اليوم السابع - عدن:
طرح وزير جنوبي في الحكومة، مقترحاً لحل اعتبره منصفاً للشمال والجنوب، داعياً إلى عقد اتفاق للخروج فعلياً من الوحدة التي انتهت بحرب صيف 1994م.
صدر هذا في بيان لوزير الخدمة المدنية والتأمينات رئيس كتلة وزراء المجلس الانتقالي الجنوبي في الحكومة د. عبدالناصر الوالي، أكد فيه تعرض شعب الجنوب لحرب تجويع واذلال بهدف ترويضه واثنائه عن استعادة دولته المستقلة.
وقال الوالي: "صباح الخير جنوبنا الحبيب، صباح الخير ياعدن، صباح الامل 30 نوفمبر يوم الحرية. منذ 57 عاماً وشعب الجنوب يحتفل بيوم النصر يوم الاستقلال ويوم الحرية".
مضيفاً: "منعطفات خطيرة وكبيرة مر بها شعبنا الجنوبي ولكن لم يشهد اصعب ولا اعقد ولا اقسى من هذه الايام. عشر سنوات من الحرب والحصار والتجويع والإذلال لشعب الجنوب في محاولة يائسة لترويضه وتطويعه لحسابات خاطئة لم يكن لشعب الجنوب يد فيها بل على العكس كان هو قصة النجاح الوحيدة في هذه العشر السنوات العجاف".
وتابع: "كانوا يخططون لسقوط صنعاء في ايام وبالتالي فان عدن وان تحررت سيتم احتوائها من صنعاء وينتهي الامر. لم يحسنوا اختيار ادوات الدفاع عن صنعاء وأرادوا تجريب المجرب فتمنع الشعب ليس حباً في القوى الجديدة ولكن رفضاً للقوى القديمة التي اوصلته الى هذا الحال".
مستطرداً: "لم يسأل احد نفسه لماذا توقفت الحرب عند الحدود السابقة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية؟ لقد التفّت الحاضنة الشعبية في الجنوب حول قضية عادلة وهي استعادة الدولة وتحت هذا الهدف النبيل وعلمه قاتل الجميع وانتصر بينما الحاضنة الشعبية في الشمال وقفت حائرة بين خيارين رفض القادم وعدم الرغبة في استمرار السابق وهذه الحيرة ادت الى فشل الدفاع عن صنعاء مع الاسف".
مردفاً: "هناك من يحاول ان يتعسف الحقائق والواقع والتاريخ والجغرافيا. لن ينجح.. اليوم 70% من ايرادات الدولة معطلة نتيجة لعدم تصدير نفط الجنوب الذي قصف محطات تصديره ويهدد باحراق حقوله الحوثيون وشعبنا يموت جوعاً ومرضاً بدون اي خدمات تذكر ويحدثونا عن العودة للوحدة معهم. امر لايستقيم".
مؤكدا أن "الشعب يتضور جوعاً ومرضاً وخدماته في الحضيض و550 ملياراً ( خمسمائة وخمسون مليارا) من ايراداته في المحافظات !!!! لا تورد الى البنك المركزي في العاصمة عدن معظمها محجوزة في المحافظات الشمالية ويحدثونا عن العودة الى الوحدة معهم!!! امر لايعقل".
مشيراً إلى "أنه في عام تسعين كان عدد موظفين الدولة في الجنوب والشمال حوالي 174 الف. معظمهم من الجنوب وتحت الشعار الباطل( تقليص العمالة) بعد غزوة 1994م تم ابعاد الجنوبيين قسراً".
مبيناً أن "اول دفعة تتم مناقشة جبر ضررهم وتعويضهم يبلغ عددها حوالي 36 ألف مبعد قسراً اعترف به بقرار جمهوري منتظرين تسوية مالية لا تتجاوز 30-50 ألف ريال (25 دولارا. نعم خمسة وعشرون دولارا) ثم يأتي الآن بعد ضياع 35 سنة من اعمارهم هدراً وقهراً ومعاناة من يحدثهم عن اعادة التجربة مرة اخرى والذهاب الى صنعاء".
مؤكداً أنهم "سرحوا قسراً وهناك من يقترح عليهم ان يعرض اولادهم واحفادهم مرة اخرى لنفس التجريف". مضيفاً: "يقول المثل الشعبي ( من جرب المجرب عقله مخرب). حاشا لله. ماهو الحل؟".
وقال إن "حقول نفط جنوبية تعمل وريعها لصالح الجنوب. وحقول شمالية تعمل وريعها لصالح الشمال وحقول مشتركة حدودية تعمل وريعها لصالح الطرفين (هناك شركة مشتركة من قبل الوحدة تدير هذه الحقول)".
ولفت إلى "أن مطار عدن يعمل ومطار صنعاء يعمل لا ضرر ولا ضرار. ميناء عدن يعمل وميناء الحديدة يعمل لا ضرر ولا ضرار، مصافي عدن تعمل ومصفاة صافر تعمل لاضرر ولا ضرار".
واستدرك: "اما ان يهددونا بأن حقولنا ستحرق ومطارنا سيدمر ومصافينا ستسحق من قبلهم وحلفائهم من وارئهم ويريدونا ان نتوحد معهم! !! امر غير منطقي ولا مقبول".
ووضع الوزير الوالي، مقترحات لمعالجة الأوضاع في الشمال والجنوب، بقوله: "بنك مركزي في عدن وبنك في صنعاء تعالج مشاكل العملة وتساعد في حصول الناس على الغذاء والخدمات".
داعياً إلى "حوار سياسي شمالي شمالي وبدعم اقليمي ودولي ينهي الانقلاب العسكري في صنعاء ودعم القوى الوطنية الشمالية التي يختارها شعب الشمال حتى الوصول الى حل بكل السبل".
مطالباً بـ "حوار سياسي جنوبي جنوبي على قاعدة الجنوب بكل ابنائه ولكل ابنائه". مؤكدا أن ذلك "سيكون سهلا وممكنا ومقبولا من الجميع".
مشدداً على "أن الضغط العنيف على شعب الجنوب وعلى حامل القضية الجنوبية المجلس الانتقالي الجنوبي ليس هو الحل ولن يقود الى حلول ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم".
مختتماً بالقول: "شعب الجنوب تاريخياً يتحمل الفقر والجوع والقهر وحتى الحرب ولكنه لم ولن يتخلى او يتنازل عن كرامته او حريته. دخلنا الوحدة باتفاق وقضوا عليها بحرب وخرجنا منها بحرب ولامانع لدينا ان نعمد هذا الخروج باتفاق. وقال العرب «تجوع الحرة ولاتأكل بثدييها»".
يذكر أن نظام الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح وعلي محسن الاحمر والشيخ عبدالله الاحمر وحزبي المؤتمر الشعبي العام والاصلاح (اخوان اليمن) تأمروا على الحزب الاشتراكي وقيادات الجنوب عقب الوحدة، وصولا الى تفجير حرب اجتياح الجنوب في ابريل 1994م وتقاسم ثرواته غنائم بين قيادات عصابة 7/7.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news