المطر حزن الريفي وبهجته معًا

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 112 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المطر حزن الريفي وبهجته معًا

ابن الريف عندما يغادر بلدته نحو المدينة قد يتعثر بالذكريات عن الحياة البسيطة وكلما تعثر وكان قاب سقوط في الأسى، ينهض ليرمم شروخ روحه ويبدأ من جديد سباق الزحام على أرصفة المدينة بحثا عن وجهه وسط ركام الخيبات.

تمر السنوات ويعتقد كثير من ابناء الريف أن المدينة أعادت تشكيل أرواحهم لتصبح معجونة بأضواء وصخب حياة المدينة، ولكنه في لحظة يكتشف أنه عاد ذاك الطفل الذي غادر قريته قبل عقود من الزمن نحو المدن بحثا عن ملامح مستبقل حلم راوده.

الأغاني الممزوجة بتوابل الأرض والتربة والشجر، وروائح الشقر ووجوه النساء التي لم تكن تعرف غير الكحل ومسحوق الهرد، ودخان مواقد الحطب وروائح صوف الماعز والمواشي الأخرى وغير ذلك، تسوق الريقي نحو رهان خاسر بالتشبث بالمدينة، هنا اتحدث عن الريفي الريفي الخام وليس الهجين.

وتزداد خسارة رهان الريفي بالتشبث بالمدينة مع كل هطول مطر يفر مذعورا من هواجس الشعور بالانتماء إلى طين الأرض العبق بالكد وبذور السنابل وجذور الأعشاب العطرية وهو يفصلها عن الطين في مواسم المطر ليهيء الأرض للحراثة، ولكنه يفشل بالتخلص من هذه العوالم العالقة بزوايا روحه.

تتنزل حبات المطر والطفل الريفي المهاجر المختبىء في قلبه ينمو أكثر فأكثر، ويغدو مستيحل السيطرة عليه فيصرخ أنا ابن هذا الطين أنا ابن هذا المطر أنا ابن الأرض والسنابل والحقول وجداول السيل التي تنسكب على التلال والجبال وكأنها تداعب أوتار جيتار، تلك التلال والجبال هي قلبي والسيل لحني السماوي.

يتمرد الطفل المختبىء وتنفضح يا ابن الريف بأنك لا تنتمي إلى عالم المدن، أنت تنتمي إلى دموع جدك وهو يبصر المطر يتنزل على الأرض، نعم أنت تنتمي إلى دموع جدك وأبيك وأمك وهم يرفعون أياديهم إلى السماء وكأنهم يرفعونها حتى لا تضغط عليك بثقلها.

هذا هو أنت يا ابن الريف، زبدة الأرض، معراج السنابل، الأكف التي تتقرح دما وهي تحتضن سيل المطر، العيون الباكية لله، القلوب الحامدة. أنت يا ابن الريف نصل محراث جدك وأبيك وأمك، ودخان مواقد الحطب، وروائح أقراص الذرة التي حصدتها أمك، فلا تخجل من أواني الفخار التي شربت بها الماء، وزريبة المواشي التي كنت تكنسها كل صباح، وظلال الشجر الذي كنت تستظل بها وأنت تسبق مواشي أسرتك إلى المرعى. أنت ابن هذه الأرض التي تحفظ ايقاع اقدام جدك وأبيك وأمك وقدميك مع بزوغ كل فجر كنت أنت رفيقه.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : رسمياً ...اسرائيل تعلن مقتل عدد من القيادات الحوثية بالغارات الاخيرة "اسماء"

جهينة يمن | 3629 قراءة 

قبائل ” قيفه” تستعد لتوسيع دائرة المواجهات مع الحوثيين ومصادر قبلية تكشف اسباب الحملة

المشهد اليمني | 2665 قراءة 

حقيقة اغتيال مهدي المشاط بقصف على دار الرئاسة بصنعاء

وطن الغد | 2316 قراءة 

عاجل : حكومة صنعاء تفاجئ الجميع وتعلن قبل قليل عن مقتل واصابة اكثر من 80 شخص "بيان"

جهينة يمن | 2220 قراءة 

بمن فيهم المعتمرين.. السلطات السعودية تفرض اشتراطات جديدة على اليمنيين للسماح بالدخول إلى أراضيها

المشهد اليمني | 1585 قراءة 

تعزيزات عسكرية حوثية تصل "رداع" وسط استعدادات قبلية لتوسيع دائرة المواجهات

المجهر | 1165 قراءة 

عاجل: القبض على قاتل والد الصحفية غدير الشرعبي اخيرا .. (صورة)

وطن الغد | 1101 قراءة 

الأمن يقبض على المتهم بقتل المواطن "سيف الشرعبي" بعد أسبوعين من الجريمة في تعز

اليوم برس | 1060 قراءة 

السلطات السعودية تفرض اشتراطات صحية لدخول اليمنيين اراضيها

وطن الغد | 910 قراءة 

فلكي يمني يكشف موعد انتهاء الشتاء

نيوز لاين | 903 قراءة