بعد مرور أشهر على سفر قاسم الأهبل وصل خبر أثار الفزع في نفوس اهل القرية وكان المسافر الذي نقل الخبر من “قرية الصَّرُوْر”.
كانت الشمس وقتها تميل للغروب والناس في سطوح بيوتهم ينتظرون أذان المغرب وعند مروره وسط القرية سأله بعض أولئك الذين أبصروه من سطوح بيوتهم عما إذا كان لديه أخبار من عدن !!.
قال لهم المسافر بأن الخبر الذي لديه هو أن أهبل قريتهم تنصَّر ودخل في دين النصارى قالها ساخرًا ومتهكمًا
ولشدة فزعهم راح هؤلاء من سقوف بيوتهم يذيعون الخبر بمكبرات أصواتهم: “قاسم الاهبل تنصَّر ودخل دين النصارى”.
وسرعان ماراح الخبر ينتقل عبر سطوح البيوت وينتشرمع انتشار الظلام ويثير المزيد من الفزع والرعب والغضب ضد قاسم الأهبل الذي فضحهم وجعل أهل “قرية الصرور” يسخرون منهم ويهزأون.
وبعد أن أنتهى من صلاة المغرب راح الفقيه يلعن قاسم الأهبل ويصيح بكل صوته:
– “لعنة الله على النصراني قاسم الاهبل”.
وظل مابين صلاتي المغرب والعشاء يحرض ضده ويطلب من أهالي القرية أن يلعنونه ومن العاقل بجاش أن يمنع عودته للقرية وقال له:
– “ياعاقل بجاش قاسم تنصر ودخل دين النصارى ولوانت سمحت له يرجع القرية قسما بالله لانحملك المسئولية”.
كان الفقيه قد راح يستثمر الخوف الذي أثاره خبر تنصر قاسم الأهبل وقال لأهالي قريته بأن غضباً سماوياً سوف ينزل على قريتهم أن هم سمحوا بعودة النصراني قاسم الأهبل.
وخاف الناس ليلتها وظلوا في سطوح بيوتهم يصلون ويستغفرون ويلعنون النصراني قاسم الاهبل لكن الخبر الذي كان قد أفزعهم وأثار في نفوسهم الرعب افرح سعود البلهاء وفي عصر اليوم التالي عندما التقت نساء القرية في مجلس فازعة قالت لهن وهي تكاد تطير من الفرح بأن زوجها قاسم وجد الحقيقة في دين النصارى:
– “قاسم يانسوان لقى الحقيقة عند النصارى”.
وكانت غالبية نساء القرية يتعجبن من فرحها وقالت لها الأرملة نجود:
– “زوجك ياسعود كفر دخل دين النصارى الكفار”.
وطلبت منها أن تحزن وتتألم بدلا من ان تفرح لكن البلهاء سعود قالت لها:
– “لوقاسم نصراني أني نصرانية”.
وزعلت منها الأرملة نجود وراحت تشرح لها ماذا يعني أن يكون زوجها نصرانيا وقالت لها بأن زوجها قاسم بعد أن كفر ودخل دين النصارى سوف يحشر يوم القيامة في النار مع الكفار. وأما هي فسوف تدخل الجنة لوهي صلت وداومت على الصلاة، وراحت تتوسل إليها أن تصلي حتى يغفر الله ذنوبها ويرحمها ويدخلها الجنة بدلا من أن يدخلها النار مع زوجها الكافر لكن سعود البلهاء قالت لها بأنها لو دخلت الجنة ودخل زوجها قاسم النار سوف تقفز للنار:
– “لو ربي يانجود دخَّلني الجنة ودخّل قاسم النار والله لا أقفز للنار”.
وضحكت النساء من كلام سعود البلهاء لكن الأرملة نجود زعلت وغضبت منها وكانت الأرملة نجود منذ أن غادر قاسم الاهبل القرية ماتنفك تغريها بالصلاة وتحاول معها المرة بعد الأخرى وهي ترفض أن تصلي ليس خوفًا من زوجها قاسم الأهبل الذي هددها بأنه سيعيدها إلى”بلاد الهبلان” إن هي صلت وانما لأنها كانت من نفس مدرسته لاتحب الصلاة فوق السجادة وانما تحب تلك التي تصليها مع زوجها قاسم فوق القعادة وكانت ماتنفك تقول لنساء القرية اللاتي ينصحها بالصلاة:
– “صلاتنا يانسوان فوق القعادة أحلى من صلاتكن واطعم”.
وكانت النساء يسخرن منها ويقلن:
– “سعود هبله ماتعرف تفرق بين الصلاة وبين العراب”.
لكن هنداً زوجة الفقيه كانت تقول لها:
– “صلاتك ياسعود أحلى وأطعم من صلاتنا ألف مرة”.
وكانت هند تكره الصلاة وإن هي صلت تصلي بلانية وبدون وضوء وتصلي غصبا عنها وخوفا من زوجها الفقيه.
وبعد وصول خبر تنصر قاسم ودخوله في دين النصارى وصل حمود الجمال وسلمها خمسمئة شلن من زوجها قاسم الاهبل وهو مبلغ كبير في تلك الأيام.
وكان أول مبلغ يصلها منه وحين كانت النساء يسألنها من أين له ؟.
تقول لهن:
– “قاسم بعدما دخل دين النصارى ربي رزقه وسهَّل رزقه”.
وكانت أخبار قاسم ماتنفك تصل إلى القرية مع المسافرين
وتثير المزيد من الرعب. وبعد خبر تنصره واعتناقه النصرانية قال القادمون من عدن بأنه صار يشرب الخمر ويأكل لحم الخنزير وكان هذا الخبر قد افزع الجميع بما في ذلك الأطفال لكن سعود البلهاء زعلت من قاسم زوجها عندما عرفت الخبر وقالت لنساء القرية:
– “الملعون جالس بعدن يشرب خمر وياكل لحم خنزير وأني أونا آكل عصيد وحقين”.
واقسمت أمامهن بأنها لن تسمح له بعد عودته من عدن أن يجامعها إن لم يحضر لها خمرا ولحم خنزير.
وفيما راحت النساء يضحكن من كلامها الأهبل زعلت الأرملة نجود وراحت تشتمها وتقول عنها بأنها كافرة مثل زوجها وأن الله يوم القيامة سيحشرها مع زوجها في نار جهنم
لكن سعود البلهاء بعد سفر زوجها لم تكن تخاف من نار جهنم وانما كانت تخاف من عدم عودته وتخاف لاكثر من تلك الحقيقة التي خرج يبحث عنها.
وعندما عرفت بأن زوجها قاسم الأهبل تزوج امرأة نصرانية انصدمت وتألمت ولشدة مااوجعها خبر زواجه أجهشت تبكي واندفعت تجري لتلقي بنفسها في بركة القرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news