الكاتب : عبدالناصر بن حماد العوذلي
تتسارع وتتقاطع الأجندات وتتباين الرؤى حول خارطة الطريق التي يتم الترويج لها والتسريب لحيثياتها وهي خارطة تخرج من مطابخ حوثية تحاول أن تصنع هزيمة نفسية في قوى الشرعية موحية لهم بأن تفاهمات حصلت مع تحالف دعمهم ..
ينبري حسين العزي ليقول في تغريدة له على منصة تويتر أن التفاهمات بين المملكة وصنعاء بلغت حدا كبيرا من التوافق وأن اللمسات الأخيرة تجري لتضع النقاط على الحروف في إشارة منه أن مايتم حوار ثنائي الأطراف بين صنعاء والرياض وهو بهذا يضع الجماعة في الوضع السيادي لليمن وأنهم يمثلون السيادة اليمنية وحوارهم مع الرياض حوار ندي ..
وهذه من أكبر المغالطات والتزييف للواقع فالمملكة وإن دخلت مع الجماعة الحوثية في حوار فهو حوار الوسيط الذي يبحث عن حل لحقن الدماء اليمنية لكن المملكة ليست طرفا في هذه الحرب وليست هي المعنية بالحوار المباشر مع قوى الإنقلاب لأن هناك شرعية دستورية معترف بها من العالم وتحالف دعم الشرعية يعمل تحت هذا الغطاء فالحرب ليست بين السعودية واليمن بل بين الإنقلاب الحوثي والشرعية الدستورية اليمنية ..
عشر سنوات من الحرب ضد المشروع الصفوي الايراني وهو الخطر الذي يقوض أمن واستقرار المنطقة برمتها ولن نسمح كيمنيين قوى سياسية ومجتمعية ومنظمات حقوقية ومدنية أن نسلم اليمن بعد كل هذه الدماء للحوثي وهو ذنب إيران وانتصار الحوثي هو انتصار إيران وهذا لايشكل خطرا على اليمن فحسب بل على المملكة والخليج ..
لأن هذا الأمر يضع الأمن القومي السعودي والخليجي على كف عفريت وستكون حينها قوات الحرس الثوري الإيراني على الشريط الحدودي للمملكة من جهة اليمن وهذا هو ماكانت تخطط له إيران في 2014 حين سيطر الحوثيين على الجيش اليمني حينها التحمت واشتركت وحدات من الحرس الثوري الإيراني ووحدات من مليشيا حزب الله اللبناني مع الجيش اليمني في مناورة بكافة الأسلحة على الحدود الجنوبية للمملكة وكانت رسالة واضحة أن التوجه بعد ذلك الى الأماكن المقدسة في المملكة .
أذكر حينها وأنا في صنعاء عضوا في اللجنة الثورية العليا انهم كانوا يقولوا لنا سنحج هذا العام ببنادقنا في إشارة انهم سيسطيرون على مكة والمدينة وأنهم سيحجون متأبطين بنادقهم، فكيف لخارطة الطريق التي يروج لها الحوثي ان تعطي الحوثيين نصرا مؤزرا وهم بعقلية الملالي الإيرانية وتحركهم الحوزة الصفوية ..
وانا أؤكد لكل من قرأ تلك التسريبات أن المملكة أكثر حرصا على أن يكون السلام الذي تسعى اليه مع كل شرفاء العالم هو السلام الذي لايرحل صراعات مستقبلية بل سلام يؤسس لأمن واستقرار اليمن والمنطقة بشكل ويضع اليمن قي توافق سياسي لا يهضم ولا يتجاوز المرجعيات الثلاث التي تعتبر هي عنوان السلام، ومن منطلقات جيوسياسية تعتبر اليمن البعد الأمني والإستراتيجي للمملكة والخليج..
فتأمين خطوط نقل الطاقة في البحر الأحمر وباب المندب يعتبر أولوية محلية واقليمية ودولية فخليج عدن يمر من خلاله مامعدله 3.5 مليون برميل يوميا من النفط الخام ..
ويعد أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، إذ يعبره نحو خُمس الاستهلاك العالمي من النفط، ولموقعه الجيوسياسي المهم في الشرق الأوسط فهو غني جدا ليس فقط في موارد الطاقة التي تعتبر شريان الحياة لأوروبا والولايات المتحدة والعالم، وفقا لدراسة نشرها موقع 24"south ..
ولذلك فالخارطة التي يتم الترويج لها هي فقاعة صابونية حوثية ستنفجر في الهواء حال انتهاء فترة الرجل النائم سليبي مان ..
ومايحصل اليوم يذكرني بما حصل في 2016 في آخر ولاية باراك أوباما حيث كان جون كيري يعد في مسقط خارطة طريق صممها وفقا لرغبات الحوثيين وكانت منتهية الصياغة وعند عرضها على الرئيس عبدربه منصور هادي من قبل السفير الأمريكي حبنها رفض هادي توقيعها وقال بالحرف الواحد للسفير الأمريكي سننتظر وصول ترامب الى البيت الأبيض قال له السفير أن المؤشرات تقول أن هيلاري كيلنتون هي الفائزة فقال له الرئيس هادي سننتظر ترامب وفعلا صدقت تنبؤات الرئيس وجاء ترامب وفشلت خطة جون كيري ..
.واليوم يعيد التاريخ نفسه خارطة طريق تصاغ بنفس صياغة خطة جون كيري سيعرضها الديمقراطيون على رئيس مجلس القيادة الرئاسي وسيرفضها لأنها لاتحمل أي مضامين سلام بل استسلام وسننتظر ترامب هكذا سيظل اليمنيون من حكومة أمريكية ديمقراطية الى أخرى جمهورية حتى نتفق نحن كقوى سياسية ونتتحرر من كل إملاءات الخارج وننطلق نحو استعادة الجمهورية وبناء الدولة اليمنية الإتحادية التي يتكامل فيها الجميع تحت مظلة القانون .
والسلام على من اتبع الهدى .
25 نوفمبر 2024
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news