علم المساء برس من مصدر خاص أن السعودية أجرت اتصالات بقيادات في صنعاء ووفد المفاوضات اليمنية التابع لها في سلطنة عمان لبحث إمكانية استئناف التفاهمات السابقة لإنهاء الحرب وإكمال اتفاق السلام الذي تعرقل بسبب التدخلات الأمريكية خلال الفترات الماضية.
وقال المصدر إن السعودية بدت متحمسة لإنجاز اتفاق شامل ينهي حالة اللاسلم واللاحرب المعلقة بين صنعاء والرياض مشيراً إلى أن الرياض نقلت لصنعاء تأكيدات بعدم رغبتها في وقوع أي توتر أو صراع في المستقبل بسبب خطط السعودية القادمة التي تشمل إنجاز تحقيق رؤية محمد بن سلمان للعام 2030 من جهة والاستعداد لاستضافة مونديال كأس العالم 2034 وهو ما يتطلب استقراراً أمنياً واقتصادياً في المنطقة ككل.
ولفت المصدر إلى أن الرياض سبق أن نقلت لصنعاء رسائل إيجابية كالتي نقلتها حالياً في فترات سابقة لكن سرعان ما تتراجع عن حديثها ووعودها بسبب التحكم الأمريكي بقرارها السياسي خاصة فيما يتعلق بقرار الحرب في اليمن، مشيراً إلى أن صنعاء منفتحة على أي خطوة تقدم عليها السعودية في سبيل إنهاء معاناة اليمنيين وتنهي حالة اللاسلم واللاحرب بين البلدين بما يقود إلى علاقات ندية قائمة على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة واحترام السيادة بعد معالجة تداعيات وآثار الحرب التي شنتها السعودية على اليمن على مدى 8 سنوات انتهت دون تحقيق أي نتائج.
وأكد المصدر أن صنعاء ورغم انفتاحها على أي رسائل إيجابية من الرياض إلا أنها حذرة في تعاطيها بسبب التجارب السابقة الفاشلة مع الرياض التي سرعان ما تتأثر بأي إملاءات من المبعوث الأمريكي لليمن أو مستشار الأمن القومي اللذين لعبا أدواراً مهمة في ثني الرياض عن إتمام أي اتفاقات تمت مع صنعاء خلال العام 2023، إضافة إلى كون الرسائل القادمة من الرياض في هذا التوقيت تأتي بالتزامن مع مساعٍ حثيثة للأدوات المحلية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي والتي تخضع وتتبع إملاءات الرياض حتى اليوم والتي كثفت مؤخراً من تحركاتها ولقاءاتها في الرياض والولايات المتحدة مع مسؤولين أمريكيين وأوروبيين بحثاً عن دعم غربي أمريكي مالياً وعسكرياً لاستئناف الحرب ضد القوات اليمنية التابعة لصنعاء مستغلة فرصة انهيار نظام بشار الأسد في سوريا وسيطرة الفصائل المسلحة المتطرفة المدعومة أمريكياً على النظام في دمشق وهو ما شجع هذه الأدوات المحلية في اليمن على محاولات تكرار سيناريو سوريا في اليمن من باب إنهاء التهديد الذي يشكله أنصار الله على ملاحة الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر، وفي حين تعد هذه المساعي متناقضة مع الرغبات السعودية التي تبديها الأخيرة تجاه صنعاء إلا أنها قد تكون مجرد محاولات من الأطراف المحلية لطرق أبواب واشنطن مباشرة من دون العودة للرياض قد تنجح وقد تخيب كون واشنطن حالياً وخصوصاً مع الإدارة الجديدة ليست بصدد التورط في حروب أكثر في المنطقة خاصة حين تكون حروباً فاشلة وتستنزف الموازنة الأمريكية كما حدث خلال هذا العام في البحرين الأحمر والعربي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news