عدن حرة / صدام اللحجي :
سبحان الله، كيف تحوّل الحق الأدنى من حقوق الإنسان إلى بشرى سارة! راتب لا يتجاوز 30 دولارًا، يصرف بعد شهور من الانتظار والجوع والمعاناة، يصبح بمثابة خبر يروَّج وكأنه إنجاز عظيم. أي بشرى هذه؟
البشرى الحقيقية هي أن يعيش الإنسان بكرامة، أن يحصل على راتب يكفيه ليعيش حياة تحفظ ماء وجهه، حياة بلا ذل ولا تسوّل ولا انتظار صدقات المنظمات. بشرى سارة تكون حين تصرف الرواتب في وقتها، وحين تغطي احتياجات الأسرة، وحين يكفي الراتب لتعليم الأطفال، وشراء الطعام، ودفع الإيجارات، وليس مجرد فتات لا يسدّ رمقًا.
ما يحدث اليوم هو إهانة للناس، استخفاف بمعاناتهم، ومحاولة لتلميع الفشل. بدلًا من إصلاح جذور المشكلة، يتم تقديم هذا القليل على أنه إنجاز، بينما الحقيقة أن هذا الراتب لم يعد يساوي شيئًا في ظل التضخم وارتفاع الأسعار.
والأكثر قهرًا، أن هذا الترويج يذكرك كم أصبحت الحقوق الأساسية ترفًا، وكم باتت كرامة المواطن آخر أولويات الأنظمة والمسؤولين.
والله إنكم ما تستحون!
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news