أكّد مصدر حكومي مطّلع، مساء الأثنين 16 ديسمبر/كانون الأول 2024، أن العاصمة السعودية الرياض ستحتضن يوم غد الثلاثاء اجتماعًا لمجلس القيادة الرئاسي يضم رئيس المجلس وجميع الأعضاء لمناقشة جهود إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن.
وأشار المصدر، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويّته كونه غير مخوّل بالتصريح لوسائل الإعلام، في تصريح نقله موقع "بران برس"، إلى أن لقاءً آخر سيجمع المجلس مع عدد من سفراء الدول الغربية، لمناقشة جهود المجتمع الدولي في إسناد الحكومة اليمنية لإنهاء الأزمة اليمنية.
وحول الأجندات المحتمل مناقشتها في الاجتماعين، أوضح مصدر ثاني مطّلع لـ“برّان برس”، أن التحركات الأخيرة تأتي في سياق تنسيق الجهود المحلية والدولية للرد على تعنت جماعة الحوثي المصنّفة عالميًا بقوائم الإرهاب، مضيفًا أن “المجتمع الدولي والاقليمي وصل إلى طريق مسدود مع الحوثيين”.
وقال إن هذه القناعة جاءت من إصرار الجماعة الحوثية على المضي في “لعب دور الوكيل الإيراني في البحر الأحمر والمياه الدولية”.
معطيات جديدة
وفق المصدر فإن الانهيار “الكبير” للمحور الايراني، وأذرعه في المنطقة، مثل معطيات جديدة قلبت المعادلة في الشرق الأوسط، وخاصة في الملفين اليمني والعراقي”، واللذان قال إنهما “مرشحان لتصعيدًا خطيرًا قادمًا لإزاحة سيطرة الحوثيين في صنعاء وسيطرة الفصائل الشيعية في بغداد”.
مصدر ثالث رجّح في حديث خاص لـ“برّان برس”، حدوث “تحركات كبيرة في هذا الملفين اليمني والعراقي في الفترة من آخر إدارة بايدن وبداية إدارة ترامب المزمع وصولها أواخر يناير الماضي”.
وقال إن “التحرك الدولي والإقليمي على هذين الملفين يجري على قدم وساق بوسائل متعددة”. مرجحًا تكرار التجربة السورية مع النظام المستبد والمليشيات الإيرانية والروسية المساندة له”.
ممهدات
المصدر قال إن ما حدث في سوريا مؤخرًا سبقه جهد دبلوماسي واستخباري كبير. موضحًا أهم نتائج هذا الجهد تحييد الحلفاء كروسيا وإيران ودعم الفصائل العسكرية القادرة على اجتياح المحافظات بإمكانيات عسكرية نوعية وغير متوقعة.
يضاف إلى ذلك، وفق المصدر، “اختراق القوة الصلبة للعدو لتحييدها، وتثوير الشعب من الداخل للتحرك لإسناد عملية إسقاط مدروسة بأقل الخسائر والتضحيات”.
ورجح المصدر أن هذا الجهد العسكري والاستخباري والدبلوماسي أصبح في طور الاكتمال على الساحة اليمنية، مرجحًا أن يسبقها ويصاحبها عمليات جوية لتحطيم القدرات العسكرية، واستهدافات نوعية لأهم القيادات الفعلية باسم ردع الحوثيين ومليشيات الحشد الشعبي من الاستهدافات العدوانية في البحر الاحمر ومنع تهديدها للمصالح الدولية في المنطقة.
فرصة وهدف
الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، الدكتور علي الذهب، يعتقد أن ا“لحوثي ما يزال لديه فرصة أو سيمنح فرصة من قبل المجتمع الدولي والاقليمي”، مشيرًا في حديثه لـ“بران برس”، إلى أن “الحوثي سيقدم تنازلات مقابل صفقة يجري الإعداد لها”.
وفي نهاية المطاف، قال إن الحوثي “سيتخلى عن التزاماته تجاه الاستحقاقات التي كسبها الطرف الآخر”.
وعن أسباب الصفقة وتقديم التنازلات من قبل الحوثي، قال الباحث الذهب: “لأنه أصبح مكشوفًا، وهناك شبه تخلي عن مواقفه المتصلبة من قبل الداعمين، سواء الظاهرين أو المخفيين من الدول الإقليمية”.
وعن مبررات هذا الأمر، قال: “يبدو أن دورة العنف القائمة تكتسب أولوية في جغرافيا غير جغرافيا اليمن، لا نعلم أين تكون، قد تكون مرة أخرى في لبنان أو في العراق، وقد تكون في ليبيا”، مضيفًا أن “ليبيا على وجه الخصوص لا ترتبط بمحور إيران، ولكن في إطار رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط”.
تحسين موقف
وعن تهديدات جماعة الحوثي، قال الباحث الذهب: “ما يقوم به الحوثيون الآن من إصدار بيانات وتصريحات نارية هي لتحسين موقفهم التفاوضي قدر الإمكان”.
واستبعد “الذهب”، حدوث عملية عسكرية لاجتثاث جماعة الحوثي، لكنه لم يستبعد عملية “لإزاحته نحو المرتفعات في منطقة الساحل الغربي”.
وقد يحدث هذا، وفق الباحث، “عندما تكون تضيق مصالح الدول التي توجه دفة الحرب، وبعدما تصبح كلفة وجود الحوثي أكثر مما يسديه من مكاسب لهذه الدول”.
حراك وتهديد
ومؤخرًا، شهدت العاصمة السعودية الرياض حراكًا دبلوماسيًا وسياسيًا واسعًا، شملت لقاءات منفصلة رئيس وأعضاء مجلس القيادة مع سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ومع قائد العمليات المشتركة في التحالف العربي لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها.
من جانبها، هددت جماعة الحوثي تهدد باستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة حال أي تصعيد عسكري ضدها، مقرّة بأن المرحلة خطيرة.
وقال عمّ زعيم جماعة الحوثي، ووزير داخلية الجماعة، عبدالكريم الحوثي، إن “اليمن يمر اليوم بمرحلة خطيرة تحتاج من الجميع إلى رفع مستوى اليقظة والشعور بالمسؤولية لإفشال المؤامرات الخبيثة التي تحاك ضده”.
وشدد خلال اجتماعه بقيادات الصف الأول في وزارة داخلية الجماعة غير المعترف بها دولياً، “على ضرورة تنفيذ التعليمات والتوجيهات على أكمل وجه”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news