تصاعدت حدة القلق لدى مليشيا الحوثي الإرهابية إزاء الضغوط الحقوقية والشعبية المتزايدة جراء ممارساتها بحق المختطفين والأسرى في سجونها التي تضم آلاف المختطفين والمخفيين والمغيبين قسراً من اليمنيين، بعضهم قضوا تحت التعذيب وآخرون ما زال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة.
وقد ساهم الكشف عن ممارسات مماثلة وشنيعة من قبل الميليشيات المدعومة من النظام الإيراني في سوريا في تسليط الضوء على ملف الأسرى والمختطفين لدى الحوثيين أدوات إيران في اليمن، ما أثار مخاوف المليشيا من تصاعد الاحتقان الشعبي ضدها، سيما وأن المزاج الشعبي في الوقت الحالي في ذروة سخطه ضدها.
في محاولة مثيرة للسخرية، بثّت قناة المسيرة التابعة للمليشيا الإرهابية تقريرًا دعائيًا لسجونها التي تحتجز فيها آلاف اليمنيين، مُصورةً سجن ما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات" على أنه يقدم "خدمات مميزة" للمختطفين الذين اقتيدوا من منازلهم ومن الشوارع دون وجه حق، مما أثار موجة غضب وسخرية في نفس الوقت من هذه المزاعم المفضوحة.
الدكتور عبدالقادر الخراز، علق على هذا التسويق الدعائي من قبل مليشيا الحوثي لسجونها واصفاً سجن الأمن والمخابرات، على سبيل السخرية، بالـ"فندق 12 نجمة"؛ مضيفاً: "اسألوا من خرجوا من هذه السجون كيف كان الفندق وأساليب تعذيبه وكيف كان عبدالقادر المرتضى يتفنن بالخدمات!".
وقال عمران عبدالحميد، إن ما شاهده العالم "في سجون الأسد في سوريا من انتهاكات للإنسانية فإن الحوثي لديه نفس الانتهاكات والفضائح والجرائم التي تنتهك الإنسانية" لا سيما في سجن ما يسمى الأمن والمخابرات، مشيراً إلى أن قيادات حوثية سلالية يتزعمها عبدالقادر المرتضى "ارتكبت جرائم لا تغتفر، تم امتهان الناس المعتقلين هناك، وخصوصاً الصحفيين تعرضوا للضرب والتعذيب والتجويع والتنكيل والتعطيش".
محمد الصوفي كتب على فيسبوك، أن "حال السجناء في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية يروي قصة لا تقل سواداً وبشاعة عن سجون نظام الأسد في سوريا، بل قد تفوقها"، مشيراً إلى أن المختطفين يتعرضون لشتى أنواع التعذيب وبأبشع الوسائل "وبأيدٍ لا تعرف الرحمة".
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد وثقت انتهاكات ممنهجة في سجون المليشيا، بينما استنتج فريق خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المعني باليمن، في تقريره للعام الماضي، تعرض المختطفين لدى المليشيا لـ"التعذيب النفس والجسدي المنهجي، بما في ذلك الحرمان من التدخل الطبي لعلاج الإصابات الناجمة عن التعذيب الذي يتعرضون له، والذي أدى إلى إصابة بعض السجناء بحالات عجز دائم وحالات وفاة".
وتشير تقارير حقوقية إلى ارتكاب أكثر من 350 جريمة قتل تحت التعذيب من بين 1635 حالة تعذيب موثقة في سجون مليشيا الحوثي، إضافة إلى أكثر من 2400 حالة إخفاء قسري بحق مدنيين على أيدي المليشيا في معتقلاتها غير القانونية، في حين لا تزال الجرائم الأكثر وحشية ضد المختطفين تحدث في المجهول ولا تستطيع المنظمات وفرق الرصد الحقوقية الوصول إليها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news