبيق الشريعة الاسلامية وإقامة الحدود.
وقبل أن يتنصر قاسم الأهبل كان قد تنصر اكثر من عشرة أشخاص واثنين من الصومال إلا ان تنصرهم لم يلفت انتباه الفقهاء وأئمة المساجد ورجال الدين ولم يثر اي ردود فعل غاضبة وكان هذا قد أثار استغراب الكثيرين.
وفي مقيل نادي” قرية العكابر” وقف سيف العُرُطُوْطْ وقال لهم:
– ايش معنى الفقهاء أباحوا دم قاسم الاهبل والآخرين اللي تنصروا قبله وهم بعقولهم سابوهم ولاتكلموا !!. وايش بايقولوا الناس لما يسمعوا عن لجنة تشكلت من ابناء عدن للدفاع عن قاسم الأهبل ونحنا ابناء قريته ساكتين!!.
وكان سيف العُرطُوط هذا واسمه سيف عثمان عندما يرفع يده ليتكلم ويتم تجاهله يقوم من مكانه ويمشي الى وسط المكان ويقول مهددا:
– “والله لوماتخلونا اتكلم لااتعرطط لكم واخرج للشارع عرطوط”.
وكانوا لخوفهم من أن يتعرى ويخرج للشارع وهو عريان يأذنون له بالكلام.
وبعد أن تكلم يومها وقال الذي في نفسه تشجع آخرون ورفعوا أصواتهم وراحوا يطالبون ادارة النادي بالوقوف إلى جانب ابن قريتهم في محنته وكان رئيس النادي واعضاء الهيئة الإدارية زعلانين من قاسم الأهبل بعد أن اتهمهم بتزوير الإنتخابات لكن عضو الهيئة الإدارية ورجل الدين المتشدد عبده صالح كان لسان رئيس النادي ولسان النادي ويومها قال يرد على سيف العرطوط وعلى غيره من الذين طالبوا بالوقوف الى جانب ابن قريتهم قاسم الأهبل:
– “قاسم مرتد والمرتد عن دينه يُباح دمه هذا حكم الله مش هو حكم الفقهاء”.
وأضاف بأن قاسم يستطيع إن هو اعلن توبته ان يفلت من القتل وينجو بجلده .
وفي اليوم التالي حين حضر قاسم المقيل اخبروه بأن الفقهاء أباحوا دمه وقالواله بأنه إن لم يعلن توبته خلال ثلاثة أيام سوف يقتلونه وطلبوا منه أن يتوب ويعلن توبته لكن قاسم الأهبل العنيف والعنيد بطبعه رفض ان يتوب وقال لهم:
– والله ما أتوب.
قالوا له: “مش ضروري تتوب ياقاسم وتعلن توبتك فقط اخرج من دين النصارى واعلن انك خرجت”.
ورفض قاسم وقال لهم:
– والله مااخرج.
وراح أولئك الذين يحبونه ويخافون عليه يتوسلون إليه ويقبِّلون رأسه ويقولون له:
– “نحنا نحبك ياقاسم ونخاف يقتلوك”.
قال لهم قاسم:
“لوقتلونا باروح ساني للجنة وجنة النصارى عادها أحسن من حقكم الجنة”
قال له عبده صالح وقد اكتسى وجهه بالغضب: “لعنة الله عليك مليون لعنة ياقاسم يا أهبل.. والله انك تستحق أكثر من القتل”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news