سبتمبر نت/ تقرير- توفيق الحاج
للعام العاشر على التوالي تواصل مليشيا الحوثي استعراض ساديتها وإجرامها بحق المدنيين العزل وتستهدف القرى والأسواق والمدارس وتقتل في الشوارع والازقة، هذه الجماعة التي تجردت من أي قيم إنسانية، حولت حياة اليمنيين الى بؤس والام واوجاع، و تجاوزت جرائمها في الفترة الأخيرة كل الحدود الأخلاقية، واستهدفت بلا رحمة القرى والأسواق والمدارس، لتمارس أبشع صور الإذلال ضد مجتمع يئن تحت وطأة القهر والفقر.
ما تشهده تعز والضالع والحديدة من قصف وحشي على الأسواق الشعبية والقرى المسالمة وما يتعرض له المواطنون في شوارع صنعاء وإب وعمران والضالع ليس إلا انعكاسًا لطبيعة هذه الجماعة التي أدمنت القتل والإرهاب. وأظهر عناصرها بأفعالهم تعطشًا غير طبيعي للدماء، وهو ما يجسد اضطرابًا نفسيًا جماعيًا يدفعهم لاعتبار الإجرام وسيلة لتحقيق الهيمنة والسيطرة. فهم يستهدفون الفئات الأكثر ضعفًا: الأطفال والنساء وكبار السن، والآمنين غير آبهين بالأرواح التي تُزهق ولا بالأحلام التي تُدفن تحت أنقاض منازل مدمرة.
تعز تقصف
مطلع الاسبوع ارتكبت مليشيات الحوثي الارهابية، جرائم مروعة في مدينة تعز حيث تعمدت استهداف الاسواق الشعبية والمدارس بقصف طيرانها المسير، وتسببت بجرائم بشعة وقتل واصابة اكثر من 30مدنيا.
حيث استهدفت المليشيا تجمعا للمدنيين في مديرية مقبنة ما ادى لاستشهاد واصابة 14 مدنيا.. وأوضحت المصادر ان 6 مدنيين استشهدوا واصيب 8 آخرون، بقصف شنته مليشيا الحوثي الإرهابية عبر الطيران المسير في قرية البوميه عزلة البراشه مديرية مقبنة.
ويوم الثلاثاء جددت القصف مما اسفر عن اصابة ثلاثة مدنيين بجروح، إثر سقوط قذيفة أطلقتها مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا على حي سكني في مدينة تعز.
وقالت مصادر محلية: إن المليشيات الحوثية شنت قصفًا مدفعيًا بقذائف الهاون صباح اليوم استهدف “حي بلوك 4” بمديرية المظفر.
وأوضحت المصادر أن إحدى القذائف سقطت بمنطقة مجاورة لأحد خزانات المياه في الحي، أثناء وجود عدد من المدنيين، ما أسفر عن إصابة 3 مدنيين بجروح.
ومساء الاثنين، استهدفت مليشيات الحوثي بالطيران المسير الأحياء السكنية في “محيط البنك المركزي السابق” قرب المنفذ الشرقي للمدينة.
إيغال في الإرهاب
إن طبيعة هذه المليشيا السادية تتضح في اختيارها العشوائي لأهدافها، حيث تركز على الأماكن التي تحمل طابع الحياة البسيطة اليومية. أسواق تعز الشعبية، المزدحمة بالباعة الباحثين عن رزق يومهم، وقرى الحديدة، التي يسكنها أناس بسطاء يعانون أساسًا من الفقر المدقع، أصبحت مسارح لمجازر متكررة تعكس رغبة الحوثيين في كسر إرادة الشعب وإذلاله. هذه الأفعال ليست فقط جرائم حرب، بل جرائم ضد الإنسانية، تدل على انحراف نفسي عميق لدى عناصر هذه المليشيا.
هذه الجرائم لم تقتصر على تعز بل كان للمدنيين في الضالع وإب والحديدة نصيب منها حيث اقدمت عناصر مليشيا الحوثي على ارتكاب جريمة في مديرية (دمت) بمحافظة الضالع، حيث قُتل “بكيل عبدالملك الهمام”، وهو بائع متجول بسيط يعيل أسرته من رأس مال لا يتجاوز خمسة آلاف ريال (أقل من عشرة دولارات)، على يد عناصر حوثية.
وفي صنعاء اقدمت عناصر أمنية تابعة لقسم شرطة شميلة، بقيادة مدير القسم المقدم “علوي الأمير”، على ملاحقة الشيخ صادق ابو شعر، أحد وجهاء ومشايخ مديرية الشعر بمحافظة إب، بدأ من شوارع القادسية في أمانة العاصمة، واستمرت حتى جولة دار سلم، تعرض فيها الشيخ (أبو شعر) لإطلاق نار كثيف بأكثر من خمسين طلقة استهدفت سيارته مباشرة، مما أدى إلى إصابته بجروح قاتلة في الرأس والجسد فارق على إثرها الحياة.
وفي مدينة إب قتل مواطن مدني مساء الثلاثاء 26نوفمبر، برصاص مسلح ينتمي لمليشيات الحوثي الإرهابية وسط المدينة، وأوضح مصدر محلي أن الشاب كريم محمد الرحمن قتل في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، برصاص مسلح حوثي يدعى سامح الغيلاني جوار مدرسة أروى للبنات وسط مدينة اب ولاذ بالفرار دون اي تحرك من قبل المليشيا المسيطرة، يذكر أن محافظة إب تشهد قتل شبه يومي وانتهاكات وجرائم مختلفة.
إن تزايد الجرائم و الانتهاكات الحوثية في الآونة الأخيرة يكشف عن نية مبيتة لمزيد من البطش والتدمير وإن مليشيا الحوثي لا تسعى فقط للسيطرة على الأرض، بل تهدف إلى تحطيم الروح اليمنية وإدامة حالة الخضوع واليأس. هذه الجماعة، التي تمارس الإرهاب كوسيلة وجود، تثبت يومًا بعد يوم أنها عدو للحياة والسلام.
إدانة ورفض
تزايد جرائم مليشيا الحوثي واستهدافها المدنيين وقتلهم عمدا دفع الحكومة اليمنية للخروج بتصريح شديد اللهجة طالبت من خلاله الأمم المتحدة القيام بدورها في حماية المدنيين وذلك على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، الذي استنكر بأشد العبارات المجزرة المروعة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الايراني، بقصف سوق شعبي في قرية بومية بمديرية مقبنة محافظة تعز، بواسطة طائرة مسيرة -ايرانية الصنع- والذي اسفر عن مقتل ستة مدنيين وإصابة ثمانية آخرين.
وأوضح معمر الإرياني في تصريح صحفي، أن هذه الجريمة النكراء امتداد لجرائم القتل الوحشي والمتعمد الذي تشنه مليشيات الحوثي الإرهابية، بشكل يومي، بحق المدنيين في محافظة تعز منذ انقلابها الغاشم، والذي راح ضحيته عشرات الآلاف من المدنيين بينهم نساء وأطفال بين قتيل وجريح، في ظل صمت دولي مخزي ومعيب.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة ومبعوثها الخاص ومنظمات وهيئات حقوق الانسان بإصدار إدانة واضحة لهذه الجريمة النكراء التي تعكس وحشية ودموية المليشيا الحوثية وتجردها من كل القيم الإنسانية والاخلاقية، والشروع الفوري في تصنيفها “منظمة إرهابية عالمية”، وتجميد أصولها وملاحقة قياداتها وعناصرها المتورطين في هذه الجرائم.
أمريكا تدين
وفي السياق ادانت الولايات المتحدة الامريكية، بأشد العبارات الهجوم الفظيع الذي نفذته مليشيا الحوثي الإرهابية، والذي استهدف سوقا شعبيا مكتظا في قرية بومية عزلة براشة (الاشعوب) بمديرية مقبنة محافظة تعز.
وقالت السفارة الامريكية لدى اليمن في بيان لها عبر حسابها في منصة “اكس”،: “إن الهجوم الحوثي الوحشي الذي استهدف سوقًا مكتظًا، وأسفر عن مقتل ستة مدنيين وإصابة ثمانية آخرين، يشكل مثالاً آخر على استخفاف الحوثيين المتهور بالحياة البشرية”.
وأكد البيان، وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب اليمني في مواجهة هذه الأفعال الطائشة والعنيفة، وتظل ملتزمة بدعم الشعب اليمني في سعيه لتحقيق مستقبل آمن وسلمي ومزدهر، وتقديم الدعم للشعب اليمني في نضاله من أجل العدالة وحقوق الإنسان.
آلاف الجرائم
ومطلع الاسبوع وثق تقرير حقوقي صادر عن مكتب حقوق الإنسان في محافظة الجوف، ارتكاب مليشيا الحوثي أكثر من 11,500 حالة انتهاك لحقوق المدنيين في المحافظة خلال العام 2023.
التقرير، أشار إلى أن الانتهاكات شملت 16 حالة قتل و12 إصابة مباشرة، بالإضافة إلى 27 حادثة انفجار ألغام زرعتها المليشيا؛ كما تضمن التقرير 7 حالات نهب للممتلكات الخاصة والتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضي ومنازل المواطنين.
ومن أبرز الانتهاكات التي سجلها التقرير، تجنيد 80 طفلًا، بعضهم دون سن الخامسة عشرة، في صفوف المليشيا؛ كما تناول التقرير تعطل العملية التعليمية وحرمان الطلاب من التعليم، إلى جانب تعطيل المراكز الصحية ومنع الموظفين من أداء مهامهم.
وأشار التقرير أيضًا إلى عمليات تهجير قسري، واعتداءات مستمرة على المعارضين وأبناء القبائل، إضافة إلى استيلاء المليشيا على المساعدات الإغاثية والتلاعب بأسعار المواد الأساسية مثل المشتقات النفطية والغاز المنزلي.
ودعا التقرير المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى إدانة هذه الجرائم، ومحاسبة المسؤولين عنها؛ كما أكد على ضرورة اتخاذ موقف حاسم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ضد ممارسات مليشيا الحوثي التي تهدد السلم والأمن الدوليين.
إدانة حقوقية
المنظمات الحقوقية بدورها أدانت جرائم مليشيا الحوثي ودعت الى وضع حد لها حيث دعا المركز الأمريكية للعدالة، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل للحد من جرائم مليشيا الحوثي ضد المواطنين في مناطق سيطرة الجماعة.
وقال المركز في بيان أصدره اليوم الثلاثاء، بأنه يتابع بإدانة شديدة وقلق عميق تزايد جرائم القتل والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة التي تابعها تسلط الضوء على تدهور الأوضاع الأمنية وغياب القوانين في تلك المناطق، حيث تفُقد حياة المدنيين عبثاً دون مبرر قانوني.
وأكد المركز أن تلك الجرائم تشكل انتهاكاً صارخاً للحق في الحياة المنصوص عليه في المادة (3) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتتناقض مع أبسط معايير القانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين وتعريض حياتهم للخطر.
ودعا المركز الأمريكي، المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل للحد من هذه الجرائم. كما طالب بإجراء تحقيق دولي مستقل وشفاف في جميع الانتهاكات التي ترتكبها جماعة الحوثي، مع التركيز على محاسبة المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة.
وناشد الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان اتخاذ تدابير فعالة لحماية المدنيين في مناطق سيطرة الحوثيين، وضمان وقف فرض الإتاوات والممارسات القمعية التي تفاقم معاناة الشعب اليمني.
وأكد المركز أن استمرار إفلات الجناة من العقاب يعزز ثقافة الانتهاكات ويضاعف مأساة اليمنيين، مما يتطلب موقفاً دولياً صارماً لضمان احترام حقوق الإنسان وتحقيق العدالة للضحايا.
موقف دولي
ومهما يكن من بيانات إدانة ورفض وشجب إلا إن المجتمع الدولي اليوم أمام اختبار أخلاقي. هل يقبل العالم بصمته أن تتحول اليمن إلى ساحة مفتوحة لسادية الحوثيين؟ أم أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات حازمة لإنقاذ المدنيين الأبرياء الذين يدفعون ثمن هذا الجنون الدموي؟
اليمن بحاجة إلى وقفة دولية جادة لإنهاء معاناته وانهاء هذه المعاناة وهذا الظلم لن يكون إلا بالقضاء على هذه المليشيا السادية وهذا ليس فقط ضرورة إنسانية لليمنيين، بل واجب عالمي لإيقاف مد الإرهاب والجريمة في المنطقة بأسرها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news