بقلم: نبيل ناصر *
منذ اندلاع الأزمة اليمنية عام 2015، أصبحت مشاهد الانقسام والتشرذم جزءًا من الحياة اليومية، حيث طالت السياسة، الاقتصاد، والمجتمع. ومع ذلك، ظلت الرياضة، وخاصة كرة القدم، واحة نادرة للوحدة وسط هذا التشظي. بفضل جهود رئيس اتحاد كرة القدم، الشيخ أحمد صالح العيسي، حافظت هذه اللعبة على مكانتها كجسر يربط بين أبناء الوطن، متجاوزة الصراعات والانقسامات. لكن مع اقتراب انتخابات الاتحاد العام لكرة القدم، ظهرت من جديد محاولات قوى سياسية وعسكرية لاستغلال هذا الحدث لتعزيز نفوذها، ما يُلقي بظلاله على العملية الرياضية التي كان يُفترض أن تبقى بمنأى عن كل التجاذبات.
رياضة موحّدة رغم التحديات
رغم محاولات البعض استغلال كرة القدم لخدمة مصالح ضيقة، نجح الشيخ أحمد صالح العيسي في الحفاظ على وحدة اللعبة في وجه محاولات تمزيقها. تلك المحاولات تمثّلت في إنشاء اتحادات موازية تخدم أجندات حزبية وسياسية، حيث سعت كل جهة لتمثيل المناطق الواقعة تحت سيطرتها. ومع ذلك، ظل الاتحاد العام لكرة القدم صامدًا، محققًا ما عجزت عنه الكثير من المؤسسات الوطنية الأخرى.
انتخابات في مواجهة الضغوط
مع إعلان الاتحاد عن انتخابات جديدة لاختيار مجلس إدارة جديد، بعد التنسيق مع الاتحادين الدولي والآسيوي، برزت مظاهر تدخل القوى السياسية والعسكرية في العملية الانتخابية. هذه القوى لم تستثمر جهودها في تحقيق أهداف وطنية كبرى مثل تحسين معيشة الشعب أو توحيد الصفوف، بل استغلت المناسبة للضغط على أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد ومحاولة التأثير على نتائج الانتخابات.
كان الأولى بهذه القوى أن تركّز على توحيد البلاد، تحسين الأوضاع المعيشية، وصرف رواتب الموظفين. لكن، للأسف، كان تركيزها على التدخل في اختيار مرشحين بعيدين تمامًا عن الرياضة، بهدف تحقيق مكاسب شخصية على حساب تطلعات الجماهير اليمنية.
قائمة المرشحين تحت المجهر
بعد إعلان لجنة الانتخابات قائمة المرشحين النهائية، اتضحت حجم التدخلات التي شابت العملية الانتخابية. فالضغوط كانت موجهة نحو فرض أشخاص يفتقرون إلى الكفاءة والخبرة في مجال كرة القدم، ما أثار استياء الشارع الرياضي اليمني.
رسالة أخيرة
إلى القوى السياسية والعسكرية التي تتدخل في شؤون الرياضة: اتقوا الله في اليمن وفي شعبه وفي رياضته. دعوا كرة القدم تُمارس دورها كجسر للوحدة، وركزوا جهودكم على القضايا الوطنية الحقيقية التي يحتاجها الشعب. إن الرياضة، رغم كل التحديات، ستظل الأمل الذي يجمع اليمنيين ويخفف عنهم أعباء الحروب والانقسامات.
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news