حكاية ولي الله الكدُومَة (الحلقة التاسعة)

كان أول شيئ فعلته المراة البيضاء حين ابصرته يمشي في الرصدة أمام كلية البنات في الحد الفاصل بين كريتر وخور مكسر هو انها خففت من سرعتها وراحت تقيسه من الخلف  وتتفحصه ومالبثت ان أوقفت سيارتها واشارت اليه أن يصعد وصعد قاسم الأهبل وهو يتصبّب عرقا وراحت المراة البيضاء تتأمل وجهه المنعكس في مرآة سيارتها ورات انه اكثر وسامة من زوجها المتوفي واصغر منها باكثر من خمسة عشرة عاما وبعد دقائق وجد قاسم الاهبل نفسه في منطقة لم يسبق له ان عرفها وسمع بها وكانت بيوتها عبارة عن فلل من دور ودورين وفي غاية الجمال وسكانها كلهم بلون المرأة البيضاء التي التقطته..

وامام فيللا مكونة من دورين أوقفت سيارتها وطلبت من قاسم أنن يتبعها ومضى قاسم خلفها كالمسحور وبعد دخوله وصعوده إلى الدور الثاني طلبت منه المرأة البيضاء ان يستريح في الصالة واحضرت له كوبا من عصير الليمون وبعد أن انتهى من شربه طلبت منه أن يدخل الحمام ليستحم وأعطته منشفة وملابس ليلبسها بعد الحمام. وفيما هو يستحم دلفت إلى المطبخ فاخرجت من الثلاجة طعاما وقامت بتسخينه وخرج قاسم من الحمام وهو يرتدي ملابس نظيفة ومكوية وعلى مقاسه وبعد الحمام احضرت المرأة الطعام وزجاجة نبيذ وكأسين وراحت تصب له وتملأ كأسه ولاحظت المرأة البيضاء بانه يشرب النبيذ كمايشرب الماء لكن الشيئ الذي استغربت له اكثر هو أن قاسم الاهبل ترك لحم الخروف وراح يمد يده نحولحم الخنزير وحين نبهته وقالت له بأنه لحم خنزير واصل الأكل وهي مذهولة من كونه يأكل لحم الخنزير وهو مسلم  حتى لقد اعتقدت بأنه أصم.

ولم تكن المرأة البيضاء تعرف بأن الرجل الذي التقطته اهبل وقليل عقل وحتى بعد أن تكلمت معه لم تفهم من كلامه انه اهبل ولم يكن بمقدورها ان تكتشف ذلك.

كان هو يتكلم بلهجة القرية وكانت هي تتكلم  بلغة هي خليط من لهجات حضرموت والمهرة ويافع وشبوة. وكانا بالكاد يفهمان بعضهما وكان الصمت حاضرا بينهما طوال جلسة الغدا باستثناء كلمات قليلة تبادلاها وبعد أن انتهيا من الأكل اقتادته إلى غرفة الضيوف ليرتاح لكن قاسم الاهبل لم يكن من عادته النوم بعد الغدا ومع ذلك استلقى على السرير. ثم مالبث أن نام نوما عميقا بفعل التعب ودسومة الغدا وكذا بفعل المكيِّف.  وكانت تلك أول مرة في قيظ صيف عدن ينام في غرفة مكيَّفة. وفي المساء عندما افاق من نومه وخرج للصالة وجد قارورة ويسكي فوق الطاولة  وسمع المرأة البيضاء تطلب منه وهي تسرِّح شعرها وتتزين في غرفة نومها ان يبدأ في الشرب ويعتبر نفسه في بيته وفرح قاسم حين ابصر زجاجة الويسكي بدلا من زجاجة النبيذ وصب لنفسه كأسا وبدأالشرب.  وعندما حضرت المرأة البيضاء كان قد شرب ربع الزجاجة حتى أنه حين أبصرها تجلس قبالته وهي بكامل زينتها لم يصدق أن هذه المرأة الفاتنة شبه العارية هي نفسها التي التقطته واركبته بسيارتها.  لقد بدت له أجمل وأصغر وأكثر انوثة وخامره شعور بأنها ملكة النصارى وقال يحدث نفسه:

– ماتشتي مني ملكة النصارى؟ وليش شلتنا من الرصدة ودخلتنا قصرها ؟.

كانت الخمرة قد لعبت بعقله الأهبل واقنعته بأن المرأة التي تجلس بجانبه على الطاولة هي ملكة النصارى.  وحين أبصر نهديها يفيضان وينسكبان خارج حمالة النهدين راح يحملق فيهما ثم وقد ضبطته متلبسا بالتلصص على نهديها لم يشعر بأي حرج وظل يحملق فيهما بشراهة. وحتى توقف نظراته النهمة راحت تسأله عن اسمه وعن حياته  وعما جاء به ادإلى عدن وعندما أخبرها بأنه جاء من قريته للبحث عن الحقيقة استغربت من رده وراحت تعيد عليه السؤال اعتقادا منها بأنها لم تفهم قصده وبعد أن اعاد عليها نفس الجواب أدركت بأنها أمام رجل مختلف عن بقية الرجال الذين تلتقطهم في طريق عودتها إلى بيتها في خورمكسر . فجميعهم -قالت لنفسها- يأتون إلى عدن بحثا عن عمل وهو الوحيد الذي جاء من قريته في الشمال للبحث عن الحقيقة.

وخامرها شعور بأن المسيح نفسه هو من أرسله ووضعه في طريقها وقالت له  وهي تملأ كأسه:

– “الحقيقة التي تبحث عنها ياقاسم لن تجدها إلا في دين المسيح”

وسألها قاسم الأهبل عن المسيح ومن يكون ؟

واستغربت المرأة البيضاء جهله بالمسيح فقد كانت على يقين بأن المسلمين حتى اكثرهم جهلا يعرفون المسيح ويقدسونه.

وعندما قالت له بأنه ابن الله سألها إن كان المسيح يكره الهبلان ولديه خطة للقضاء على ذريتهم وقطع نسلهم!!.

ومع انها لم تكن تعرف معنى كلمة هبلان الاانها قالت له:

– “لا ياقاسم  المسيح اله المحبة وهو يحب الهبلان ولايكرههم”.

واردفت قائلة له:

– “الحقيقة ياقاسم هي المسيح.. أنت تبحث عنه وهو يبحث عنك”.

  وراح قاسم الأهبل يتساءل قائلا بينه وبين نفسه:

– ليش المسيح يبحث عني؟  أيش يشتي مني؟.

ولحظة أبصر صورة معلقة في الصالة سألها إن كانت تلك الصورة المعلقة في الحائط هي صورة المسيح!!

قالت له وهي مستفزة من سؤاله الأهبل:

– “هذي صورة زوجي ياقاسم”.

وحتى تبدد جهله راحت تكلمه عن المسيح المصلوب.

وسألها قاسم عما تقصده ب المسيح المصلوب!!.

فقالت له بان المسيح مات مصلوبا على الصليب .

وسألها قاسم عن الصليب. فاخبرته بانه  آلة من خشب صلبوه عليها وسمروه بالمسامير.

ولكي تقرِّبه اكثر من معاناة المسيح أرته تمثالا في الصالة للمسيح المصلوب والدم ينزف منه وحينها تماهى قاسم  مع المسيح ومع آلامه وتألم واكتسى وجهه بالألم. وعندما لاحظت المرأة البيضاء بأن قاسم الاهبل شعر وأحس بمعاناة وآلام المسيح وضعت كفها في كفه وضغطت عليه ضغطا خفيفا وادرك قاسم من ملامستها له بان الحقيقة التي خرج من قريته للبحث عنها موجودة وقريبة منه وشعر من ملمسها بانها ليست بيضاء فقط وانما هي ناعمة  وملساء ورطبة ولها  ثديان عظيمان.وولحظتها أنعظ إنعاضا شديدا ولأن عقله في رأس ذكره  أخرج عضوه من مخبئه وسحب يدها من يده ووضعها فوقه وتفاجأت المرأة البيضاء بجرأته واستغربت من ضخامة عضوه وكانت تلك اول مرة في حياتها تبصر عضوا بذلك الحجم لكنها استغربت اكثر حين أبصرت عضوه مكتملا ومحتفظا برأسه. خصوصا وانها كانت تعرف بأن العرب مولعون ليس فقط بقطع رؤوس من يعارض سلطتهم وانما بقطع رؤوس إيورهم.

وحين سألت قاسم الاهبل عن السبب في أن عضوه محتفظ برأسه وهو مسلم  أنكر أنه مسلم وقال لها بأن الهبلان ليسوا مسلمين.

واستغربت المرأة البيضاء من كلامه وطلبت منه أن يوضح لها لماذا الهبلان ليسوا مسلمين؟!.

قال لها قاسم وهو يضغط على يدها القابضة على عضوه:

– “المسلم زبه مقطوع ادأنا زبي مثلما خلقه ربي”.

وفهمت المراة البيضاء من كلامه بأن الهبلان طائفة من الطوائف الاسلامية لاتؤمن بالختان. وسألته عن معابدهم وهل لهم معابد خاصة يصلون بها!!.

وقال لها قاسم بأنهم يصلون في بيوتهم “صلاة الهبلان”.

وكانت كلمة الهبلان التي يكررها قاسم في كلامة كلمة جديدة عليها وغير مفهومة ولم يسبق أن سمعت بها ولأنها لم تفهم معناها طلبت منه ان يصلي أمامها لترى كيف هي صلاة الهبلان !!.

وحينها نهض قاسم الاهبل من كرسيه وحملها بين ذراعيه ومضى بها الى غرفة نومها ولحظتها  شعرت المرأة البيضاء بالخطر وبأنها أمام رجل متوحش وهمجي يحاول اغتصابها و إذلالها وإهانة كرامتها في بيتها وهوفي ضيافتها فكان أن راحت تقاومه وتعضُّه وتشتمه وتطلب منه ان يتركها لكن قاسم الاهبل بعد أن رأى تمثال المسيح المصلوب صلبها فوق سرير نومها وسمرها بمسماره وشل حركتها وكانت المفاجأة التي لم تتوقعها هو ان قاسم الاهبل فعل بجسدها نفس مايفعله يسوع المسيح بروحها.

وبدا لها بأن قاسم الاهبل رجل خُلق للنكاح لكأن النكاح مهنته ومعجزته ومجال تفوقه ولشدة ماكانت ممتنة ومنتشية ومنسحرة بالطريقة التي ضاجعها بها ازدادت يقينا بأن المسيح هو الذي أرسله إليها ليخلصها من كل الرجال الذين انتهكوا جسدها وروحها وباعدوا بينها وبينه.

وكان أن اكرمته ليلتها وأعدت لها عشاء دسما وبعد ان جهزت له العشاء ووضعته أمامه على الطاولة دلفت الى المكتبة للبحث عن  حقيقة وديانة هذا الرجل الغامض الذي ينتمي إلى طائفة الهبلان. وبعد دخولها مكتبة زوجها رجل المخابرات والباحث في لهجات حضرموت والمهرة ويافع وشبوة وغيرها من اللهجات اليمنية تناولت معجما من أحد رفوفها ومن تأليف زوجها وفتحته وراحت تقلِّب صفحاته وتبحث عن معنى الكلمة:  أهبل.. هبلان.. وعندما عرفت  بان الرجل الذي التقطته رجل ابله ومهبول ومعتوه وناقص عقل ساورها شعور بالخوف منه  ووسوس لها عقلها ان تتخلص منه بنفس الطريقة التي تخلصت بها من الرجال الذين سبقوه لكنها  وهي تسترجع مشاعرها واحاسيسها وانفعالاتها وتلك الذروات من النشوة التي بلغتها وسقوف اللذة العالية التي لامستها ادركت بأن  قاسم الأهبل ينا سبها وعلى مقاس شبقها وأنه الرجل الوحيد القادر على إشباع نهمها للجماع وليلتها صار لديها مايشبه اليقين بأن المسيح هومن وضعه في طريقها. وقررت أن تضرب عصفورين بحجر أن تقنعه باعتناق المسيحية ويكون زوجا لها ينكحها بالحلال ويغنيها عن جميع الرجال.