الشهيد الذيباني.. مواقف وبطولات خلدتها الذاكرة

     
سبتمبر نت             عدد المشاهدات : 43 مشاهده       تفاصيل الخبر
الشهيد الذيباني.. مواقف وبطولات خلدتها الذاكرة

 

 

سبتمبر نت/ استطلاع

 

كثيرة هي المواقف والبطولات التي سطرها الشهيد الذيباني بل كانت كل مسيرته النضالية مواقف وعبر إذ كان وطنه نبض قلبه، وشرفه رايته التي لم تسقط يوماً من يده، ولم يكن يوما قائداً فقط، بل كان أباً لإخوانه في الميدان، يستمع لهمومهم كما يستمع القلب لنبضاته، حاضراً بينهم يشعل لهم قناديل الأمل بثباته ورباطه.

في لحظات المصاعب، كان كالشمس التي تشرق رغم الغيوم، يمنح جنوده القوة بكلماته، ويغرس في نفوسهم بذور الثقة والشجاعة. لم يكن فقط يحارب لأجل الأرض، بل كان يحارب لأجل الكرامة والحرية، مدافعاً عن كل بيت وشجرة، وعن كل طفل وابتسامة. ترك في ساحات المعارك مواقفا وبطولات وأثراً لا يزول، وكأنه نقش على صخرة الزمن، شاهداً على بطولات لا تنطفئ… في هذه الصفحات لمحات من مواقفه الشجاعة وقليل من قصصه وبطولاته الملهمة.

في إحدى معارك الكسارة، وفي جنح الظلام اختلطت الوجوه وتداخلت البنادق ووصلت حد المواجهة طعناً وبالحجارة، وقبل طلوع الفجر كان ابو منير قد هب لنجدة المقاتلين، وحين كادت المعركة أن تنتهي اكتشف الأبطال أن القائد قد أخذ موقعا متقدما في عمق منطقة العدو، ذخروا أسلحتهم وتقدموا محرزين نصراً جديداً. المغامرة والبسالة كانت طريق القائد الذي لا يهاب الموت ولا تقيده كثافة النيران  لم يتواجد رحمه الله في معركة الا ويقتحم الصفوف  كبطل يشابه عظماء معركة القادسية اليمانيون.

وفي إحدى الواقعات تلفت الابطال يمنة ويسرة يتلمسون قائدهم، كان قد سبقهم وشق طريقه إلى خلف خطوط العدو  ببسالة اذهلت الجميع وحمست الكل نحو التقدم ليتقدموا  خلفه ويلتحقوا به في ساحات الوغى وحيث درب المخاطر على رؤوس الاعداء.

الجراح الغائرة لا تقيد البطل

ذات يوم عاصف بمعركة حامية  على أطراف مأرب كان العدو يحاول اقتحام المواقع وتطوير الهجوم وتطويق المدينة أصيب البطل ابو منير بطلق ناري ، وبقي يقاتل مع جنوده، بشجاعة غير آبه لدمه الذي يسيل ولجرحه الذي يتوجع ،وحين بات في خطر اضطر أربعة ضباط  لمخالفة تعليماته بالاستمرار في المعركة دون الاهتمام بحالته وهو ما زال يقاتل ببسالة قرر الضباط امتطاء المدرعة وتقدموا نحوه واقتادوه مكرهاً إلى داخلها ونقلوه إلى المستشفى كانت معنوياته عالية ولا يبالي على اي جنب كان في الله جرحه.

العبور من بين كماشة الموت

القتال من المتارس وخلف السواتر بطولة وشجاعة واقدام وادارة لمعركة متكافئة وفقا منهجيات القتال وخطط المعركة لكن الفدائية والبطولة الاستثنائية هي ان تطلب النجاة من بين كماشة الموت ومستنقع اللهب ان تقهر عدوك وتكسر الاغلال التي طوق بها عنقك وتقهره على الفرار بجحافله وان يفتح لك طريق كان قد احكم إغلاقه فتلك هي الشجاعة والاقدام والبطولة بكل صورها ومعانيها وقوة حضورها التاريخي  وفي اللحظات الحرجة منها وعلى وجه الخصوص تلك التي يحاصرك الموت فيها من كل اتجاه هي التي تكون فيها على درجات الاختبار  للشجاعة والثبات والصمود وقوة الايمان وهي الفلتر الحساس لمعرفة قدرات القائد وثباته ورباطة جأشه على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب والدقيق.

كثيرة هي المرات التي داهمت المخاطر حياة وتحركات الشهيد ابو منير ذات يوم  من ايام الجهاد والنضال التي خاضها الشهيد مع مرافقيه وهي كثيرة خلال سنوات الحرب منذ بدايتها حتى استشهاده رحمه الله اذ لا يخلو اسبوع من صولات وجولات لهذا البطل .

تمكن العدو من تطويق اللواء الذيباني ومن معه في إحدى معارك الصحراء، ثبت القائد وثبت من حوله وقوى عزائمهم وبقدرات القائد الاستثنائي قيم الموقف وقرر ان يخترق صفوف العدو مع مرافقيه ،ويفك حصاره بنفسه مثل ابو منير لم يخلق للأسر هو دائما يضع نفسه بين خيار النصر او الشهادة ليس في قاموسه ان يسلم رقبته  للعدو الفاجر ،هو يدرك ماذا يريد؟ واين يضع قدماه؟ وبجرأة اذهلت الجميع .

اصدر توجيهاته للاتجاه نحو صفوف العدو والاستعداد لمواجهة الموت بشرف وبسالة او انتزاع الحياة من انياب العدو ببسالة وشجاعة واخترقوا صفوف العدو ودخلوا معه في اشتباك مباشرة ما فاجأ العدو الذي ظن انه قد احكم السيطرة وان صيده الثمين غدا في قفص الاسر وبحركة سريعة بالطقم المسلحة مع زخات من الرصاص المتواصل اختراق التطويق الذي فرضه العدو وكسر الحصار وتعدى الكمائن وفك عن مجموعته  طوق محكم قدم خلالها شهيدا مجيدا من مرافقيه وحافظ على جثته واصيب أربعة بجراحات بالغة اخذهم الى المستشفى وقام لإسعافهم بنفسه وكانت جروحهم نازفة واطمأن عليهم وتابع معالجتهم في عملية فدائية  كانت النجاة فيها من الاسر او الموت المحقق في عداد المستحيلات انه الفادي ابو منير الذي نذر حياته للبطولة في مواطن العزة فسجل اسمى معانيها ونقش بحرف من نور ونار مآثرها المجيدة في سفر النضال الوطني الخالد .

الإرادة والبسالة مفتاح النصر

يروي العميد الركن حيدر محفل مدير دائرة المشاة بوزارة الدفاع التابعة لهيئة العمليات التي يترأسها اللواء الركن ناصر الذيباني انه في ذات يوم انطلقا  معا بناء على طلب رئيس هيئة العمليات الى الكسارة وعند وصولهم الى مفرق هيلان  كانت مدفعية العدو وعياراته من الهاونات تمطر المكان بالقذائف يمنة ويسرة كان ابو منير ثابت الجنان ولم يلحظ عليه اي تأثير ،معنوياته عالية وايمانه عميق بان الحياة والموت بيد الله وهو ما جعله لا يلقي بالا لتلك النيران وعلى يمين ملبودة. وامام تبة جلسا معا حتى الفجر يرقبون المعركة ورئيس الهيئة الشهيد الذيباني يوجه المواقع ويتابع النتائج.

وفي مفرق هيلان كان هناك اعداد من المقاتلين عائدين من المعركة بعد ليلة مرهقة اصدر الشهيد التوجيهات بمواصلة القتال واستمرار الهجوم على مواقع العدو وتحصيناتها وابلغ الشباب المنسحبين بضرورة مواصلة القتال الا انهم واصلوا الانسحاب نحو الخطوط الخلفية ، اتجه القائد ومعه كل من العميد حيدر احمد محفل واللواء البحش واللواء عمر سجاف الى مواقع الصلصال وكانت قذائف  الهاونات  تسقط في كل مكان حولهم كالمطر رأى الجميع ان العودة والانسحاب خيار اضطراري و مواصلة التقدم مخاطر محققة وهنا صرخ الشهيد قائلا : الان جاءت الفرصة الحقيقية للنصر وتطوير الهجوم والهاونات من هيلان تقوم بالتغطية  ورفض العودة مع الاصرار  منه والتقدم في اتجاه العدو لم يكن لاحد خيار  التراجع تقدم الجميع  نحو خوض المعركة وكروا عندما رأوا ثباته وشجاعته وقوته وإصراره دارت معركة حامية الوطيس شديدة الظروف عندها تأثر الشباب المنسحبين الذي ارهقهم القتال ليلا بهذا الموقف الشجاع والتحقوا بالمعركة ودار القتال الشديد حتى الظهيرة وحققت المعركة نتائج ممتازة تم خلاله الاستيلاء على مواقع الصلصال والقوة التي كانت تحت امرة ابو منير هي من الضباط المذكورين ومرافقيهم لا تتعدى  عشرين  مقاتلا والشباب المنسحبين المواقف العملية وارادة القتال الفولاذية والمبادرة في تقدم الصفوف  من قبل ابو منير حمست الجميع وخلقت فدائية حققت النصر.

فدائية لإنقاذ المحاصرين

فدائية ابو منير وحرصه على المقاتلين وتأمين حياتهم وانقاذهم تتجلى في مواقف كثيرة وجبهات عديدة طوال فترة الحرب انقذ الكثير ممن وقع في قبضة العدو يروي مرافقيه انه في احد ايام الحرب في جبهة صرواح اثناء تقدم قوات الجيش الوطني للهجوم على قوات وتحصينات ومواقع العدو في جبل الاشقري بدأ الهجوم من بعد منتصف الليل وكانت معركة قوية وجبل الاشقري جبل شاهق والتضاريس صعبة والمواجهة مزروعة بالألغام والمتفجرات على طول خطوط الهجوم ومواقع العدو محصنة بالكامل وبدرجة عالية استطاع ابطال من قواتنا في هكذا وضع وتمكنوا من الوصول الى متارس العدو والسيطرة على اطراف من الجبل فقام العدو بالانسحاب الي منتصف الجبل ثم انتظر التعزيز وشكل التفافا على الافراد الذين في مقدمة الجبل والضرب عليهم من الخلف بنيران كثيفة ومن مختلف العيارات استشهد وجرح البعض من قواتنا كانوا ينادون للقوة التي تم الاتفاق انها تهجم من الجهة المقابلة والتي تم التفاف عليه من قبل العدو تعالت النداءات بطلب التعزيزات وفك الحصار عن القوات المحاصرة وانقاذ  الجرحى واخلاء الشهداء وكان القائد الذيباني ومرافقيه في الجبل المقابل لهم يدير المعركة من هناك وكان يسمع جميع النداءات نادى بقائد المجموعة المعززة ادخلوا عززوا القوات التي يحاصرها العدو  ردت قيادة التعزيزات ان القوات المعززة اصبحت في وضع مكشوف لنيران العدو وان مواصلة الهجوم يعرضها للنيران الكثيفة المباشرة وانها لا تستطيع التقدم  وكان الوقت بعد الفجر مع بزوغ الضوء نهض القائد وأخذ بندقه ونزل من التبة مسرعا تجاههم مع ثلاثة من  المرافقين الذين التحقوا به وكانت الطريق معظمها مكشوفة للعدو فكان يضرب بكثافة بتجاه القائد ومن لحق به كانوا مسرعين بعد القائد الذي تقدمهم مسرعاً باتجاه افراد القوة المحاصرة  لتعزيزهم بنفسه نزل رحمه الله  من بداية  السائلة في مكان مستور عن رقابة العدو تقدم القائد قبل الجميع  وابلغ مرافقه بالانتظار بعيدا عن الألغام، وتقدم امام المرافقين  وقال لهم اتبعوا الخطوات التي اخطوها في المكان الذي اضع اقدامي  عليه  او المكان  الصلب وصلوا الى  منتصف السائلة وبدء الانكشاف امام قوات العدو  وعاد الضرب بالنيران الكثيفة على القائد ومجموعته الصغيرة  حول المرافقين  منع القائد من التقدم لكن لم يستطع احد اثنائه  عن التقدم  واصل  التقدم مع افراده حتى وصلوا الى مكان مكشوف  يتعذر معه  التقدم نظرا لكثرت النيران  على هذا المكان وفي موقف كان الموت محققا نظرا لكثافة النيران والقرب من العدو اصر الثلاثة المرافقين ومنعوا القائد من التقدم واتخذوا وضع القتال. والتمترس في المحيط وبدأ الاشتباك مع احد المجموعات المحاصرة لقواتنا والتي اتجه الشهيد لفك الحصار عنها طلب القائد التعزيز بمعدل كان الوضع صعبا لم يستجب احد من قواتنا المتمركزة في مواقعها لم يستجب لنداء القائد احد من قادة الجبهات وقادة الالوية المتمركزة خلفنا   عندها قرر القائد الاتجاه يمين كان في قرن تبة مطلة ومسيطرة على السائلة تتتبع قوات الجيش الوطني ولم يكن هناك وقت للتنسيق والترتيب.

كان الجميع من يطل الوادي يشاهد المعركة التي يخوضها ابو منير مع ثلاثة من افراده  وبعد عناء وجهد شديد وصلت المجموعة الى التبة المقصودة والتي تتبع قواتنا  وسط ازيز الرصاص الكثيف والهاونات  التي غطت المكان من كل اتجاه ومن خلال الارض المزروعة بحقول الالغام وصل القائد.

وتم تثبيت المجموعة من قبل الخدمات ووجهوا  السلاح على القائد  ورفاقه حتى عرفوا انه ابو منير ورفاقه وسمح لهم  بالمرور وعند سؤالهم عن عدم التغطية اجابوا لم يكن لديهم اوامر تزودت المجموعة بالذخائر من الحراسات وشاركوا بتغطية بالعيارات حتى تم اخلاء  بعض الجرحى والشهداء في موقف اسطوري سجله البطل ورفاقه .

ثبات أمام المخاطر

جولات مكوكية لا تنقطع من جبهة الى اخرى ومن موقع الى الذي يليه وحركة دؤوبة بين محاور القتال هذا هو برنامج الشهيد ابو منير طوال سنوات الحرب فهو ما قاد معركة بنفسه الا ويتقدم الصفوف او يقود  اول مجموعات التعزيز لتثبيت الابطال ومواصلة القتال او على رأس لجنة أركانات لترتيب جبهات ومحاور القتال يروي العميد حيدر محفل : العديد من المواقف وهو ضمن لجان وتحركات بقيادة الشهيد ومن تلك المواقف  في أحدي المرات  عند اقترابهم من الحد الامامي في احد الجولات وضربت عليهم الهاون عدة قذائف وطلبوا من  ابو منير الابتعاد عن مسرح الاستهداف لكنه رفض وأصر على مواصلة المهمة في ذات نطاق القصف قائلا  “الموت محدد بأجل واذا برحنا في المكان سيهتز القوم ” وامام اصراره استمرت المهمة وحققت أهدافها.

ويضيف انه كان مع الشهيد ذات مرة في مهمة في جبل مراد لمعالجة بعض الاختلالات فتم زيارة الجبل والذهاب الى كل موقع والالتقاء بالمعنيين ومعالجة جميع المشاكل وترتيب اوضاع الجبهة وأثناء المرور بالمواقع كان هناك مواقع قريبة من قناص العدو فكان يطرح له نتجنب التحرك في مرمى القناصين فرفض وتحرك الجميع عند اصراره دون أن يعبأ بالقناصين علما أن الجبهة قبل ترتيبه كادت أن تسقط وبعد الترتيب ثبتت لمدة سنة واكثر.

الكسارة  صناعة النصر

من المواقف البطولية انه في جبهة الكسارة ومع عدد من الضباط تم استطلاع مسرح العمليات ومواقع العدو وعمل تقدير موقف ومن ثم اعداد خطة لعمل عسكري يربك العدو وافتتح  المعركة  في مفرق هيلان واستمرت  حتى الصباح وعند بواكير الفجر تحرك الشهيد ومجموعة الضباط معه  وكانت القوات في حالة ارهاق وتعب وبدأ بعض الأفراد بالانسحاب  وكانت معنوياتهم منهارة حاول الشهيد تشجيعهم ورفع المعنويات دون جدوى فتقدم مع مرافقيه نحو خطوط التماس وخاض معركة بطولية وسط لهيب النيران وقذائف المدفعية وحقول الالغام لم ينكسر رغم صعوبة الموقف ولم يتراجع رغم اصرار من حوله هذا الموقف الشجاع قلب الموازين وحول الانكسار الى مغالبة مع العدو تشجع الجميع وارتفعت المعنويات وتحول الموقف وتغيرت المعادلة والتحم الجميع وعاد المنسحبون بعد ثقتهم بالنصر واطمئنانهم لصلابة القائد وابلت جميع النيران ومن عليها والعربات وأسلحة المعدلات بلاء حسنا فكانوا يجوبون المكان من مكان الى اخر وتم كسر العدو وتم استعادة المواقع وتثبيت الجبهة وتحقيق انتصار حاسم عزز من تواجد القوات و تثبيت الدفاعات واستقرار وضع الجبهة وواصلت صمودها ضد زحوف الكهنوت.

مواقف صلبة

المناضل الجسور والرمز الخالد ابو منير  في كل الجبهات كان لحضور الشهيد دور بارز في رفع المعنويات  وشد العزائم  في التراجعات يمثل  وصوله للجبهات إيذانا في استعادة كل المواقع وهو ما كان يحدث في نهم وصرواح  والبيضاء والماهلية و في عقبة القنذع في الكسارة  في كل الجبهات دون استثناء.

ويروي العقيد الدكتور صالح القطيبي نائب مدير المركز الاعلامي للقوات المسلحة بقوله: عندما كان ابو منير يشغل موقع رئيس هيئة العمليات لفترات متفاوتة كانت الجبهات التي تشتد فيها المعارك وتحمى عندها وطيس الحرب كان المقاتلين ينتظرون مقدمه كجيش مكتمل تتعزز به المعركة وعند حضوره يتحول التراجع الى تقدم والانكسار الى انطلاقة نحو قلب المعركة.

ففي إحدى المعارك التي تراجعت فيها قواتنا في سوق قانية وبالتحديد جبل العر حيث استطاعت مليشيات الحوثي  بهجوم مباغت ومكثف وبأعداد كبيرة من السيطرة على بعض المواقع وتراجعت قواتنا فما ان  وصل القائد ابو منير حتى ارتفعت المعنويات وتم ترتيب الصفوف واستعادت قواتنا زمام المبادرة وهب القوم واستعادوا  جبل العر وحرروا مواقع اخرى في اتجاه اليسبل وفي كثير من الجبهات لقد أعطى الله ذلك الرجل من الكاريزما والقدرة الهائلة على التأثير على القوات وانعاش روح المقاومة والبطولة فيها الشيء الكثير.

في الكسارة هجمت المليشيات الحوثية واستولت على احد المواقع فما كان من الشهيد رحمه الله الا بادر وقام بحركة هجوم والتفاف مع اربعة من مرافقيه واستعاد الموقع بكل جرأة وعزيمة وثبات  وقد قام القناصين لقوات المليشيات بمحاصرة الشهيد ورفاقه حتى الليل ولم تتمكن قواتنا من امدادهم بالمؤن والذخائر الا عن طريق التسلل بعد ان غربت الشمس وارخى الليل سدوله. ورفض الشهيد ان يخرج من الموقع الا بعد ان سلمه لقوة كافية مع جميع  متطلبات الدفاع والثبات حتى لا يسقط مرة اخرى.

القنذع أولويات القائد

كان من صلب برنامج وحركة الشهيد ان يكون قريبا من الجبهات والمواقع ما ان يتناهى الى سمعه سقوط موقع هنا او التراجع عن تبة هناك حتى يبادر بنفسه ومرافقيه لتعزيز تلك الجبهات او يخوض معارك فردية بقوة محدودة لاستعادة تلك المواقع .

في عقبة القنذع في جبهة البيضاء تلقت قواتنا هجوما من مليشيات الحوثي على قواتنا واحتلت بعض المواقع التي حررتها قواتنا وسيطرت عليها وعند وصول الشهيد شاهده الكثير من الافراد وهو يحمل مدفع بي عشرة ويهجم مع قواته واستطاع  ويشهد العقيد الدكتور صالح القطيبي نائب مدير المركز الاعلامي للقوات المسلحة شهادة لله انه بأم عينيه شاهد الشهيد ابو منير يحمل مدفع بي عشرة على كتفيه ويتبعه مرافقيه واقترب من المواقع التي احتلتها المليشيات وامام ضرب وشجاعة ابو منير ومرافقيه شاهدنا عناصر العدو تفر من مواقعها على وقع ضربات القائد الهمام وتم استعادة المواقع بفضل الله عز وجل وتوفيقه ونصره وبفضل ثبات وقتال القائد ناصر الذيباني رحمه الله في عقبة القنذع في معركة محفورة في ذاكرة وتاريخ كل من كان متواجدا في تلك المعركة او يرمقها من بعيد ومن خطوط الدفاع كما هي محفورة في ذاكرة افراد المليشيات الذي اذهلهم جرأة وشجاعة القائد ابو منير رحمه الله.

صمود في أصعب المواقف

في الظروف العصيبة التي مرت بها مأرب بعد ان حشدت لها المليشيات الحوثية الطائفية حشودا كبيرة وجهزت لمعركة اسقاط مأرب والاستيلاء على منشآت صافر النفطية وفتح جبهات متعددة للضغط على المدينة الصامدة في الفترة ما قبل استشهاد اللواء الركن ناصر الذيباني والذي كان يتحرك في كل الاتجاهات وبمختلف المسارات متنقلا بين الجبهات يرتب الدفاعات ويشرف على اعداد التحصينات كان تركيز العدو على احد اهم الهيئات الحاكمة وخط الدفاع المباشر لمدينة مأرب وتسمى ملبودة والمتقابلة مع  حمة الذياب والمطلة على وادي الرخيم كان العدو يقصف ويدفع بانساق هجوم متتالية  وبعد قتال مرير ودفاع مستميت استطاع العدو السيطرة على ملبودة التي كانت تقاوم ببسالة وفي المواقع التي تواجد فيها ابو منير وقاتل فيها ودافع عن حمة الذياب باستمراره ولم يستطع العدو السيطرة عليها الابعد استشهاده لأنه رتب القتال والدفاع  بشكل محترف وظل يتابع ويطور التحصينات باستمرار وبموته سقطت وهي ذات بعد استراتيجي ومؤثر على خطوط الدفاع ،كان رحمه الله يستميت ويجترح الانتصارات والثبات في اقسى الظروف واشد الاوقات العصيبة.

محارب أسطوري

خلد أفضل المواقف واروع البطولات  في سبع  سنين كاملة أو تزيد في مواجهة المشروع الإمامي الكهنوتي البغيض المدعوم من ملالي إيران وحوزة التشيع الطائفي المتعصب صال وجال في مختلف جبهات القتال بشجاعة نادرة وبطولة اسطورية وفي مأرب ارض الحضارة والمجد التي أخذت نصيبا وافرا وحظ كبيرا من جهده وجهاده وشيئا من عرقه وكل دمه.

الذيباني قائد استثنائي، ومحارب صلب وفدائي متهور في الاقدام حداً لا يجاريه فيه احد يعشق دائما مقدمة الصفوف يخترق في احيان كثيرة مفردا بنفسه تحصينات العدو ويشتت عناصره الإجرامية ويمزق جموع الباطل ،رأت فيه المليشيات المتمردة أسدا هصورا تهاب بأسه عند كل موقعة ومعركة تتزلزل اقدام العدو عند جلجلان صوته.

حافظ الشهيد الذيباني على نهج البطولة الذي اختطه لنفسه وفي كل الجبهات التي تنقل فيها قائدا ومخططا ومنفذا للعمليات الحربية ومقاتلا هصورا لقن فيها المليشيا الإرهابية الحوثية دروسًا لا ولن تنساها اذاقها في كل معركة موتاً زؤام اذل جموعها وكسر كبرياء غرورها فختم الله له فيها بوسام الشهادة ومجد الدهر وعزة المؤمن وكرامة الشهيد.

قاد معركته الأخيرة بشراسة المحارب الاسطوري وشجاعة القائد الذي لا يهاب المنون أرعب جحافل الإرهاب الحوثية، وحقق نصرا عظيما اجبر فلول الغزاة على التشرد في الفيافي والقفار مدحورين وحقق خلودا في الذاكرة الوطنية يستعصي على النسيان فكان نجما  ملهما في عالم الشهادة ومن فراديس الغيب ما كان لمثل هذا القائد العظيم أن يموت إلا واقفاً..

لعمرك هذا مماتُ الرجال..

ومن رام موتاً شريفاً فذا..


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : مصادر محلية : قصف إسرائيلي يدمر برج مطار صنعاء الدولي وطائرات في المطار المدني

الشاهد برس | 1066 قراءة 

الخلافات تدفع أحد أعضاء الرئاسي لإعلان انسحابه ومغادرة الرياض

نافذة اليمن | 906 قراءة 

الكشف عن أسباب انسحاب ‘‘عيدروس الزبيدي’’ من اجتماعات مجلس القيادة الرئاسي في الرياض

المشهد اليمني | 685 قراءة 

الكشف عن موعد الهجوم الإسرائيلي الكبير على اليمن.. وصحيفة عبرية تكشف عن أهداف حساسة

المشهد اليمني | 667 قراءة 

تحذيرٌ رسميٌّ مهمٌ جداً من العاصمة صنعاء لكافة اليمنيين يخُصُّ ما يحدُثُ الليلةَ

نيوز لاين | 552 قراءة 

عقب ٤١ يوم من اختفائة .. العثور على الطالب المفقود في مديرية #يهر في وضع مؤسف؛ ماذا يحدث؟

كريتر سكاي | 525 قراءة 

عاجل:الكشف عن عدد الغارات على صنعاء وانباء عن سقوط قتلى وجرحى

كريتر سكاي | 449 قراءة 

كان يبحث عن قيمة ‘‘الطحين’’ .. القبض على ‘‘سارق قات’’ وضربه وكسر يده ودخوله في غيبوبة (فيديو)

المشهد اليمني | 448 قراءة 

توتر في ذمار ينذر بطرد الحوثيين من المحافظة.. ماذا يجري في الحدأ

نافذة اليمن | 425 قراءة 

البيضاء وتعز وإب خارج السيطرة.. جماعة الحوثي تواجه تصعيدا شعبيا غير مسبوق في مناطق سيطرتها !

العين الثالثة | 415 قراءة