عامٌ آخر في عُمر ثورة الثاني من ديسمبر نعيشه اليوم، بينما التحوّل التاريخي الذي صنعته الثورة بدماء شهدائها الأبرار وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية الأسبق الزعيم علي عبدالله صالح، ورفيق دربه الأمين عارف الزوكا، ما زال بنفس التوهج والبريق والأهمية التي أرست قواعدها الثورة كفعلٍ وطني ناضج اتسم بالأهداف والمعاني المستمدة من قيم ومبادئ الجمهورية.
في الذكرى السابعة للثورة، نجد أنفسنا عند تقاطع مشترك تلتقي فيه الشجاعة والتضحية والمقاومة الدائمة، لتجسد معًا روح التضحية والفداء، كدليل دامغ على أن الشعوب الحرة قادرة على مواجهة الظلم والاستبداد مهما كانت التحديات الماثلة أمامها، وأن إرادتها الحرة وانتماءها الأصيل لوطنها هما الذخيرة القادرة على انتزاع نصرٍ مؤزر، طال الزمن أم قصر.
لقد كانت ثورة الثاني من ديسمبر بمثابة نقطة تحول فارقة في تاريخ اليمن المعاصر، وشكلت فعلًا جمهوريًا ونضاليًا بامتياز قاده الزعيم الشهيد، الذي امتثل بجدارة للواجب الوطني ولبى نداءه بكل اعتزاز في لحظة مفصلية معقدة، ليقف شامخًا كالطود في وجه المشروع الإيراني التوسعي الذي يصر على استهداف هُوية اليمن ونظامه الجمهوري.
مثلما عُهد عن الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح حنكته السياسية الفذة، عُرف عنه- أيضًا- شجاعة أسطورية منقطعة النظير، عندما أشعل شرارة الثورة في مواجهة التحديات الوجودية التي فرضتها إيران عبر أدواتها، ليترجم نَفَسَه الجمهوري الخالص الذي تشرّب مبادئه فكرًا وهوية طوال محطات نضاله الطويلة منذ بواكير شبابه.
ولعل جزءًا من أهمية ثورة الثاني من ديسمبر يكمن في أن شرارتها اندلعت من قلب العاصمة المختطفة صنعاء رغم فارق الإمكانيات، حيث قاتل اليمنيون الأحرار مشروع الإمامة وجهًا لوجه بأسلحتهم البسيطة، دفاعًا عن هُويتهم وجمهوريتهم من الظلم والاستبداد، ليؤكدوا قطعًا أنهم لن يقبلوا- بأي شكل من الأشكال- العودة إلى عهد تقبيل الرُّكب وأفكار الخرافة الضحلة التي أرادت إيران أن تكرّسها قسرًا على اليمنيين.
كما مثلت ثورة الثاني من ديسمبر شرارة للكفاح والنضال ضد المشروع الكهنوتي، ودرسًا للشعب اليمني والأحزاب والمكونات السياسية بعدم الاستسلام، واختيار الوطن ومصلحته وتغليبها على سواها.
لم يختَر الزعيم علي عبدالله صالح لنفسه طريقًا مفروشًا بالزهور؛ بل قرر أن يكون رأس حربةٍ في معركة اليمنيين ضد عُملاء إيران، مجسدًا المثل الأعلى للزعيم الحقيقي والمناضل المُلهم، الذي أدرك حتمية المعركة وأدى واجبه الوطني فيها بكل اقتدار وشجاعة، كقائد عُرف عنه التزامه الثابت وانتماؤه المتجذر للجمهورية.
ونحن نتأمل اليوم إرث الثاني من ديسمبر الخالد، ندرك أن المعركة لم تنتهِ بعد، وأن الطريق ما زال طويلًا، لكن انتصارنا- وبدعم الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة- على هذا المشروع حتميٌ لا محالة، مستندين إلى المقاومة الوطنية بقيادة مؤسسها طارق صالح كجبهة صلبة ومتينة تجسد روح ثورة الثاني من ديسمبر وتقودنا جنباً إلى جنب مع مختلف القوى الوطنية الجمهورية، متجاوزين كل خلافات الماضي، لتحقيق النصر المؤزر والمتمثل باستعادة الدولة وعاصمتها التاريخية صنعاء وإعادة اليمن إلى حاضنته العربية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news