الأمثال الشعبية كثقافة شعبية انتقلت شفاهيًا من سالف العصور، ومايزال تأثيرها على الحاضر، سائدًا، بل ومهيمنًا على سلوكنا اليومي.
ولذا فان التأصيل لهذه الأمثال يعد ضربًا من المستحيل، ولكن قد يبدو الأمر مقبولًا إذا قلنا أنها بدأت منذ بدأ الانسان الكلام أو مع بداية اللغة وأنها تتحرك في زمن مفتوح منذ القدم إلى مابعد يوم الناس هذا.
من أهم خصائص الأمثال الشعبية أنها عابرة للحدود، تستخدم تبريريا لدعم فكرة ما، في مجال ما، وهي( الأمثال) لا زمنية فليس لها زمن محدد تتوقف عنده حكاية هذا المثل أو ذاك، أو تتجمد وظيفته عند ذاك الزمن. كما تتميز الأمثال الشعبية بخصائصها الفنية والبلاغية وحتى الموسيقية، ويمكن أيضًا أن تحمل بعض الأمثال قياسات منطقية محددة.
الأمثال الشعبية أقوال تعبر عن العواطف والأحاسيس والتجارب والممارسات والخبرات الإنسانية في المجتمعات البشرية.
ومن هذا المنطلق نجد أن الأمثال عبارة عن معادلة تفاعلية بين الشخص المنتج للمثل والعباره المحددة بكلمات تمثل الواقعة (الزمكانية) في الزمن والمكان، وأيضًا الشخص المستقبل لهذا المثل، وهذ المحددات الرئيسية لوظيفة الأمثال.
وظائف الأمثال الشعبية:
إضافة إلى الوظيفة الاتصالية للأمثال الشعبية، فإنها تحتوي على وظائف أخرى هي:
الأخلاقية:
تحدد هذه الوظيفة تهذيب وضبط النفس، كرقيب شعبي يوجه سلوك الفرد والجماعة.
الفكاهية:
هذه الوظيفه تكاد تكون مشتركة في كل الأمثال وهي وظيفة جامعة من وجهة نظري.
التربوية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية:
تتكامل هذه الوظائف فيما بينها لتشكل مجتمعًا إنسانيًا متجانسًا أو غير متجانس طبقًا لمحتوى المثل، فالمثل:
أشبع ابنك واحسن أدبه
يعود بالنفع التربوي والتعليمي على المجتمع نفسه، فالعملية هنا عمليه تكاملية الأبعاد إذًا. لا يوجد بعد تربوي بمعزل عن الإجتماعي وغير متفاعل مع البعد الإجتماعي وغير منتح للبعد الاقتصادي.
النسب عدو الخال (مناطق تعز)
البزي عدو الخال (المناطق الشمالية)
تبدو في هذا المثل النظرة الأحادية (المنطقية) للعداوة، وهو يدين الضحية، لكن لو نظر إلى أسباب العداوة لتبين صحة المثل أحادية النظرة التي تقود إلى عداوات وعداوات اجتماعية واقتصادية وتربوية واجتماعية.
أليس سبب العداوة هو حرمان الأخت من الميراث، إنه سبب في أسباب أخرى أخلاقية وتربوية واجتماعية، ويكون السبب الإقتصادي للأخت وأبنائها هو الفتيل الذي يفجر هذه العداوه.
إنه سبب أخلاقي تربوي واجتماعي، فالإسلام انتزع حق المرأه من بين مخالب الجاهلية الأولى، ولا خلاف حول ماجاء في القرآن الكريم حول قسمة الميراث، ولكن التمسك بالعادات والأعراف الاجتماعية التي منشأها التربوي والتعليمي خاطئ أدى الى زيادة منسوب هذه العداوة.
إن الوظيفة الاقتصادية تمثل نتائج الوظائف السابقة، (الايجابية منها والسلبية) فالهدف الاساسي للوظائف السابقة هو التاسيس لنمو اقتصادي يسهم في بناء المجتمع، أو هدمه.
مثل آخر يقول:
ربي لك حنش بجيبك
تبدو وظيفة هذا المثل جلية وواضحة بالعودة للأسباب السابقة، وبالأصح إذا فقد الانسان، انسانيته. فإنه لا يربي حنش في جيبه وكفى، إنه لكل الأسباب السابقة يربي وينمي سموم العدواة في جيبه والحنش هو استعاره قد يكون للإبن الأخت، أو الأيتام من أبناء الأخوة أو الأيناء بالتبني أو غيرهم حتى تلك التربية التي تقوم بها بعض المؤسسات الحكومية والعسكرية والأمنية إذا لم تكن لها ضوابطها الأخلاقيه والوطنية.
ولذا فإنعدام الأسباب الأخلاقية أو قصد بها الأخلاق الدينية في تربية حتى الأبناء تكون نتائجها وخيمة للاسرة والمجتمع المحيط والمجتمع الأشمل الوطن.
وعلى ذلك فقس بقية الأمثال التي تندرج تحت هذه الأبعاد الأخلاقية والتربوية والتعليمية والاجتماعيه التي يكون البعد الإقتصادي نتيجتها وفتيل انفجارها.
نخلص مما سبق أن للامثال الشعبية وظائف متعددة ومتداخلة فقد يفهم من المثل وظيفة معينه ومن وجهة نظر معينة، ويوظفها آخر من وجهة نظر أخرى، وبقدر تتعدد الخبرات الإنسانية المعرفية والعملية تتعدد وجهات النظر في قراءة الأمثال، فهي بالمعنى الأشمل حمالة أوجه ووجهات نظر. (طبقًا للاستعارة والمجاز).
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news