قشن برس- خاص
هي مغارة طبيعية يتراوح عمقها من 3- 4 كم، تقع شمال شرقي محافظة أرخبيل سقطرى وتحديداً في منطقة حاله التي تبعد عن “حديبو” مركز عاصمة المحافظة حوالي 40 كم، وترتفع 200 عن سطح البحر، ويفصلك عن الكهف ممر مشاه صعوداً إليه سيراً على الأقدام بمسافة 3كم من آخر نقطة وصول السيارة.
فور وصولك إلى منطقة حالة لزيارة الكهف لابد من اصطحاب أحد المرشدين من أبناء المنطقة ليدلك على الطريق، ومن هنا تنطلق رحلتك الاستكشافية إلى الكهف سيراً على الأقدام فتسابقك أنفاسك لهفة وشوقاً للوصول إلى القمة لرؤية الجمال الرّباني الفريد الذي صوره الله في تلك المغارة المطلة على البحر.
تتعبك أقدامك من السير قليلاً لكن الإصرار وروح الاستكشاف تأخذك دون شعور لمواصلة السير نحو القمة وفجأة وبعد ساعة من السير متجولاً بين الصخور والأشجار تطل على بوابة الكهف في فناء مستوي تفصلك عشرات الأمتار عن الكهف وتبدأ منه ملامح الكهف تتضح شيئاً فشيئاً فتبدأ بنسيان تعب ومشقة الطريق وتزداد لهفتك لمواصلة الصعود لتركض مسرعاً تسابق رفاقك لتكون أول الواصلين.
عند وصولك إلى بوابة الكهف ينتابك شعور غريب..قطرات المياه التي تنبع من بوابة الكهف تستقبل ضيوفها، والطيور تزقزق ترحيباً بقدوم الزوار فتأخذ نظراتك الأولى عن الكهف وبوابته الطبيعية التي يزداد ارتفاعها عن ٧ أمتار وعرضها ١٨متراً لتقعد فيها دقائق تنظر منها إلى المحيط وتبدأ بتجهيز جوالك لالتقاط الصور التذكارية، بعدها تقوم بتركيب كشافك الذي سيكون رفيقك الحميم طوال رحلتك داخل الكهف والذي يعتبر في ذلك المكان أثمن ما تملكه.
فور دخولك إلى الكهف تبدأ تائهاً في جمال المنظر فلا تعلم من أين سأبدأ بالنظر ومن أين سأنتهي، ويأخذك بالحديث مع رفاقك، أنظر إلى جمال تلك الصخرة التي تبدو كالشجرة تشكلت عبر قرون عديدة حتى تبدو بهذه الحلة نتيجة للترسبات الجيرية.. انظر إلى ذلك العمود ليرد رفيقك انظر أنظر إلى تلك الشبيهة بالمنارة ويرد الآخر انظروا إلى تلك الشبيهة بالستائر التي تبدو مكسية بالذهب الخالص وتتخيل نفسك أن الحظ جعل من نصيبك رؤية هذا الجمال الرباني.
بعد ساعة أو يزيد من الاستكشاف والتجول والاستمتاع بجمال التشكيلات الجيرية داخل الكهف تستوقفك بحيرة من الماء العذب عند آخر نقطة مسموح بها داخله، والتي توصل إليها المستكشفون قبل استكمال مواصلة استكشاف كامل المغارة وممراتها الضيقة المتشعبة.
لحظات صمت تعيشها متفكراً باحثاً عن إجابات؛ من أين وكيف أتى الماء إلى هذه البحيرة؟!تأخذ منه رشفة لتتذوق عذوبته وتعيد التفكير حول كيفية وصول الماء وأسئلة وأفكار أخرى ستجعل المكان أكثر متعة للنظر إلى ذلك الجمال.
في تلك اللحظات يكون أقصى ما تحلم به كشاف ذو إضاءة عالية وكبيرة حتى تتمكن من النظر إلى الجمال وهو يبرق من أرجاء الكهف.
تأخذ انطباعاً بالذهول من طبيعة المكان لتتصور وكأن المكان منجم تملأ المجوهرات النادرة كل متر فيه، يسابقك الزمن وأنت تائه في جماله، وتبدأ لحظات الوداع مُرّة عليك لتقول: أريد أن أبقى هنا بعض الزمن لكن الوقت قد حان ويستوجب الخروج وسلم طريق العودة قبل حلول الظلام على المدينة، والتي لا تدرك وأنت بداخله كيف هي الشمس وما حالة النهار والإضاءة خارج المغارة لتودعها بكل حرقة على أمل العودة إليها مجدداً في زيارة أخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news