(كم هو مؤلم نزع الجنسية عن إنسان عاقل ولديه مشاعر)
قبل عشر سنوات تقريبا قرأت رواية ساق البامبو للروائي الكويتي سعود السنعوسي. حينها فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)2013م اشتريتها من معرض الكتاب الدولي في الرياض عام 2015م حينما زرت الرياض لغرض المشاركة في أعمال المؤتمر الدولي الأول المكرس لبحث العلوم الإنسانية والاجتماعية واستشراف المستقبل) في جامعة الملك سعود في الرياض 7إبريل ٢٠١٥. نصحني الزميل الدكتور الناقد الأدبي عبدالحكيم باقيس بشراء الرواية التي طلعت لتوها. اشتريتها وانهمكت في قراءتها. من أجمل الروايات التّي قرأتها اسلوبا وموضوعا وأحداثا وحبكة ولغة وأثارة وتشويق وشخوص وأمكنة. قرأتها في ليلة واحدة منذ العاشرة ليلا حتى العاشرة صباحا. كنت في حالة جذب وذهول وإمتاع ومؤانسة معها ولكنني لم أكن أتصور أبدا إنها تحكي عن مشكلة واقعية وحقائق فعلية تتعين في أزمة الهوية الوطنية الكويتية. افتكرتها منسوجه من خيال الروائي وقدرته السردية في تحويل مشكلة ال (بدون هوية) إلى عمل أدبي مثير ومتميز. وكنت اعتقد إن احداثها تدور في بداية تأسيس الدولة الكويتية وليست قابعها في نسيجها السياسي والاجتماعي الحي إلى زمن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في القرن الحادي والعشرين حيث تبين لجميع سكان الدنيا معنى الحقوق الطبيعية للكائنات الحية بما فيها الكائن الإنساني حيثما ولد وكان. احسست وأنا اقرأ الرواية بتعاطف حميم مع شخوصها الذين قدر لهم إن يولدوا ويعيشوا في الكويت ولكنهم (بدون هوية ) وربما كانت تلك المشاعر هي التي حفزتني للمزيد من القراءة في موضوع الهوية ومدارتها الحزينة. إذ قرأت الكثير من الكتب التي تعالجها وكتبت دراسات ومقالات عدة عن الهوية ومعناها منشورها في الشبكة العنكبوتية. وحينما قرأت الخبر عن إعلان السلطات الكويتية بسحب الهوية الوطنية (الجنسية) من 1647 شخصا، في إجراء تمهيدي قبل عرض القرار على مجلس الوزراء. ومنهم الفنانة الشهيرة نوال ظاهر حبيب الزيد، مواليد الكويت 1966م والفنان السينمائي الكويتي حسين داود علي حسين، ولد في الكويت عام 1958م وقرار سحب جنسيتهم الكويتية بوصفهما بدون جنسية ( موضوع الرواية) الرئيس
تذكرت الرواية وتفاصيلها المؤلمة وها هي الكويت كلها اليوم (دولة وشعب وحكومة وقرارات وأخبار واعلام) تجسد الرواية بحذافيرها إذ جاءت الأخبار القادمة من الكويت التي كنا نراها أكثر الدول الخليجية ترقيا وإنسانية فصدمت بتلك القرارات الغريبة الأطوار المتمثلة بسحب الجنسية عن مواطنيين كويتيين ولدوا وعاشوا في الكويت ومثلوها وطردهم منها بوصفهم (بدون هوية)، إذ وصل عدد الأشخاص الذين تم سحب الجنسية منهم خلال شهر نوفمبر إلى 4112، حيث تم اتخاذ إجراء مماثل بحق 1535 شخص في 14 من الشهر الجاري، وبحق 930 آخرين في السابع من نوفمبر الجاري أيضًا.
وتعد الكويت من أكثر دول العالم التي أثيرت فيها مشاكل بشأن الجنسية والتجنيس. ومؤخرا تجدد الجدل في ظل قرارات بتجريد المئات من الجنسية الكويتية، وحديث عن عشرات الآلاف تحت طائلة التزوير والغش والازدواجية وكذلك الزواج.
واليكم ملخص رواية ساق البانمبو في بمساعدة الذكاء الاصطناعي:
رواية “ساق البامبو” هي عمل أدبي مميز للكاتب الكويتي سعود السنعوسي، حصلت على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) عام 2013. تتناول الرواية قضايا الهوية، الانتماء، والتمييز الطبقي والاجتماعي، من خلال قصة مليئة بالأحداث الإنسانية المؤثرة.
ملخص الرواية:
الرواية تسرد قصة هوزيه/عيسى، وهو شاب ولد من علاقة غير شرعية بين شاب كويتي ثري يدعى راشد الطاروف وخادمة فلبينية تُدعى جوزافين. العلاقة بينهما تمت في ظل رفض عائلة راشد لهذه العلاقة بسبب التقاليد الاجتماعية والمكانة الطبقية.
بعد ولادته، أُعيد عيسى مع والدته إلى الفلبين، حيث نشأ في بيئة فقيرة ولكنه ظل يعيش في حالة من الحيرة والصراع الداخلي بين أصوله الكويتية والفلبينية. عندما يكبر، يقرر البحث عن جذوره في الكويت ويعود إلى عائلة والده، لكنه يصطدم بالواقع المؤلم المتمثل في الرفض الاجتماعي والعائلي بسبب جنسيته المختلطة ولونه المختلف.
“ساق البامبو” هي استعارة معبرة استخدمها الكاتب للدلالة على شخصية عيسى؛ فكما يمكن لقصب البامبو أن يُزرع في أي أرض دون أن ينتمي إلى مكان معين، كذلك عيسى يشعر بالاغتراب بين وطن والدته في الفلبين ووطن والده في الكويت.
موضوعات الرواية:
1. الهوية والاغتراب: الصراع النفسي لعيسى في محاولته فهم من يكون وأين ينتمي.
2. التمييز الاجتماعي: التفرقة التي تعرض لها عيسى بسبب أصوله المختلطة.
3. التقاليد الثقافية: التناقض بين العادات والتقاليد الخليجية وقيم المجتمعات الأخرى.
4. العدالة الإنسانية: تسلط الضوء على قضية الخدم في الخليج والعلاقات الإنسانية غير المتكافئة.
رسالة الرواية:
الرواية تدعو إلى التفكير في قضايا الهوية والانتماء بمعزل عن الحدود الثقافية والجغرافية، وإلى التسامح الإنساني وفهم الآخر دون أحكام مسبقة.
أسلوب الكتابة:
كتب السنعوسي الرواية بأسلوب بسيط لكنه مليء بالعاطفة والتأملات العميقة، ما جعل القارئ يتعاطف مع شخصية عيسى ويشعر بآلامه وآماله.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news