دُشنت مؤخراً بصنعاء المبادرة الوطنية لدعم المنتج المحلي “منتجي وطني “، وبحضور رسمي رفيع، ومشاركة قطاع واسع من رجال الأعمال والمهتمين والأكاديميين..
ولعله من الأهمية بمكان تسليط المزيد من الأضواء والاقتراب من هذه المبادرة إعلامياً على نحو يبرز أهميتها، والدور الذي يمكن لها أن تلعبه في تحقيق النمو الاقتصادي وغيره من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والتي يأتي في مقدمتها التوعية بأهمية دعم وتشجيع المنتج المحلي وخلق ثقافة استهلاكية لدى المواطنين تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وصولاً نحو تقليل نسبة البطالة وتعزيز جودة الصناعات المحلية وقدراتها التنافسية، إضافة إلى التعريف بالفرص والتحديات التي تواجه الصناعات المحلية، والتركيز على الجوانب المشرقة التي تحققت لبلادنا في مجال الإنتاج المحلي، ولتحقيق هذه الأهداف وغيرها من الأهداف التي جاءت بها هذه المبادرة..
إن مبادرة “منتجي وطني” -والتي تنظمها الجمعية اليمنية لحماية المستهلك بالتعاون مع الاتحاد العام للغرف التجارية ووزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار- لهي بحاجة في الأساس إلى تكاتف الجميع كمستهلكين وقطاع حكومي وقطاع خاص ومؤسسات البحوث والدراسات الاقتصادية والاجتماعية ووكإعلام تقليدي وجديد -سوشيال ميديا – بكافة فاعليه ومؤثريه؛ كما أنها تمثل فرصة سانحة أمام الجميع لتحقيق شراكة استراتيجية بين تلك الأطراف، وتوحيد ودعم الجهود الوطنية وفهم الأدوار والمسؤوليات لرفع جودة وكفاءة المنتجات الوطنية وتحفيز الاستثمار ضمن القطاع الإنتاجي والصناعي، وهي أيضاً تمثل فرصة لدعم رواد الأعمال والشركات الوطنية الناشئة لطرح منتجاتهم وتسويقها، وفتح الأبواب أمامهم للوصول بسهولة ويُسر إلى المستهلكين، وهو ما سيسهم في نمو شركاتهم وتطوير أعمالهم، كما سيمثل ذلك مرتكزاً رئيسياً للحصول على مجتمع منتج ومتجدد، ووطن يتمتع بقدرات وقرارات اقتصادية مستقلة، وكذا توطين مختلف القطاعات الإنتاجية والصناعية والحد من استنزاف النقد الأجنبي، وتخفيف عجز ميزان المدفوعات، وتقليص الفجوة الاستيرادية، وتنويع مصادر الإنتاج والدخل، إلى جانب تقليل الإعتماد على تصدير المواد الأولية، وتقليص نسبة البطالة وتوفير فرص عمل للشباب، إضافة إلى الإسهام في تقوية دعائم قطاع الاقتصاد والإنتاج اليمني.. وبالعودة إلى مشاركة الدور الإعلامي الذي يجب أن يسهم بفاعلية كبيرة في إنجاح هذه الأهداف وهذه المبادرة فقد أصبح من الواجب أن تلعب وسائل الإعلام دوراً مكثفاً وبارزاً ويكون متسقاً معها وبحيث يمثل شريكاً أساسياً في هذا التوجه الوطني ، والدفع بهذا الدور لتحقيق شراكة استراتيجية يتم من خلالها خلق إطار وطني يشمل المستهلك ووسائل الإعلام والمنتج والمصنّع المحلي، وبما يسهم في تعزيز الثقة بالمنتَج المحلي، وزيادة حصته في السوق المحلية والخارجية وزيادة إقبال المستهلكين عليه وتوجيههم نحو اتخاذ قرارات شرائية تتعزز معها جودة المنتجات الوطنية ومكانتها وإمكاناتها التنافسية وبما يؤدي إلى تحقيق نمو اقتصادي مستديم، والحصول على منتجات تحظى بمزايا تنافسية عالية تلبي احتياجات ورغبات المستهلكين، وتتواءم مع قدراتهم الشرائية لتصبح هذه المنتجات هي الخيار الأول أمام المستهلكين والبديل المنافس أمام غيرها من المنتجات المستوردة..
إن المبادرات الإعلامية نحو مثل هكذا توجه وطني خالص وتفاعل وسائل الإعلام هنا لهو أمر مطلوب ليصب كل ذلك في مصلحة الجميع لا سيما الصناعات الوطنية التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد الوطني، ويوفر حافزاً وطنياً لإنجاح هذه المبادرة..
ومما يجدر ذكره هنا أيضاً أن مبادرة “منتجي وطني” تحفل بعديد الفعاليات والتي منها إقامة اللقاءات التشاورية وحملة التوعية المجتمعية، وملتقى دعم المنتج المحلي، إلى جانب تنظيم معرض الصناعة والإنتاج الوطني..
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news