الكاتب : راجي حران
نجح الشيخ احمد العيسي رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم فيما فشل فيه السياسيون، وفي خضم الأحداث التي تشهدها اليمن والانتكاسات المتلاحقة والمريرة تمكن من قيادة دفة الاتحاد اليمني لكرة القدم باقتدار واحترافية عالية.
مثل الاتحاد انموذجا مصغرا لليمن، اذ يضم في تشكيلته البلاد بكل تفاصيلها وتنوعها، ومع ذلك وظف العيسي هذا التنوع لصالح الحفاظ على وحدة الكيان الرياضي، ولم يجعل من التناقضات مشجب كما يفعل السياسيون، بل استفاد من هذه التناقضات بوضعها في سياقها الطبيعي ونجح في تجاوز الكثير من عتبات ومحاولات التقسيم والانشقاق.
وخلال عقد من الفشل السياسي الذي قاد البلاد إلى كوارث لا نهاية لها، ودفعت اليمن ثمنا باهظا من دمها وقوتها وحاضرها ومستقبلها، بقي الاتحاد اليمني لكرة اليمن فاعلا وحاضرا وخير ممثلا لليمن الكبير في المحافل العربية والدولية وصانعا بطولات كروية في ظل الانتكاسات والهزائم المريرة التي مني بها السياسيون والخسائر التي الحقوها باليمن.
في اللحظة التي توقفت فيها الحياة وتعطلت فيها النقابات والاتحادات والمؤسسات، صمد الاتحاد اليمني لكرة القدم وظل حاضرا في الأنشطة الكروية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وحقق نجاحات باهرة، والفضل يعود لقيادة الاتحاد ممثلة برئيسه الشيخ العيسي الذي عشق الكرة اليمنية وحافظ على انطلاقتها ودورانها.
ولم يقف انقطاع الدعم الحكومي حائلا وذريعة لتوقف النشاط الكروي، ويحسب للعيسي تمويله للمشاركات الكروية لمنتخباتنا الوطنية في البطولات الخارجية وتحمل الكثير من التكاليف وتغطية جوانب النقص، وهذا هو دور القائد الذي يتصدر المشهد العام ويضحي في سبيل النجاح بعكس من يبحثون عن المكاسب الشخصية من خلال مواقعهم.
لقد تعمدت المقارنة بين السياسة والرياضة لأوجه الشبه الكثيرة بينهما، ولا أبالغ حين أوجه الدعوة للمبعوث الاممي والمجتمع الدولي المهتم بالشأن اليمني إلى الاطلاع على تجربة اتحاد كرة القدم والاستفادة منها لعلهم يجدون مدخلا لحل القضية اليمنية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news