قشن برس- الصحة العالمية
تسببت الأمطار الغزيرة في أوائل أغسطس/آب في حدوث فيضانات عارمة في العديد من مناطق اليمن، مما ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية وأغرق الشوارع والمنازل.
وقد أدى سوء الصرف الصحي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه. فقد أدت المياه الراكدة الناجمة عن الفيضانات إلى خلق مواقع تكاثر للبعوض، مما زاد من خطر تفشي مرض الملاريا وحمى الضنك، في حين أدى انخفاض القدرة على الوصول إلى المياه النظيفة إلى دفع الناس إلى تخزين الإمدادات المتاحة في حاويات داخل منازلهم، مما أدى إلى خلق مواقع إضافية لتكاثر النواقل.
وتعد اليمن من بين 6 دول في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ذات مناطق ذات معدلات انتقال عالية للملاريا وتمثل غالبية حالات الملاريا في شبه الجزيرة العربية. ويقدر تقرير الملاريا العالمي أن أكثر من 21 مليون شخص في اليمن معرضون لخطر الإصابة بالملاريا. كما تشكل حمى الضنك، التي تتداخل مع الملاريا في المناطق الموبوءة، مشكلة صحية عامة رئيسية.
منذ بداية عام 2024، أبلغت اليمن عن 1051287 حالة مشتبه بها من الملاريا و13739 حالة مشتبه بها من حمى الضنك. تجعل العوامل المناخية والجغرافية والاجتماعية والاقتصادية المناطق الساحلية الغربية عرضة بشكل خاص، وقد ساهمت التقلبات الجوية الأخيرة، بما في ذلك الأمطار، في انتشار الأمراض المنقولة بالنواقل، مما يعرض المجتمعات الضعيفة للخطر.
بدعم من مكتب الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية التابع للمفوضية الأوروبية، تعاونت منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية والبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا لإجراء حملة رش اليرقات في الفترة من 19 إلى 24 سبتمبر.
وشارك في الحملة 40 فريقاً بالتعاون مع السلطات المحلية وأفراد المجتمع، استفاد منها أكثر من 4 ملايين شخص في محافظات المحويت وعمران وحجة والحديدة وصنعاء. وتم تحديد المناطق التي تحتوي على بؤر لتكاثر البعوض، بما في ذلك المستنقعات والبرك وضفاف الأودية والخزانات المفتوحة والحفر، كأولوية للتدخل.
وقد أسفرت عملية المسح الأولية عن تحديد 4664 قرية وواديًا للتدخل المحتمل، وتم تأكيد وجود 1160 منطقة منها باعتبارها بيئات تكاثر إيجابية. وكانت محافظة الحديدة هي الأعلى تركيزًا، حيث بلغت 48% من إجمالي المناطق المستهدفة.
ومن بين المواقع الإيجابية لتكاثر البعوض، كانت 58% منها مواقع طبيعية و42% منها مواقع من صنع الإنسان. وتزداد نسبة المواقع التي صنعها الإنسان سنويا، وغالبا ما يرجع ذلك إلى بناء حواجز مائية وتجفيف مياه الوادي لاستخراج الرمال لأغراض تجارية.
كما حددت الحملة مواقع تكاثر البعوض في المناطق المتضررة بالفيضانات والتي تم السيطرة عليها بعد ذلك من خلال إزالتها بشكل دائم وتجفيفها أو إدارتها من خلال استخدام مثبطات نمو الحشرات. وخضعت مواقع التكاثر الدائمة للمراقبة المستمرة والتنسيق القطاعي المعزز من خلال المبادرات المجتمعية والتعاون مع السلطات المحلية ذات الصلة.
وقال الدكتور أرتورو بيسيجان ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها إلى اليمن: “إن العمل التشاركي، الذي يشمل المجتمعات المحلية والقطاعات المختلفة، أمر بالغ الأهمية في السيطرة على تفشي المرض. وقد جسدت هذه الحملة التعاون الناجح، حيث لعبت السلطات المحلية والمبادرات المجتمعية دورًا رئيسيًا في التخطيط والتنفيذ، وتغطية منطقة جغرافية واسعة”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news