عندما حضر قاسم الاهبل مقيل النادي سأله رئيس الهيئة الإدارية للنادي وقال له:
– “سمعنا ياقاسم انك تزوجت نصرانية”.
قال له قاسم: “قاقلت لكم الخميس الأول اننا تزوجت نصرانية لكن انتم تصدقوا الفقهاء اللي يكذبوا عليكم أما انا قاسم الاهبل اللي أقول لكم الصدق ماتصدقونا”.
قال له الرئيس: “عادي يا قاسم لوتزوجت نصرانية كثيرين تزوجوا نصرانيات لكن قالوا انك تنصرت ودخلت دين النصارى واصبحت نصراني”.
وشعر قاسم بأنهم يتجسسون عليه فقال وهو منفعل:
– “وايش فيها لوتنصرت ودخلت دين النصارى!!.
قال له الرئيس: “نحنا فقط نسألك هل صحيح انك تنصرت ودخلت دين النصارى ورحت تصلي في الكنيسة والا يكذبوا ؟!”
ورد قاسم الاهبل وقد راحت وتيرة انفعاله تتصاعد:
– “أيوا تنصرت ورحت الكنيسة وصليت مش انتم طلبتم مني اصلي”.
قال له الرئيس: نحنا قلنا لك تصلي بالمسجد مش بالكنيسة”.
قال له قاسم: بالمسجد والا بالكنيسة كلها صلاة مُوْ صلاتكم ثاني!!.
وبعدئذ خيم صمت على القاعة لثوانٍ كسره عضو الهيئة الإدارية ورجل الدين عبده صالح وكان قد نهض من مكانه في المجلس وراح وهو منفعل يتقدم باتجاه قاسم الاهبل ويصرخ قائلا وبكل صوته:
“قسما ياقاسم لوصدق انك خرجت من دينك ودخلت دين النصارى لانقتلك”.
قال رئيس النادي مخاطبا عبده صالح :
– “ياعبده صالح ارجع مكانك وخلينا نسمع كلام قاسم”.
وبعد أن رجع عبده صالح إلى مكانه سأل رئيس النادي قاسم الاهبل وقال له:
– هل اكلت لحم الخنزير ياقاسم؟.
قال قاسم الاهبل وهو مستفز:
– “ايوا اكلت”
وبعد أن اعترف قاسم بأنه أكل لحم الخنزير امتقعت الوجوه من شدة الرعب وراح الكل في المجلس يلعنه ويقول له:
– “لعنة الله علوك ياقاسم ياملعون تنصرت وأكلت لحم الخنزير وفوق هذا تعترف بدل ماتخجل وتندم وتتوب”.
قال لهم سيف العٰرطُوط:
– “ياجماعة انتم خوفتم قاسم بالختان وهو خاف ودخل دين النصارى يحمي زبه”.
قال ذلك والتفت ناحية قاسم وقال له: مش هكذا ياقاسم !!.
قال قاسم الأهبل:
– “انا اجيتو لاعدن أبحث عن الحقيقة وما لقيتهاش بدينكم لقيتها بدين النصارى”.
– قال له رئيس النادي: وايش هي الحقيقة التي وجدتها في دين النصارى الكفار وجعلك تخرج من دين المسلمين ؟! اتكلم وقل لنا بصدق هل دخلت دين النصارى لان النصرانيات بيض وملاح أحسن من المسلمات ؟!.
قال قاسم الأهبل وقد راحت وتيرة انفعاله تتصاعد:
– “أيوا نسوانهم أجمل من نسوانكم.. ودينهم أفضل من دينكم.. وكنائسهم أنظف من مساجدكم.. وصلاتهم أحسن من صلاتكم.. ولحم الخنزير أطعم من لحم كباشكم.. وأزبابهم أكبر من أزبابكم يامخاتين.
“وشعر الجميع كما لو أن قاسم الاهبل ألقى عليهم قنبلة وعندها جن جنونهم وحتى أولئك الذين يستلطفونه ويضحكون لكلامه تألموا من قوله عنهم”: “مخاتين” واعتبروها شتيمة على وزن “مخانيث” وسرعان ماانفجر الغضب في القاعة وعلت الاصوات الغاضبة وراح الكل يرشقه باللعنات ولولا أنهم في ديوان مقيل ولاتوجد حجارة يرجمونه بها لكانوا رجموه كمايرجم الشيطان في الكعبة .
ومن مجلسه نهض رجل الدين المتشدد عبده صالح ومشى إلى وسط المكان وصاح بكل صوته:
– (من بدّل دينه فاقتلوه) وكررها ثلاث مرات.
وطلب من قاسم الأهبل أن يتوب ويرجع إلى دينه وإن لم فسوف يتم قتله بتهمة الارتداد عن الدين.
ويومها راح الكل يطالب بطرده من ديوان المقيل وحجتهم أنه كافر ونجس لايحل له أن يجلس معهم طالما أعترف بانه تنصر وياكل لحم الخنزير.
لكن المهندس عبد القوي شمسان أعترض وقال بأنه ليس من حقهم أن يطردوه من النادي لان النادي خاص بأبناء القرية وقاسم من أبناء القرية.
وكان المهندس عبد القوي شمسان رجل متعلم يتقن اللغة الانجليزية ويتكلمها بطلاقة وله طريقة في التفكير مختلفة عن الطريقة التي يفكر بها أبناء قريته وكان كل خميس يحضر مقيل النادي ويتكلم في قضايا تهم الجميع وكلمته مسموعة. ثم أن أبناء قريته كانوا يهابونه ويحترمونه ويفخرون به ويقولون:
– “المهندس عبد القوي شمسان متعلم يشتغل مع العنجريز ويتكلم عنجريزي ومشاهرته أكبر مشاهرة”.
لكنهم يومها زعلوا منه لأنه وقف ضد طرد قاسم الأهبل من النادي وراح يدافع عنه ويقول لهم:
– “قاسم أهبل لاتعملوا عقولكم بعقله”.
وكان عضو الهيئة الإدارية ورجل الدين عبده صالح قد راح يحرض ضد قاسم الاهبل ويطلب من إدارة النادي منعه من دخول النادي.
ورد عليه قاسم الأهبل وقال له:
– “والله ماتقدر ياعبده صالح تمنعنا من دخول النادي”.
قال له عبده صالح: “أنا وحدي ما اقدرش أمنعك لكن رئيس واعضاء الهيئة الإدارية للنادي يقدروا يتخذوا قرار ويمنعوك من الدخول”.
وتذكر قاسم الاهبل الكلام الذين كان يقوله له المعارضون للهيئة الإدارية أولئك الذين كانوا يعزمونه على خمر وعلى “بنات السَّيْسَبَان” بعد رفضه الألف الشلن التي قُدِّمت له من النادي مقابل أن يغادر عدن ويعود للقرية. وشعر بأنه قد حان الوقت ليرد لهم الجميل ويومها وجدها فرصة وراح يهاجم أعضاء الهيئة الإدارية للنادي واتهمهم بتزوير الإنتخابات وادأنهم نجحوا بالتزوير.
وعندها صعق أعضاء الهيئة الإدارية من اتهامه لهم بالتزوير وقال له رئيس النادي وهو يغلي من الغضب:
– ايش تقول ياقاسم زورنا الانتخابات !!.
قال له قاسم الاهبل:
-“أيوا زورتم الانتخابات تحسبونا اهبل مش داري”
وصرخ رئيس النادي وقال له وقد فقد لياقته وهدوءه:
– “اخرج ياقاسم بشرفك وناموسك وإذا ماخرجت الآن بالتي هي أحسن باتخرج وانت مدعُوس”.
وكان اذا غضب رئيس النادي الكل يغضب لغضبه ولحظتها راحوا كلهم يُشهِرون غضبهم في وجه قاسم الأهبل ويطلبون منه أن ينهض من مكانه ويغادر النادي قبل أن يخرجوه بالقوة لكن قاسم الاهبل العنيد والعنيف بطبعه اخرج المسدس الذي اعطته له المرأة البيضاء وقال لهم وهو يشهره في وجوههم:
– “اتحداكم تخرِّجُونا يامخاتين”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news