القيل/ عبدالله المعالم – ناشط في حراك الأقيال
يسعى فكر الأقيال والإكليلات إلى استعادة الهوية اليمنية الأصلية وإزالة الهيمنة الفكرية والسياسية التي فرضتها العقائد السلالية الهاشمية، والتي تعززت بشكل خاص مع انتشار النفوذ الزيدي الهاشمي في الأرض اليمنية.
جاءت فكرة الأقيال كرد فعل على التمييز السلالي الذي فرضته الهاشمية السياسية، حيث ركزت هذه الفكرة على تفوق النسب الهاشمي ودوره في الحكم والقيادة، مما رسخ عقيدة تفضيل سلالة معينة على بقية اليمنيين. هذا التمييز تجسد في ممارسات اجتماعية وسياسية ودينية، أبرزها فكرة “البطنين”، التي كرست احتكار الحكم في يد أبناء البيت الهاشمي، الدخيل على الفكر اليمني والأرض.
ترى فكرة الأقيال أن النظام السلالي يخلق بيئة غير متكافئة، ويكرس للاستبداد والهيمنة، مما يؤدي إلى الفتن والدمار والجهل في الأمة اليمنية. لذلك، فإن الأقيال كفكر يعارض بشكل حازم فكرة السلالة، ويسعى إلى بناء مجتمع قائم على المواطنة المتساوية والعادلة، بعيدًا عن التمييز العرقي أو السلالي لجحافل بني هاشم. يؤمن الأقيال بمفهوم “اليمن الكبير”، أي اليمن بشعبه وتاريخه وقيمه التي تعود إلى العصور القديمة، وليس بهوية مستوردة تفرض نفسها على المجتمع اليمني.
يهدف فكر الأقيال إلى إعادة إحياء الهوية اليمنية الوطنية المستمدة من تاريخ وحضارة اليمن العريقتين، مثل الحضارات السبئية والمعينية والحميرية. يركز هذا الاتجاه على تعزيز الانتماء إلى اليمن كوطن جامع، والاحتفاء بالقيم والعادات اليمنية الأصيلة، بعيدًا عن التأثيرات التي جاءت بها الهيمنة الهاشمية التي ربطت الهوية الدينية بالتفوق السلالي للهاشميين.
يرى الأقيال أن استبدال الهوية اليمنية بهوية “الإيمان بالسلالة الهاشمية” كان جزءًا من استراتيجية لإضعاف الشعور الوطني اليمني، وتحويل الانتماء من الهوية الوطنية إلى هوية دينية-سلالية محددة. لذلك، فإن تجديد الهوية اليمنية هو في جوهره عملية استعادة الكرامة الوطنية والثقافية، والاعتزاز بالتاريخ اليمني قبل التدخلات الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالسيطرة الهاشمية على الحياة السياسية والاجتماعية.
الهوية اليمنية في مواجهة الهاشمية:
يرى فكر الأقيال أن الهوية اليمنية تم تهميشها لفترات طويلة بسبب الهيمنة الهاشمية التي استبدلت مفهوم “اليمن” بمفهوم “الإيمان”، حيث أصبحت السلالة الهاشمية تعتبر نفسها الوصية الشرعية على الإسلام والشعب اليمني. لكن هذا التوجه واجه معارضة من حركات شعبية متزايدة، خاصة بعد الحرب الأهلية في اليمن التي كشفت عن عمق الانقسامات السلالية.
الهوية اليمنية التي يدافع عنها الأقيال ليست فقط هوية قائمة على التاريخ أو الجغرافيا، بل هي أيضًا هوية سياسية وفكرية تعزز قيم العدالة والمساواة والحرية. وهذا يعني إلغاء الامتيازات السلالية وتحقيق نظام سياسي قائم على الديمقراطية والتمثيل العادل لكل فئات المجتمع اليمني.
الخلاصة إن حركة الأقيال في اليمن هي جزء من حركة فكرية وسياسية تهدف إلى التخلص من الهيمنة السلالية والعنصرية التي زرعتها الهاشمية في المجتمع اليمني. تسعى هذه الحركة إلى تجديد الهوية اليمنية الوطنية وإعادة الاعتبار للتاريخ اليمني العريق كركيزة أساسية لبناء مجتمع قائم على المواطنة المتساوية والعدالة. يمثل الأقيال جزءًا من الجهود اليمنية الأوسع لاستعادة الهوية الوطنية ومواجهة السياسات التي تقوم على التمييز والتفوق العرقي.
تعليقات الفيس بوك
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news