صنعاء (الجمهورية اليمنية)
- قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ لوكالة فرانس برس السبت 7ديسمبر2024، إن الأطراف المتحاربة والشعب المحاصر في اليمن لا يمكنهم انتظار خريطة طريق للسلام إلى ما لا نهاية، قبل أن تنزلق البلاد مرة أخرى في دوامة الحرب.
وأصرّ غروندبرغ على أنه "لا يزال ممكنا" حل الصراع في اليمن الغارق بالفقر، حيث يسيطر انصار الله الحوثيون، على جزء كبير من البلاد.
لكن أي فرصة لتطبيق خريطة طريق عُلّقت فعليا بسبب تصاعد الأزمات الإقليمية الناجمة عن الحرب الدائرة في غزة.
ورغم استمرار المناقشات التحضيرية مع جميع الأطراف، قال غروندبرغ في مقابلة مع فرانس على هامش منتدى حوار المنامة في البحرين إنه "من الواضح... أنه لا يمكن أن يظل الأمر على هذا النحو إلى ما لا نهاية".
وأضاف "في مرحلة معينة، هناك تنفيذ متوقع تريد الأطراف رؤيته يحصل. وإذا لم يحدث ذلك، فهي مخاطرة بفقدان الزخم الضروري، وهذا الخطر واضح".
وتابع "هناك أصوات معادية في المنطقة. ما أقوله هو: لا تسلكوا هذه الطريق - من الممكن تسوية هذا الصراع".
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا اندلع مع سيطرة انصار الله الحوثيين، على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء.
في العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للحكومة اليمنية، ما فاقم النزاع الذي أوقع مئات آلاف القتلى. وأدّت الحرب إلى إغراق البلاد في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة.
توقف القتال إلى حد كبير منذ نيسان/أبريل 2022، بعد التوصل إلى هدنة إنسانية بواسطة الأمم المتحدة، جرى تمديدها مرّتين. ورغم انتهاء مفاعيلها في تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه، لا يزال الوضع هادئا على الأرض حتى بعد بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
لكن بدء الضربات الأميركية والبريطانية على أهداف حوثية في كانون الثاني/يناير الماضي بعدما بدأ المتمردون مهاجمة سفن شحن في البحر الأحمر "عقد مساحة الوساطة بشكل كبير".
وقال غروندبرغ "على هذا الأساس، لم نتمكن من اتخاذ خطوة إلى الأمام من الالتزامات التي تم الاتفاق عليها في العام 2023 بحسب خريطة الطريق".
- "النزاع قابل للحل" -
واعتبر المبعوث الأممي إنه "من غير الممكن المضي قدما بخريطة الطريق الآن، لأنني لا أعتقد أن تنفيذ تلك الخريطة سيكون ممكنا".
ولكنه تدارك "ما زلت أعتقد أن الأساس لخريطة الطريق في اليمن موجود لأن النزاع بين اليمنيين قابل للحل. ورغم ذلك، فإن العامل المعقد الآن هو زعزعة الاستقرار الإقليمي، بحيث أصبح اليمن جزءا لا يتجزأ من خلال الهجمات في البحر الأحمر".
أطلق أنصار الله الحوثيون في اليمن، وهم جزء من "محور المقاومة" الذي تقوده إيران ضد إسرائيل والولايات المتحدة، طائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل بشكل منتظم منذ بدء حرب غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
كما استهدفوا سفن شحن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متوجهة إليها في البحر الأحمر وخليج عدن، ما أدى إلى تعطيل هذا الطريق التجاري الحيوي بشكل كبير.
وشدد غروندبرغ على أن خريطة الطريق "ليست عصا سحرية" لليمن، الذي انغمس في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم حيث يعتمد ثلثا السكان على المساعدات.
وتابع "لذا أعتقد أن المسؤولية التي تقع على عاتقنا هنا هي ضمان الحفاظ على هذا الزخم وأن تفهم الأطراف ضرورة... الثقة بحقيقة أنه من الممكن تحقيق ذلك".
وأردف "إذا لم يحدث ذلك، فإن العواقب معروفة. وإذا انزلقت إلى مواجهة عنيفة داخليا، فأعتقد أن عواقب ذلك معروفة جيدا ولا أعتقد أنها ستكون في صالح أي شخص".
وختم المبعوث الأممي "أعتقد أن الشعب اليمني يجب أن يكون صبورا بشكل عام. أعتقد أنهم كانوا ينتظرون السلام لفترة طويلة جدا. الجميع يريدون أن تنتهي هذه الأزمة".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news