بقلم | صدام اللحجي :
في لحظة تاريخية، يختزل التعبير "سقط هُبَل الشام.. وبقي هُبَل أوطاننا ينتظر السقوط" واقعاً مريراً في العديد من الدول التي لا تزال ترزح تحت وطأة الاستبداد والفساد. "هُبَل" هنا ليس مجرد رمز لسقوط طاغية أو نظام ديكتاتوري، بل تجسيد لواقع أشمل، حيث لا تزال أصنام الفساد والاستبداد تقف في أوطاننا، منتظرة لحظة مماثلة للسقوط.
سقوط نظام بشار الأسد، الحدث، يمثل لحظة انتصار رمزية على الطغيان الذي دام لعقود وأذاق شعبه شتى صنوف الظلم. لكنه أيضاً يعكس أن المعركة ضد "هُبَل" ليست نهاية الطريق. فأوطاننا مليئة بـ"هُبَل" آخرين: حكام مستبدين، منظومات فساد مترسخة، وأفكار تقليدية تعيق التقدم والحرية.
هذا السقوط يجب أن يكون إلهاماً لتغيير أعمق. النصر الحقيقي لا يقتصر على التخلص من حاكم ظالم، بل يشمل بناء مجتمعات عادلة، حرة، وديمقراطية. يحتاج هذا التغيير إلى وعي شعبي، إرادة جماعية، وتكاتف لتفكيك منظومات الاستبداد التي لم تُبنَ في يوم وليلة، ولن تسقط في يوم وليلة.
"هُبَل أوطاننا" ليسوا مجرد حكام مستبدين، بل يمكن أن يكونوا أفكاراً تكرّس الجهل، أو أنظمة اقتصادية تعزز الفقر، أو حتى خوفاً متجذراً يمنع الناس من المطالبة بحقوقهم. ولكي تسقط هذه "الأصنام"، يجب أن يترافق الوعي بالعمل، وأن يتحول الغضب المكبوت إلى قوة دافعة للتغيير.
متى يتوقف الناس عن الاكتفاء بمشاهدة سقوط "هُبَل" الآخرين، ويبدأون في تحطيم أصنامهم الخاصة؟ الجواب يكمن في شجاعة الشعوب وإصرارها على خلق مستقبل مختلف، مستقبل لا مكان فيه لهُبَل جديد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news