العربي نيوز:
أعلن زعيم جماعة الحوثي، موقفا مفاجئا من اسقاط نظام بشار الاسد، واستلام المعارضة حكم سوريا الجديدة، في سياق تعليقه على التطورات المتسارعة في سوريا، وانعكاساتها المتوقعة من مراقبين دوليين واقليميين على اليمن، وسلطة الجماعة.
جاء هذا في خطاب متلفز، القاه عبدالملك الحوثي، وبثته قناة "المسيرة" الناطقة باسم الجماعة، مساء الخميس (12 ديسمبر)، أعلن فيه أن موقف جماعته "لا يتأثر بأي اعتبارات اخرى عدا استهداف العدوان الاسرائيلي لأرض عربية وشعب مسلم".
وقال: "نؤكد وقوفنا مع سوريا ومع الشعب السوري وأن موقفنا لا يتأثر بمن يسيطر أيَّا يكن". لكنه انتقد ما سماه "التسامح الكبير الذي تبديه معظم الأنظمة العربية والإسلامية تجاه إسرائيل والولايات المتحدة، والذي يفوق في كثير من الأحيان تسامحها فيما بينها". حد قوله.
معتبرا أن "موقف بعض القوى والجماعات تجاه العدو الاسرائيلي وأمريكا يتجاوز حتى حدود التسامح مع أقرب الناس إليهم"، في مقابل ما وصفه "قسوة وشدة بعض الأنظمة والجماعات مع فئات أخرى داخل الأمة، وهو ما يثير الدهشة والاستغراب". حسب تعبيره.
وخاطب الحوثي المعارضة السورية وقوات فصائل تحرير الشام التي اسقطت نظام الاسد، بأنها "أمام اختبار حقيقي تجاه العدوان الإسرائيلي والقضية الفلسطينية". منتقدا ما سماه "غياب المواقف القوية والواضحة تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين ولبنان وسوريا".
زعيم جماعة الحوثي، هاجم في خطابه ما وصفه "الحضور القوي لعناوين الفتنة بين أبناء الأمة". و"غياب عناوين الوقوف في وجه الظلم والجهاد في سبيل الله والعروبة والأمن القومي العربي، واستبدالها بالصمت والجمود". في اشارة للعدوان الاسرائيلي على سوريا.
وقال: "إن العدو الإسرائيلي يمثل خطرًا حقيقيًا على الأمة بكل أطيافها ومذاهبها واتجاهاتها". معلقا على التطورات التالية لاسقاط الاسد بأن "ما حدث من العدو بعد سيطرة تلك الجماعات على سوريا يُثبت أن القضية ليست ملاحقة إيران كما يُردد العدو الإسرائيلي".
مضيفا: إن استهداف العدو الإسرائيلي لسوريا رغم عداء تلك الجماعات لإيران يُؤكد أن من يتبنى موقف عدم المعاداة لإسرائيل هو أيضًا في دائرة الاستهداف". وأردف: "إن هذا الاستهداف ليس مسألة عادية، بل يخدم الأهداف الإسرائيلية الأمريكية بشكل مباشر".
وتابع الحوثي معلقا على اجتياح قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي الاراضي السورية بأن ذلك يكشف عن مؤامرة تستهدف شعوب المنطقة وبلدانها، وتسعى إلى جعلها مُستباحة للإسرائيلي والأمريكي، وخاضعة لهما بشكل مطلق. ضمن مايسمى "الشرق الاوسط الجديد".
مطالبا المعارضة السورية بأن "تحضر التكبيرات والبنادق والرايات في مواجهة الجنود الإسرائيليين، وأن تواجه الجماعات التي سيطرت على سوريا الاجتياح الإسرائيلي بكل قدراتها". مردفا: لو واجهته "فذلك كان سيرفع من قدرها ويعزز من دورها وحضورها وهذه مسؤولية".
وحذر من سعي اليهود لإقامة "إسرائيل الكبرى" التي تشمل أجزاء واسعة من المنطقة. متحدثا عن أن العدو الإسرائيلي يطمع في المنطقة المحيطة بفلسطين، وأن هذا الطمع يتجلى في برامجه التثقيفية والإعلامية وخططه السياسية ومؤامراته المشتركة مع الولايات المتحدة.
كما حذر الحوثي من أن إسرائيل تعتبر التطورات في سوريا فرصة لإنهاء اتفاقية فض الاشتباك، بل وتسعى لخلق المزيد من الفرص لاستغلالها ضد شعوب الأمة. وأشار إلى اعلان رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بأن سقوط نظام الأسد يخلق فرصًا جديدة ومهمة لإسرائيل.
وقال: إن هذه الفرص قد تم استغلالها بالفعل. والعدوان الإسرائيلي على سوريا اتخذ اتجاهين: الأول، توغل قواتها في العمق وصولًا إلى الاقتراب من ريف دمشق، والثاني، تدمير المقدرات العسكرية السورية، حيث قدرت المعلومات أن جيش العدو الإسرائيلي يبعد 25 كيلومترًا عن دمشق.
مشيرا إلى أن إسرائيل بتوغلها لم تبالِ بالقوانين والأعراف الدولية ولا مواثيق الأمم المتحدة، وأنها تسعى لاحتلال البلدان متى توفرت لها الفرصة، بل وتسعى لصناعة هذه الفرص وتهيئة الظروف لتنفيذ مخططاتها. ولفت الى الاحتلال الأمريكي في سوريا، الذي يتركز على منابع النفط ونهبه.
ووصف الحوثي العدوان الإسرائيلي على سوريا بأنه "الأكبر جوًا منذ نشأة الكيان الإسرائيلي، حيث تم تدمير القدرات العسكرية السورية بشكل لم يسبق له مثيل في أي بلد عربي آخر، لدرجة إعلان تدمير 80% منها في ليلة واحدة". واعتبر تدمير سوريا "بلطجة ووقاحة" أمام مرأى ومسمع الجميع.
معتبرا أن العدوان على سوريا يهدف إلى تثبيت ما سماه "معادلة الاستباحة" بدعم وشراكة أمريكية، لفرضها على شعوب وبلدان الأمة، سواء كانت في مواجهة مع إسرائيل أو متعاونة معها (مطبعة للعلاقات). وأن استعداد بعض الدول للتعاون مع العدو الإسرائيلي ليس مجديًا أمام هذه المعادلة.
وأطنب في الحديث عمَّا سماه "معادلة الاستباحة" بأنها "تسعى الى جعل شعوب المنطقة مهدرة الدم، عرضة للقتل والإبادة الجماعية واجتياح الأراضي ومصادرتها دون رد فعل، ونهب الثروات في إطار "الشرق الأوسط الجديد"، الذي يعني استباحة كل بلدان المنطقة لإسرائيل وأمريكا". حد قوله.
مشددا على "ضرورة وقوف الامة العربية والاسلامية صفًا واحدًا ضد العدوان الإسرائيلي". وعلى أن "هذا الموقف مبدئي لا يتأثر بأي اعتبارات أخرى سوى استهداف العدوان لأرض عربية وشعب مسلم". وداعيا اليمنيين الى الاستمرار بموقفهم وخروجهم الاسبوعي المليوني التضامني مع فلسطين.
شاهد .. الحوثي يعلق على سقوط الاسد (فيديو)
واحتلت قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي، خلال ثمانية واربعين ساعة (الاحد والاثنين) مساحة مترامية الاطراف من الاراضي السورية، معلنة استمرار التوغل في سوريا بغطاء جوي كثيف من الغارات يواصل تنفيذها طيران الاحتلال على سوريا، مستغلة ظروف الاطاحة بنظام بشار الاسد وبدء عهد سوريا الحرة.
وبثت إذاعة جيش الاحتلال الاسرائيلي، مساء الاثنين (9 ديسمبر) بيانا أعلن: إن "اسرائيل قصفت اليوم (الاثنين) 100 هدف في سوريا" زعمت أن "معظمها مستودعات اسلحة". مشيرة الى استمرار العمليات العسكرية لما سمته "تأمين أمن اسرائيل وحدودها".
في المقابل، أكدت مصادر محلية وعربية متطابقة، أن طيران جيش الاحتلال الاسرائيلي "منذ الأمس (الاحد 8 ديسمبر) يقصف مواقع في دمشق ودرعا ومناطق جنوب سوريا". وقال السياسي ياسين زيد الدين إن الكيان "ترك جيش سوريا الجديد في أضعف حالاته".
شاهد .. الكيان الاسرائيلي يواصل قصف سوريا
وتداول ناشطون سوريون وعرب مشاهد فيديو، لعدد من الغارات الجوية التي يواصل شنها الطيران "الاسرائيلي" على سوريا. مؤكدين إنه "يريد استغلال الفرصة وتدمير أكبر قدر ممكن من الأسلحة التي ممكن أن تستخدمها المعارضة في مرحلة سوريا ما بعد الأسد".
شاهد .. غارات اسرائيلية على درعا السورية (فيديو)
شاهد .. طيران الاحتلال يقصف ريف دمشق (فيديو)
شاهد .. غارات اسرائيلية على ميناء اللاذقية (فيديو)
خلفت الغارات "الاسرائيلي" على سوريا دمارا واسعا، وأكدت وسائل اعلام عربية، سقوط ضحايا مدنيين بغارات طيران جيش الاحتلال الاسرائيلي، ووثقت "ارتقاء سوريين اثنين وإصابة آخر بحروق خطيرة؛ جراء القصف ‘الإسرائيلي‘ على اللواء 12 في محيط إزرع بمحافظة درعا السورية".
شاهد .. سقوط ضحايا بغارات "اسرائيل" على سوريا
الى ذلك، توغلت دبابات جيش الاحتلال الاسرائيلي بعمق ثلاثة كيلومترات داخل الاراضي السورية في القنيطرة، واعلنت إذاعة جيش الاحتلال الاسرائيلي، الاثنين (9 ديسمبر): أن مجلس وزراء الكيان الاسرائيلي "قرر احتلال منطقة جبل الشيخ السورية". بزعم "انشاء منطقة عازلة جديدة".
والاحد (8 ديسمبر) اصدر رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، امرا لقوات جيشه باجتياح سوريا، معلنا في أول تصريح رسمي له، تعليقا على اعلان المعارضة السورية سقوط نظام بشار الاسد في سوريا، انهيار اتفاق "فض الاشتباك" مع سوريا بشأن الجولان الموقعة عام 1974م.
أعلن نتنياهو امر الاجتياح في بيان مقتضب مصور (فيديو) بثته وسائل اعلام الكيان، وقال: "هذا يوم تاريخي في تاريخ الشرق الأوسط. نظام الأسد هو حلقة مركزية في محور الشر الإيراني، لقد سقط هذا النظام. هذه نتيجة مباشرة للضربات التي وجهناها إلى إيران وحزب الله، الداعمين الرئيسيين" لنظام بشار الاسد.
مضيفا: "أدى هذا إلى خلق سلسلة من ردود الفعل في جميع أنحاء الشرق الأوسط لجميع أولئك الذين يريدون التحرر من نظام القمع والطغيان هذا". متجاهلا كليا ممارسة سلطات وجيش كيانه اعتى صنوف القمع والعدوان والطغيان بحق الفلسطيين طوال نحو 80 عاما من الاحتلال الاسرائيلي.
وتابع رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي نتنياهو قائلا: "هذا بالطبع يخلق فرصا جديدة ومهمة جدا لدولة إسرائيل. ولكنها أيضا لا تخلو من المخاطر". مؤكدا قيام قوات جيشه صباح الاحد (8 ديسمبر) باحتلال اراض سورية بقوله: "نحن نعمل أولا وقبل كل شيء لحماية حدودنا". حسب زعمه.
مضيفا بثقة تؤكد الضوء الامريكي للاقدام على الاجتياح: "بالتعاون مع وزير الدفاع، وبدعم كامل من مجلس الوزراء، أصدرت تعليماتي أمس لجيش الدفاع الإسرائيلي بالاستيلاء على المنطقة العازلة ومواقع القيادة المجاورة لها. ولن نسمح لأي قوة معادية بأن تستقر على حدودنا". حسب زعمه.
وأعلن في سياق تبريره احتلال الاراضي السورية في الجولان، انهيار الاتفاقيات، بقوله: "وقد تمت السيطرة على هذه المنطقة منذ ما يقرب من 50 عاما من خلال المنطقة العازلة التي تم الاتفاق عليها عام 1974، وهي اتفاقية فصل القوات. وانهار هذا الاتفاق وتخلى الجنود السوريون عن مواقعهم".
مختتما تصريحه بزعمه: "إننا نوجه نفس يد السلام إلى جيراننا الدروز. أولا، إنهم إخوة لإخوتنا الدروز في دولة إسرائيل. كما أننا نمد يد السلام للأكراد والمسيحيين والمسلمين الذين يريدون العيش بسلام مع إسرائيل. وسنتابع التطورات عن كثب. سنفعل ما هو ضروري لحماية حدودنا وأمننا".
شاهد .. اول اعلان لنتياهو عقب سقوط الاسد (فيديو)
يأتي هذا بعدما نفذت قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين، عقب ساعات على سقوط نظام بشار الاسد، عملية اجتياح واسعة لسياج المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل بمحافظة القنيطرة جنوبي سوريا، واحتلالها المنطقة العازلة ومدينة البعث في القنيطرة.
وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال، إن الاخير «شنّ والقيادة الشمالية هجومًا في المنطقة العازلة بمنطقة القنيطرة، بهدف تعزيز الدفاع عن الحدود». وأردفت: إن جيش الاحتلال «ينشر حواجز على طول مرتفعات الجولان، وسيتم تقييد حركة المرور في المنطقة حسب الحاجة".
مضيفة صباح الاحد: "وقد تم إعلان جميع المناطق الزراعية المجاورة للحدود السورية منطقة عسكرية مغلقة، وسيتم تقييد دخول المزارعين إليها». وتابعت قائلة: إن جيش الاحتلال الإسرائيلي "يواصل حفر خندق عميق على طول الحدود وخط وقف إطلاق النار مع سوريا".
شاهد .. جيش الاحتلال الاسرائيلي يجتاح سوريا (فيديو)
وسربت الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا، معلومات عن مصير سوريا وما ينتظرها من "اخطار وخيمة" خلال الايام المقبلة، عقب الاطاحة بنظام بشار الاسد، واعلان المعارضة والفصائل المسلحة السورية "تحرير العاصمة دمشق واسقاط نظام الاسد وبدء عهد سوريا الحرة".
تفاصيل:
الشرعية اليمنية تسرب ما ينتظر سوريا
تتابع هذه التطورات المتسارعة في سوريا، بعد إعلان المعارضة السورية المسلحة عن سقوط نظام الأسد وتحرير العاصمة السورية، بعد دخول قواتها إلى العاصمة دمشق فجر اليوم الأحد، واستسلام قوات جيش الاسد، في ختام سلسلة من الانتصارات العسكرية السريعة التي حققتها مؤخراً في مناطق مثل حلب وحماة وحمص.
في المقابل، علت اصوات التكبيرات وهتافات المواطنين المعبرة عن تنفسهم الصعداء وفرحهم بانتهاء الحرب وسقوط نظام بشار الاسد، الذي سارعوا الى تحطيم التماثيل والنصب التذكارية له ولوالده في عدد من المدن السورية، وتمزيق اللوحات الجدارية لكليهما، مرددين عبارات: ""سوريا لينا وما هي لبيت الأسد. عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد".
وتكشفت سريعا، خفايا مثيرة للحظات الاخيرة السابقة لاعلان سقوط نظام بشار الاسد، وتفاصيل هروب الاخير من البلاد، بعد تمكن الفصائل المسلحة السورية وقوات المعارضة من بسط سيطرتها على المدن السورية وصولا الى العاصمة دمشق فجر الاحد (8 ديسمبر)، كما انكشفت رسميا وجهة هروب الاسد، ومكان تواجده وصفة هذا التواجد.
تفاصيل:
كشف خفايا مثيرة لهروب بشار الاسد
يشار إلى أن سقوط بشار الاسد، يأتي بعد قرابة 14 عاما من قمع الثورة الشعبية على نظامه ومعارك عنيفة بين قوات النظام السوري وحلفائه الروس، وفصائل الثورة والمعارضة المسلحة، اسفرت عن مقتل مئات وجرح مئات الآلاف من السوريين وتشريد ونزوح 12 مليون سوري، علاوة على دمار البنية التحتية وبخاصة في حلب وحماة ودرعا وحمص.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news