سبتمبر نت/ تقرير – منصور الغدرة
“ماذا، من، أين، متى؟!!!”.. تلك استفهامات الخبر الصحفي المنتظر في اليمن.. متى سيتحرك اليمنيون للانقضاض على أضعف ادوات إيران بالمنطقة، ومتي سينتفض اليمنيين لاقتلاع سبلة إيران من اليمن والجزيرة العربية، وتطهير البلدة الطيبة وبلاد العربية السعيدة من نجاسة فارس..؟!.
يتوجب علينا كيمنيين حكومة وشعبا، نخبا ومجتمعا، انتهاز الفرصة وهذه اللحظة التاريخية التي جلبها لنا القدر، بسرعة التحرك والقضاء على مليشيا الحوثي الإيرانية الإرهابية، فنحن أقوى من المعارضة السورية، ونحن اقوى واقدر تأهيلا وتنظيما وإسنادا اقليميا ودوليا، نحن نمتلك الشرعية الدولية والاقليمية، نحن نمتلك الحكومة والجغرافيا ..الخ..!.
فقط ينقصنا القرار السياسي لبدء معركة التحرير وتحريك الجبهات، كل الجبهات في وقت واحد، وفي لحظة واحدة، وبغرفة عمليات مشتركة واحدة، ليكن عنصر المفاجئة ضربة قاصمة للمشروع الايراني في مهب الريح، وأثر بعد عين، لأن مليشيا الحوثي هي الاضعف بين ادوات المشروع الايراني في المنطقة.. لابد لنا أن نلتقط هذه اللحظة.. لحظة تساقط ادوات واذرع إيران في المنطقة، تباعا كأوراق التوت في فصل خريف الشام، وبصورة متسارعة لم يسبق للتاريخ ولا المشهد السياسي العربي له مثيل من قبل، بعد أن عاث في الارض العربية فسادا، نهبا وقتلا وتشريدا للمواطن العربي..
المشروع الايراني التخريبي يتعرض اليوم لاجتثاث من الساحة العربية، فالصدمات والضربات المتلاحقة، اسقطته أرضا وداسته الاقدام العربية في أهم موطن له كان يعتقد أنه قد تجذر في تربتها العربية-الشام- بعد اسبوعين فقط من سقوط أهم وانشط أذرع المشروع الإيران في المنطقة-حزب الله اللبناني- سقط ذراعه الآخر المتمثل بنظام الاسد العتيد في العمالة، ولم يحتاج مدة لكي يسقط أمام إعصار فصائل المعارضة السورية المسلحة التي لم تحتاج سوى عشرة أيام فقط لاقتلاعه، ليكن أثرا بعد عين.. ما يلوح أمر ذلك في الآفاق بأن الإعصار العربي يسابق الزمن لاقتلاع المشروع الإيراني التخريبي وأدواته من ساحة وطننا العربي نهائيا..
الدور قادم لا محالة على سبلة المشروع الايراني في اليمن- مليشيا الحوثي الإرهابية، التي تعيش في رعب من هول السقوط، وكيف ستكون العاقبة، خاصة وأن الجرائم المرتكبة فظيعة وبشعة، فكثر الخصوم وارتفعت أسهمها في بورصة الانتقام..
الا ترون ان الحراك الجاري في المناطق سيطرة مليشيا الحوثي، وانتفاضات أبناء محافظة إب الأبية رفضا للمليشيا ، نافذة للتحرك من خلالها نحو خوض معركة التحرير والخلاص من ذيل إيران في اليمن..؟!.
التطورات المتسارعة في إسقاط ادوات المشروع الايراني، تجدها«26سبتمبر» فرصة لتحريك المياه الراكدة والآسنة في مستنقع اللا حرب و اللاسلم، والذي يبدو أنه قد وجده كثر من النخب في اليمن لتغوط في سبات عميق، إلى حد تناسيها بأن ثاني أقدم مدينة في التاريخ البشري لا تزال جاثمة تحت وطأة احتلال فارس , في الوقت الذي نهضت شقيقتها-أقدم مدن الأرض دمشق لتحرر نفسها من هذا الاحتلال في غضون ساعات.!.
أمام تطور المشهد العربي تتبادر إلى لأذهان الناس عامتهم قبل خاصتهم، تساؤلات تتعلق بأداة المشروع الايراني في اليمن- متى اليمنيون يتخلص منه، وكيف، وما السيناريو الأفضل تطبيقه في القضاء على آخر اداة إيرانية في ارض وموطن العرب.. وكيف يمكن لمكونات الشرعية استغلال فرصة تهاوي ادوات المشروع الايراني في المنطقة، لإسقاط اداته في اليمن واستعادة مؤسسات دولتها من الاحتلال الفارسي ..وما الذي ينقص اليمنيون لكي يحاكون سيناريو سقوط هذه الادوات في الشام- لبنان وسوريا، وتطبيقه في اليمن، وهل هناك امكانية للمقارنة بين ما جرى في سوريا وما يمكن ان يجري في اليمن حتى يحرر اليمنيون بلادهم من احتلال ايران، وكيف ستكون المقارنة بين قدرات اطراف المعركة اذا ما خاضها اليمنيون كما خاضها السوريون، وكيف المواقف الاقليمية والدولية من اطراف المعركة في اليمن وسوريا..؟!.
ولتحريك هذا الجمود والرتابة اللذان يزاحمهما ترقب وخوف شديد من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية وما تحمله الأيام لها من المصير الآت لا محالة ولا مفر منه، وينتظره اليمنيون بشغف، لإيمانهم أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة الحارقة القالعة لكهنة الامامة واداة المشروع الايراني الآفل.
«26سبتمبر»طرحت هذه التساؤلات على عدد من السياسين والمحللين العسكريين، الذين بالطبع اجمعوا على التقاط اللحظة وتحريك المعركة قبل أن تخفت مواقف الازالة لهذه الأداة التدميرية التخريبية للمشروع الإيراني..
المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي، العميد الركن/ محمد عبدالله الكميم، أكد أن ذراع إيران في اليمن يعتبر من أضعف الاذرع الإيرانية الموجودة في المنطقة، وبالتالي من السهل القضاء عليها في معركة خاطفة.
وقال العميد الكميم ل«26سبتمبر»: يعلم الجميع ان ذراع إيران في اليمن- مليشيا الحوثي- تعد اضعف الأذرع الإيرانية الموجودة في المنطقة اذا ما اعتبرنا ان حزب الله في لبنان كان أقوى هذه الاذرع الايرانية، وسوريا هي أهم اذرع العواصم العربية المحتلة من قبل إيران ،بل ان النظام السوري وسوريا من أهم المناطق التي تفرخ الاذرع الايرانية وتساعد في تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة العربية منذ عقود طويلة.
وأشار الخبير العسكري الكميم إلى أن النظام السوري البائد مرتبط بإيران ارتباطا قويا منذ نشأته، ووقف ضد العراق الشقيق في الحرب الإيرانية العراقية، واكد” هذا النظام ظل طوال العقود الماضية يشكل خطورة على الدول العربية، لأنه كان بيئة مناسبة لخلق وتقوية هذه الاذرع الإيرانية ومن ضمنها الذراع الإيراني في اليمن مليشيا الحوثي الإرهابية”.
وتابع العميد الركن الكميم ، قائلا: الذراع الايراني في اليمن يرعى على أيادي خبراء من إيران ومن حزب الله اللبناني ولا يمكن ان نتجاهل الدور السوري في تقوية جماعة الحوثي، ولذلك عندما نرى أن أهم ذراعين لإيران في المنطقة تم إسقاطهما وتم تدميرهما في المنطقة على اعتبار حزب الله والنظام السوري البائد.
ضربة موجعة
وأضاف: سقوط هذين الذراعين لإيران في المنطقة، تعتبر ضربة موجعة لمليشيا الحوثي الارهابية، فهي ضربة على المستوى العسكري وعلى المستوى المعنوي، وبالتالي هي تؤثر بشكل مباشر على النفوذ الإيراني في المنطقة.
واعتبر المحلل العسكري العميد محمد الكميم، ان الفرصة سانحة للتحرك والحسم العسكري، وأكد لذلك هي فرصة سانحة لليمنيين على مستوى القيادة وعلى مستوى الشعب اليمني، بأن تستغلها وأن تستغل هذه البيئة المناسبة، وان تستعد بشكل فوري، وتتخذ خطوات عاجلة وسريعة في الاعداد للمعركة واستكمال تجهيز غرفة العمليات المشتركة واعداد القوات للمعركة الحاسمة، وإصدار القرار السياسي بالمعركة وتحرك كل الجبهات، بحيث يتم استغلال الحالة المعنوية المنهارة للعدو، وحالة الفراغ التي تعيشها هذه المليشيا لأن ايران واضح انها في مرحلة ضعف شديدة جدا، وواضح أنها انكفأت على نفسها وانها تخلت عن اهم أذرعها في المنطقة- النظام السوري وحزب الله.
فرصة كبيرة
وشدد الكميم ان الفرصة كبيرة لنا في الشرعية يجب استغلالها، مع أن الحوثي يعمل في بيئة يمنية معقدة، وقال” هي فرصة كبيرة لنا مع أن الحوثي يمثل حالة خاصة ،لأنه يعمل في بيئة يمنية معقدة قليلا، ويستعد للدفاع الذاتي عن نفسه نوعا ما، على اعتبارات ايديولوجيات خاصة به، ولكن هذا أيضا لا يمنع ان الحوثي هو في مرحلة ضعف”.
واضاف “أنه بمجرد تحرير الحديدة لو افترضنا ان تكون هي بداية معركتنا ضد مليشيا الحوثي الإرهابية، والتي من خلالها نستطيع ان نخنق الحوثي ونحقق انتصارات متتالية في بقية الجبهات”..
حالة الانهيار التي تواجهها الاذرع الايرانية مع حالة الانهيار التي تواجهها مليشيا الحوثي داخل المناطق الخاضعة لسيطرتها على اعتبار ان هناك ضعفا كبيرا في الحاضنة المجتمعية وكرها شديدا لهذه العصابة المارقة وقد انكشفت أمام الشعب اليمني، إضافة إلى الخلافات البينية الموجودة في البنية القيادية لهذه المليشيا. كل هذه العوامل مساعدة ومحفزة لمكونات الشرعية بسرعة التحرك نحو حسم المعركة مع مليشيا الحوثي والقضاء على اداة المشروع الإيراني في اليمن والجزيرة العربية نهائيا.
فرق كبير
وعقد الخبير العسكر الكميم مقارنة بين ما جرى في سوريا من عدة اوجه، وما يمتلكه كل من النظام السوري وفصائل المعارضة، وما نمتلكه في الشرعية وما لدى مليشيا الحوثي، فقال “إذا ما عملنا مقارنة بسيطة ما بين ما جرى في سوريا واستغلال فصائل المعارضة المسلحة هناك، والضعف الذي رافق انهيار حزب الله اللبناني الامر الذي أدى بقوات حزب الله التي كانت تقاتل وتدافع عن نظام الاسد في سوريا، إلى الانسحاب من سوريا، ما ادى ذلك إلى احداث فراغ كبير في الساحة السورية، لصالح المعارضة التي استغلته في معركتها لإسقاط نظام الاسد بوتيرة متسارعة، وان الثوار السوريين تحركوا في جغرافيا صغيرة وفي وضع اصعب من وضعنا في اليمن”.
وأكد “اليوم عندما نعمل مقارنة بين قواتنا وقوات المعارضة المسلحة السورية نجد اننا نفوقهم عددا وعدة.. هناك فرق كبير ما بين قواتنا وما بين قوات المعارضة السورية، اضافة إلى أن مليشيا الحوثي محاصرة من جميع الجهات على عكس المعارضة السورية هي التي كانت محاصرة من قبل قوات النظام السوري، وتتمركز في جزء من محافظة إدلب وفي بعض من ريف محافظة حلب”..
وأشار إلى أن هذا يعطينا تقييما بأننا افضل بكثير مما كان عليه الحال بالنسبة للمعارضة السورية سواء من الناحية العسكرية او من الناحية الجغرافيا، فجغرافيتنا التي نقف عليها ونتحرك فيها اوسع ولدينا قدرات أعلى، ولدينا حاضنة مجتمعية أقوى، فقط ينقصنا القرار السياسي.. قرار المعركة العسكرية.
وقال الخبير العسكري الكميم: السيناريو الذي حصل في سوريا قد يطبق حرفيا في اليمن، بل لأنه قد يكون في اليمن اسرع، لأن مليشيا الحوثي ليست بتلك القوة التي كان عليها نظام الاسد في سوريا.. أنا متأكد أنه بمجرد ان نستعيد محافظة أو محافظتين، الامور ستتجه إلى الانهيار التام والمتسارع لقوات الحوثي ،لأن قوات الحوثي مليشيا وليست جيوشا نظامية.
واضاف: جماعة الحوثي لا تمتلك جيوشا مرتبة ونظامية كالتي كان يمتلكها نظام بشار الاسد، ولا اسلحة كالأسلحة التي يمتلكها بشار الاسد، ولا ذلك الدعم الجوي كما كان يمتلكه بشار الاسد، ولا الاسلحة الكيميائية ولا الطائرات التي يمتلكها بشار الاسد.
واكد العميد الكميم بأنه لا مجال للمقارنة بين القوات والقدرات العسكرية التي لدى الشرعية اليمنية، وبين القدرات لدى قوات المعارضة السورية، ولا مقارنة بين قوات الحوثي وقوات بشار الاسد على الاطلاق. وقال« نحن في وضع افضل وأقوى مع اعتبار أن قدرة الحوثي على القتال في المناطق الجبلية قد تكون اصعب قليل إذا ما اعتبرنا صعوبة التضاريس والجغرافيا اليمنية».
إلا أنه استدرك ذلك واعتبر أن ميزة الحاضنة المجتمعية تتغلب على قتال الحوثي في المناطق الجبلية ،وقال :”لكن مع ضعف الحاضنة المجتمعية وكره الشعب للحوثي اعتقد ان الامور ستحسم بشكل اسرع لصالح معركتنا فقط نحن بحاجة الى اصطفاف وطني حقيقي ما بين مكونات الشرعية، وسرعة في تنفيذ الخطوات العاجلة لذاك الاصطفاف”.
واضاف “يجب على القوات المسلحة اليمنية ألا تتحرك إلا ولديها حاضنة مجتمعية كبيرة وقوية جدا، لأنه كضابط في القوات المسلحة لا يمكن ان اتحرك بدون حاضنة مجتمعية، وأن يكون ظهري مؤمن على مستوى الدولة-أي تكون الدولة جاهزة لهذه المعركة وحاضرة بكاملها في الميدان من الاعلى إلى الادنى، وبكل سلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية”..
وشدد الكميم على حضور الدولة بكاملها في ميدان المعركة وفي داخل البلاد.. من مجلس القيادة الى البرلمان والشورى، إلى سلطاتها المحلية في المحافظات وفي المديريات، الى كل الوزارات في الحكومة التي يجب عليها ان تعمل وان تسخر كل امكانياتها وان توظف كل قدراتها لصالح المعركة..
وأشار العميد الركن محمد الكميم، إلى أنه من الضروري أن تعمل كل الوزارات في سبيل المعركة، كوزارات الاعلام والاوقاف والتربية والتعليم والصحة، والاشغال والمالية ..إلخ، وقال: كل وزارات الحكومة يجب عليها أن تكون جاهزة لهذه المعركة، وان تؤمن احتياجات المعركة، وأن تحشد كل إمكانيات وقدرات الدولة وطاقتها لصالح المعركة لكي نحقق الهدف المنشود، وهو اجتثاث مليشيا واداة إيران من أرض اليمن والجزيرة العربية..
واكد انه” لا يمكن ان تقاتل قوات مسلحة بدون حاضنة مجتمعية او بدون دولة كما حدث في المعارك السابقة ،على سبيل المثال كانت محافظة مأرب تقاتل العدو الحوثي والمحافظة الفلانية المجاورة لها لا تدري ما يحصل في مأرب، والمحافظة الفلانية في وادي ثاني والثالثة في وادي آخر.. وهكذا.
وأشار إلى انه لابد ان تحضر المعركة كل الوزارات وتؤدي دورها وواجبها في إسناد القوات المسلحة وتامين مستلزمات المعركة واحتياجات الجيش والمقاتلين بالرواتب والعتاد والمعدات اللازمة للمعركة، كوزارة الاشغال مطلوب منها المعدات ووزارة الصحة المطلوب منها توفير العلاجات، والمالية توفير الرواتب ،ووزارة الاعلام أن تعمل في إطار التوجيه المعنوي في الحرب النفسية وصد الشائعات وتوفر كل الامكانات لصالح المعركة وحضورها في جميع مواقع المعركة.
واكد الخبير والمحلل العسكري الكميم، أن المعركة هي معركة متكاملة لا يمكن فصلها او تجزئتها عن بعضها وعن كل جبهة لوحدها. وقال : “يجب ان تتجه كل قدرات الدولة من مجلس القيادة الرئاسي حتى الحكومة حتى السلطة التشريعية ممثلة برئاسة هيئة واعضاء مجلسي النواب والشورى، الكل يجب أن يتحرك مع المعركة، فكل مسؤول وشخصية اجتماعية وسياسية واجتماعية، مؤمن أن الحوثي عدو يجب أن تتحرك في اطار هذه المعركة وان تتكامل هذه القوات في اطار غرفة عمليات مشتركة متحركة، وان تتوحد، وان تتحرك الجبهات العسكرية في إطار قرار القائد الاعلى للقوات المسلحة بقرار واحد وبتنسيق وتنظيم واحد حتى نستطيع نحقق النصر الكامل والشامل”.
المحلل السياسي عبدالسلام محمد- رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، أكد ان هناك عدة سيناريوهات بعض هذه السيناريوهات خطيرة جدا وبعضها لصالح اليمنيين، والسيناريو الذي يناسب الشعب اليمني، هو حسم المعركة عسكريا ضد مليشيا الحوثي، وهذا السيناريو هو الافضل والاسلم للشعب اليمني.. مؤكدا أن أي سيناريو آخر، لن يكون لصالح الشعب اليمني ومستقبل اليمن.
وقال رئيس مركز أبعاد ل«26سبتمبر»: في الحقيقة أن الانهيار الحاصل لنفوذ وأذرع ايران هو انهيار شامل في المنطقة وليس محددا في العراق وسوريا ولبنان، وأن ايران ستعود الى الداخل الإيراني.
وأضاف “هذا الامر متنبأ به منذ قبل بضع سنوات، بأن إيران ستهرب من المنطقة لأن ليس لها القدرة وليس لها الكلفة في المواجهة.. لكن بالنسبة لليمن، هناك عدة سيناريوهات بعضها خطيرة جدا وبعضها لصالح اليمنيين”.
واكد أن من ضمن هذه السيناريوهات، ويعتبر هو السيناريو الأول: ان يقبل الحوثيين باتفاقية سلام يبقى السلطة بيديه ويراوغ لبضع سنوات حتى يستعيد انفاسه ويحصل على داعم اقليمي جديد لكي ينضوي تحته و من ثم معاودته في ممارسة طريقته ومنهجيته في التجريف والقتل والتشريد والسيطرة والإستحواذ والتفرد بسلطات مركز القرار.
وأشار عبدالسلام محمد إلى ان السيناريو الثاني، هو ان تطلب إيران من الحوثي تجميد انشطته والقبول باتفاق سلام والدخول في مفاوضات سلام يحل من خلالها الحركة المسلحة بحيث يسلم اسلحته للدولة اليمنية، مقابل دمج مليشياته في القوات المسلحة والأمن للحكومة اليمنية، مؤكدا أن هذا السيناريو لا هو جيد كامل للشعب اليمني ولا هو سيء، وإنما يشكل نسبة 50% منه جيد بحيث أنه يقلل الكلفة، وال50% منه، سيء ويشكل خطرا على مستقبل اليمن، اذا أنه في حال بقي التنظيم الحوثي السلالي داخل الدولة اليمنية، سيصبح هناك دولة داخل الدولة اليمنية.
وحذر رئيس مركز أبعاد للدراسات، خطورة هذا السيناريو ، منبها الحكومة اليمنية عدم القبول به بالمرة، وقال في حال طرح هذا السيناريو ووافقت الحكومة اليمنية عليه سيكون كارثة، وبالتالي عليها أن تبدأ مباشرة بعملية التفكيك الحقيقي للحركة، وذلك من خلال اتخاذ جملة من الخطوات المتمثلة باستيعاب الجنود وتسريح القيادات في الحركة، و انهاء وتجفيف التمويلات الخارجية للحركة تماما، وإدماجها في الاحزاب السياسية ومنع نشوء احزاب طائفية أو مذهبية اوعرقية في البلاد.
وعن السيناريو الأفضل من كلا السيناريوين السابقين، أكد الاستاذ عبدالسلام محمد، أنه السيناريو الأفضل والذي يتوقع ان يحصل ،وهو حسم المعركة عسكريا، وقال” لكن هذا السيناريو يحتاج إلى سرعة و استغلال للفرصة، وهو سيناريو الحرب، وهو السيناريو الافضل، لأنه ينتزع السلطات من مليشيا الحوثي بالقوة وبالتالي يمكن للحكومة اليمنية ان تفكك الحركة ، وهي في حالة قوة، وتكون الحركة في حالة ضعف، ويمكن اي إدماج المتمردين في العمل السياسي من منطلق القوة وليس من منطلق الضعف وايضا يمكنها معاقبة المجرمين، وايضا البدء بعدالة انتقالية التي تجعل المجرمين الاعتراف بجرائمهم ويعيدون حقوق الناس الضحايا.
واعتبر رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، بأنه السيناريو الأفضل للمستقبل اليمني، والقضاء على اداة المشروع والنفوذ الإيراني في اليمن.
وعزا نجاح هذا السيناريو إلى عدة عوامل، أبرزها اجراء تقييم جملة الأشياء التي تحتاجها المعركة، واولها مدى استعدادنا عسكريا، هل الاستعداد العسكري موجود، وأيضا هل كلفة المعركة قادرة عليها الحكومة، و هل هناك غطاء اقليمي ودولي..؟!.
وفند تلك التساؤلات، قائلا: ففي الغطاء الاقليمي والدولي أمره سهل جدا لأن العالم كله يعترف بالحكومة اليمنية انها الحكومة الشرعية، وبالتالي فهذا ليس مشكلة، مؤكدا أن المشكلة في الاستعدادات وفي وجود غرفة عمليات موحدة، في وجود سلاح نوعي ووجود كادر مؤهل لقيادة وتنفيذ المعركة.
وأضاف” بالنسبة للقوات العسكرية- القوات المسلحة والأمن الموجود حاليا، اعتقد انها شبه مؤهلة، فقط تحتاج القليل من الاستعدادات والترتيب، لكن الذي نحتاج له.
اولا لابد ان تكون هناك حكومة مصغرة- حكومة حرب-وغرفة عمليات موحدة، ونحتاج إلى سلاح نوعي، وبالذات الطيران المسير”.
الفرصة مواتية للمعركة
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، مدين مقباس: ان الفرصة مواتية لليمنيين في التخلص من مليشيا الحوثي والقضاء على اداة المشروع الإيراني في اليمن وشبه الجزيرة العربية، خاصة وان المشروع الإيراني يعيش مرحلة انهزامية في عقر داره في إيران التي وقفت عاجزة في الدفاع عن سياداتها التي انتهكتها حليفها الخفي إسرائيل، فضلا إلى تخليها عن أدواتها الرئيسية في بلاد الشام- حزب الله اللبناني ونظام الاسد الذي سقط فجر الاحد الماضي بيد فصائل المعارضة السورية التي لم تجد صعوبة ولا مقاومة تذكر من قبل الجيش العربي السوري المصنف ثاني ثالث جيش عربي بعد الجيشين المصري والجزائري تسليحا وتأهيلا.. لكن معسكرات النظام والمدن السورية تساقطت بيد المعارضة المسلحة بصورة متسارعة، ومعظمها دخلتها قوات المعارضة التي انطلقت من محافظة ادلب في 27نوفمبر الماضي لتصل فجر الاحد الماضي8ديسمبر الجاري، وسط العاصمة دمشق، لتعلن تحرير سوريا وسقوط نظام بشار الاسد في عشرة أيام تقريبا.
وأشار مقباس إلى تلك الدرامتكية للاحداث والسقوط المتسارع للمشروع الإيراني في بلاد الشام، وقال« إن ذلك يؤكد بأن المشروع الايراني في حالة اندثار من كامل المنطقة، وفي حالة اجتثاث من الاراضي العربية، بما في ذلك اداته في اليمن وجنوب الجزيرة العربية ممثلا بمليشيا الحوثي الارهابية».
ودعا المحلل السياسي مدين مقباس، الشرعية بمختلف مكوناتها إلى التقاط هذه اللحظة، والاسراع في خوض المعركة ضد اداة ايران في اليمن مليشيا الحوثي، وقال: من خلال هذه المعطيات يتوجب على اليمنيين عموما وقيادات الشرعية بمختلف مكوناتها، التقاط هذه اللحظة وانتهاز الفرصة لاتخاذ قرار حسم المعركة.
وأكد أن كل المحفزات والمبررات للحسم العسكري لصالح الشرعية اليمنية متوفرة، وفي مقدمتها الاجماع الدولي بما تشكله جماعة الحوثي من إرهاب وتهديد للاستقرار العالمي، وكذا تهديدها للأمن والسلم الدوليين، ويبرز هذا من خلال استهدافاتها لخط الملاحة الدولي في البحرين الاحمر والعربي، وخليج عدن والبحر الاحمر، الإضافة إلى ان الحكومة اليمنية معترف بها دوليا، وجماعة الحوثي انقلابية ومتمردة على قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الامن الدولي، التي لم تعد اليوم صالحة للتنفيذ مع هذه المتغيرات الجارية في المنطقة.
واضاف: إن هرولة المليشيا الحوثية في محاولة منها التضليل والخداع على أنها ستطبق تلك القرارات، ولكنها في الحقيقة ستتخذها مظلة وغطاء للاختباء من عاصفة اقتلاع الادوات الإيرانية من المنطقة، بل أن مليشيا الحوثي لن تنفذ أي شيء من أي خارطة للحل السياسي في اليمن، وستظل تراوغ الوقت الكافي لترتيب صفوف ما يسمى بالمحور واستفاقة اضلعه من الصدمة التي تلقوها، ويمكن للاعبين الكبار الذين في السياسة الاقليمية والدولية، وما يعتمل في الراهن على الخلاص من مشروع إيران وادواته في المنطقة، قد غير هذا التوجه في المستقبل ويحتاج إلى تحريكه من جديد.
واكد مقباس، أن السيناريو الوحيد والاسلم للشعب اليمني ولشعوب لمنطقة والعالم، هو الحسم العسكري مع ادوات إيران، وكما جري في الشام، لابد ان يجري في اليمن لسببين الاول، أن مليشيا الحوثي صارت في حالة ضعف، ومكشوفة فلا غطاء لديها اليوم يستر عورتها، وبلا دعم خارجي، بعد أن تخلت إيران عن كل ادواتها وأبرزها في لبنان وسوريا، والسبب الثاني، أنه من خلال الحسم عسكريا حتى تتمكن الحكومة اليمنية من تحقيق السلام والأمن والاستقرار المستدام في اليمن والمنطقة.
وأضاف: أن اسقاط مليشيا الحوثي والاداة للمشروع الايراني في اليمن والجزيرة من المعركة العسكرية، يعين الدولة في بسط سلطتها على كل شبر في اليمن دون معوقات او اعتراضات من قبل جماعة الحوثي السلالية العنصرية التي ستكون مجبرة على تنفيذ كل بنود القرارات الدولية دون تلكؤ أو مماطلة او تسويف، لان الشرعية ستكون في موقف القوي المنتصر والمليشيا في موقف الضعيف المهزوم، على كل مكونات الشرعية الاسراع في تحريك الجبهات لحسم المعركة ضد مليشيا الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة قبل فوات الاوان، لأن تفويت الفرصة والتأخير في اتخاذ القرار، سيبقيها في هذه المعاناة والازمات الاقتصادية المتواصلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news