أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” – إسحاق الحميري
:
لا يستبعد باحثون ومهتمون تأثير التطورات التي شهدتها وتشهدها سوريا مع اقتراب قوات المعارضة السورية من السيطرة على العاصمة دمشق، على المسار السياسي والعسكري للملف اليمني في ظل الارتباط الذي يجمع الحوثيين والنظام السوري عبر المحور الإيراني.
ويضم المحور الإيراني في المنطقة الجماعات المسلحة الشيعية في العراق وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا والنظام السوري برئاسة بشار الأسد.
وخلال نوفمبر الماضي ومطلع الشهر الجاري، واجه المحور الإيراني تداعيات قاسية في لبنان وسوريا، بإعلان حزب الله تخليه عن مواجهة إسرائيل وإسناد غزة بعد أن فقد الحزب قياداته من الصف الأول والثاني في غارات للجيش الإسرائيلي وتوغله إلى داخل لبنان.
ومنذ مطلع شهر ديسمبر الجاري، تمكنت قوات المعارضة السورية من تغيير المشهد من سيطرة شبه كاملة للنظام على سوريا إلى سيطرة تقترب من الاكتمال لقوات المعارضة السورية، في تغير مفاجئ ومتسارع للمشهد السوري الذي استعاد عافيته عام 2014 بدعم إيراني وروسي.
وأمام تغير خارطة المشهد في سوريا، تتجه أنظار اليمنيين والإقليم إلى صنعاء العاصمة التي سيطر عليها الحوثيون في العام 2014، وأعلنت إيران حينها أنها سيطرت على العاصمة العربية الرابعة بعد دمشق وبغداد وبيروت، إذ يرى المتابعون أن ما يجري في سوريا سيلقي بضلاله على اليمن وعلى الحوثيين بشكل خاص.
خريف المليشيات
يرى الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية “عدنان الجبرني” أن ما جرى في سوريا سينعكس على الوضع في اليمن، وأن انهيارات النظام السوري ستؤثر على الحوثيين، خاصة أن ما تشهده سوريا جاء بعد ما جرى لحزب الله من ضربات قاسية مؤخرًا.
وقال لـ”يمن ديلي نيوز”: “نحن نشهد خريف المليشيات الإيرانية في لبنان وسوريا في المرحلة الحالية، والأهم بالنسبة للحوثيين فيما يحدث بسوريا هو عجز إيران عن فعل شيء لإنقاذ الأسد بعد أن عجزت عن إنقاذ حزب الله، وهذا بالتأكيد ينعكس على الحوثي في تصوره الأوسع للصراع”.
وذكر أن ما يحدث في سوريا تأكيد على أن إغفال البعد المحلي للصراع هو المعطى الذي قصم ظهر الأسد بعد أن كان يطالب بعقد صفقة وتقديم تنازلات، لكن إصراره على التعنت والهروب نحو عناوين الخارج والمؤامرات هو ما فجر هذه الموجة ضده، وعاد السوريون إلى مدنهم وقراهم.
كنت أتمنى
من جانبها، قالت الباحثة في مركز صنعاء للدراسات “ميساء شجاع الدين” إن الجيش السوري كان يعيش حالة معنوية ضعيفة، إضافة إلى أن بشار الأسد اعتمد بشكل كبير على روسيا وإيران، والآن روسيا مشغولة وإيران وحتى حزب الله في وضع صعب، وبالتالي ليس في موقع قوة.
وأضافت في رد على تساؤلات “يمن ديلي نيوز”: “كنت أتمنى أن يكون لما يحصل في سوريا انعكاسًا على اليمن، لكن الوضع مختلف، فحلفاء الحكومة الشرعية هم دول الخليج وليس تركيا، ودول الخليج عادة ما تتحرك إلا بالتنسيق مع أمريكا ولا تفرض واقعًا جديدًا”.
وأضافت: “النظام السوري نظام متآكل، نظام له خمسين سنة، نظام فاسد ولم تعد له إيديولوجية، بينما الحوثيون إيديولوجيتهم شابة ولديهم قوة داخلية وليسوا بحاجة لحزب الله يبعث ميليشيات تقاتل على الأرض”.
وأردفت: “أعتقد أن الموضوع لن ينعكس على الحوثيين، لكنها استدركت بأن ما يحدث في سوريا سيضعف ‘محور المقاومة’ ويؤثر على طموحات الحوثي الإقليمية، وبشكل عام ما يجري هو مؤشرات تراجع نفوذ المحور الإيراني، لكن إلى أي درجة يمكن أن ينعكس على اليمن، هذا يحتاج وقتًا”.
تأثيرات عميقة
في السياق، يقول الباحث في مركز تهامة للدراسات “أحمد الحوري” إن الأحداث الجارية في سوريا تمثل حالة معقدة من الصراع السياسي والعسكري الذي يؤثر على الأوضاع الإقليمية والدولية، وتحمل في طياتها تأثيرات عميقة على الملف اليمني، سواء من خلال الدروس المستفادة من تجارب الوحدة أو من خلال التغيرات الجيوسياسية.
وأضاف: “في قراءة خاصة لـ”يمن ديلي نيوز” ينشرها لاحقًا: يجب على القوى اليمنية النظر في تلك المتغيرات واستخدامها لتعزيز الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي أو عسكري ينهي الصراع الدائر في اليمن ويعزز الاستقرار في المنطقة”.
وقال إن تغير مواقف الدول الداعمة للأطراف المختلفة في الصراع السوري قد يؤثر أيضًا على دعم اليمن. فعلى سبيل المثال، إذا أسفر الصراع في سوريا عن إعادة تنظيم أولويات الدول الإقليمية، فقد يتم تغيير مستوى الدعم المقدم إلى الأطراف اليمنية.
ولم يستبعد الباحث “الحوري” تأثير ما يجري في سوريا على الحوثيين، قائلًا: “تعتبر الانهيارات في الجيش السوري كأحد العناصر الهامة التي يمكن أن تؤثر على الحوثيين في اليمن، سواء من حيث القدرة العسكرية أو المسارات السياسية والاقتصادية، لأن ضعف القدرة العسكرية للنظام السوري قد يؤدي إلى تقليص الدعم العسكري والتقني الذي تقدمه إيران للحوثيين وتمد به جيش الأسد في حال استمر في مواجهة قوات المعارضة السورية خاصة في دمشق العاصمة”.
تأثير مباشر
وقال الباحث “الحوري” في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز”: “هذا الانخفاض لا شك سوف يشكل تأثيرًا مباشرًا على قدرة الحوثيين في مواجهة القوات الحكومية الشرعية، وقد تضطر إيران إلى إعادة تقييم استراتيجياتها في المنطقة وتحويل المزيد من الموارد إلى الحوثيين، وقد يصبح اليمن بؤرة اهتمام إيرانية أكبر ما لم تلتقط الشرعية اليمنية الفرصة بتوحيد كافة مكوناتها وكياناتها العسكرية وشن حملة عسكرية واسعة ضد الحوثيين”.
وتابع: “في حال تزايد الضغوط العسكرية على الحوثيين حاليًا نتيجة لانخفاض الدعم الإيراني، فقد يجدون أنفسهم في مأزق صعب ويستسلمون لأي تسوية سياسية إذا ما قرر الجيش السيطرة على كافة مناطق البلاد، حيث تشكل المرحلة فرصة للجهات الدولية للتدخل والضغط نحو حل سياسي شامل”.
الباحث “الحوري” دعا التحالف العربي إلى استغلال حالة الانهيارات في سوريا وتأثيرها على القضايا الإقليمية لزيادة ضغطه الجاد على الحوثيين ودعم الشرعية اليمنية والقوات الحكومية لسرعة اقتناص الفرصة وفرض واقع يملي كفة الشرعية على أرض الواقع، ليتسنى لها مواكبة التحولات الإقليمية التي قد تفرض بعد الانهيار الحاصل في سوريا وتتغير العلاقات بين القوى الإقليمية والدولية، مما قد يتيح للحوثيين فرصًا جديدة أو تحديات إضافية، اعتمادًا على كيفية تطور الأوضاع في المنطقة.
مرتبط
الوسوم
مليشيات إيران
الفصائل المعارضة
الجيش الحر
بشار الأسد
تأثير الأحدث في سوريا على اليمن
جماعة الحوثي
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news